فقدنا فى شهر فبراير العديد من نجوم ونجمات الفن اللذين تركوا علامة فارقة فى عالم الفن وأصبح أسمهم محفور فى وجدان وعقول المشاهد المصري، ومن أهم هؤلاء النجمات الفنانة زيزي مصطفي والتى أختمت تاريخها الفنى منذ 12 عام بمسلسل "راجل وست ستات" مع النجم أشرف عبد الباقي. ولدت في القاهرة وبدأت التمثيل في سن السادسة عشرة، حيث شاركت في فيلم (بين السماء والأرض) الذي أخرجه صلاح أبو سيف العام 1959، وفي العام التالي شاركت في فيلم المراهقات ثم قامت بأول بطولة سينمائية في فيلم البوسطجي وذلك بعام 1968 أمام شكري سرحان وصلاح منصور ويعد الفيلم من علامات السينما المصرية. ربما يعتقد البعض أن رحلة زيزي لا تتمتع بالثراء الفني الكبير في الأعمال لكن على العكس فقد قدمت أكثر من مائة مسلسل، وما يقرب من 44 فيلمًا منها أعمال تعد علامات بارزة بالسينما المصرية، وذلك بخلاف مشاركتها في عدد من الأعمال المسرحية. وبالرغم أن رحلة زيزي مصطفى امتلأت في البدايات بعدد من الأدوار الفنية الهامة مثل المراهقات، ومذاكرات تلميذة، سيد درويش، قصر الشوق، لكن الانطلاقة الحقيقية في مشوارها تكمن في فيلم "البوسطجي" الذي قدمته مع الراحل شكري سرحان 1968، لتتوالى الرحلة بعد ذلك بالعديد من الأدوار البارزة منها: زائر الفجر، انتبهوا أيها السادة، المتمردون، دائرة الانتقام، الحريف، زوجة رجل مهم، ونسيت أني امرأة. وليس هذا فقط فذكاء زيزي جعلها حاضرة في سينما الشباب، وهو ما يمثل نوعا آخر من وعي الراحلة التي لم ترفض مثل هذه المشاركات باعتبار أنها سبق لها العمل مع الكبار وأنه من المؤكد أن الخريطة الفنية شابها الكثير والكثير من التغيير حيث إن البعض من أبناء جيلها رفضوا التواجد في هذا التوقيت، ومع مطلع الألفية الجيدة قدمت زيزي عددْا من الأدوار المميزة منها أفلام: حرمية في كي جي تو، شبر ونص، صايع بحر، حريم كريم مختتمة الرحلة بفيلمي "في محطة مصر" مع منة شلبي وكريم عبد العزيز، و"لخمة راس" مع أحمد رزق قبل رحيلها بعامين. وشاركت في العديد من الأعمال الدرامية وأهمها مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرًا" والذي حمل شهادة ميلاد لكثير من نجوم جيل الوسط ومنهم يحيى الفخراني، آثار الحكيم، فاروق الفيشاوي وصلاح السعدني لتمتلئ الرحلة بعد ذلك بالعديد من الأدوار التي جعلت منها نجمة تليفزيونية حاضرة في أهم مسلسلات التليفزيون المصرى وشاركت في "أنا وانت وبابا في المشمش، أحلام الفتى الطائر، قضية رأي عام، أولاد الأكابر، أحزان مريم، الرقص على سلالم متحركة، الملك فاروق، حياة الجوهري، عسكر وحرامية، وغيرها" . اختارت زيزي مصطفى أن يكون الفن هو وسيلة تواصلها الوحيدة مع الجمهور حيث أنها أختارت عزلة الوسط الإعلامي فلم تكن حاضرة في الاحتفالات أو اللقاءات التلفزيونية، لترحل في هدوء تام تاركة تركة ثرية بالأدوار المتنوعة في شخصياتها يزداد بريقها بمرور السنوات عليها.