خلصت الحكاية.. انتهاء رحلة عائلة فنية صغيرة.. والموت المبكر يخطف الأم والأبن في نفس العمر هيثم أحمد ذكي عاش يتيمًا ومات وحيدًا.. والسرطان يحرمه من والديه --------------------------------------------------------------------------- خيم الحُزن على الوسط الفني الأيام الماضية بعد انتشار خبر وفاة الفنان الشاب هيثم أحمد ذكي، عن عمر يناهز ال 35 عامًا بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية وشيعت جنازته الخميس الماضي من مسجد مصطفى محمود، ودفن بمقابر العائلة في مدينة السادس من أكتوبر ليلحق بوالده الراحل أحمد زكي ووالدته هالة فؤاد، وفي السطور التالية يرصد "الموجز" قصة عائلة "النمر الأسود" التي خطفها الموت مبكرًا. البداية مع الفنان الشاب هيثم أحمد زكي، الذي كان يعاني من الوحدة القاتلة وذلك بعدما قرر أن يعيش في منزل والده بعد رحيله، وهذا ما أكده في العديد من القاءات التلفزيونية حيث قال: "بعد وفاة والدي أحمد زكي عانيت الوحدة كثيرًا خصوصًا أننى ظللت أعيش في منزل العائلة، وعشت نفس ما عاشه والدي من الوحدة وأجد أن هذه الوحدة هي الإبتلاء المشترك بيننا". وظهر هيثم، وهو يتحدث متأثرًا بفقدانه لعائلته، واحدًا تلو الآخر، منذ الصغر، ومروره بصدمات متتالية بسبب فراقهم، أولها موت والدته ثم والده وجده وخاله، وآخرهم جدته التي طالما تعلق بها. كما كان يخشى الفنان الشاب أن يموت وحيدًا حيث كشف بعض أصدقائه، ومن بينهم الفنانة ناهد السباعي، عن نبوءة هيثم زكي، المبكرة بوفاته وحيدًا وصغيرًا داخل منزله دون أن يشعر به أحد، مؤكدة أنه كان جارها وصديق الطفولة، وكان دائمًا ما يكرر هذا الكلام، ولكنها لم تصدقه، إلا بعد إعلان وفاته بالطريقة نفسها التي تنبأ بها. بداية الإعلان عن وفاة الفنان هيثم أحمد زكى، كانت حينما تلقت مديرية أمن الجيزة إخطارًا من مباحث قطاع أكتوبر ببلاغ خطيبته بأنها حاولت الاتصال به أكثر من مرة ولم يستجب لاتصالاتها، وعلي الفور انتقلت قوة أمنية إلي منزل المتوفي وبفتح باب منزل عثرت الشرطة على الفنان مُلقى جثة داخل الحمام، وتبين من خلال الفحص والتحري أن هيثم، مقيم بمفرده داخل المنزل وغير متزوج، وتتردد عليه خالته كل فترة. وتابعت الشرطة الإجراءات اللازمة من خلال استجواب أفراد الأمن الخاص المكلف بتأمين الكومبوند، وتبين أن هيثم، خرج فجر الخميس الماضي وكان يبدو عليه حالة التعب والإرهاق، وأخبرهم أنه يعاني من "مغص"، وذهب إلى إحدى الصيدليات داخل لشراء أدوية، وعاد مرة أخرى إلى الشقة، وبعد ذلك أختفي تمامًا ولم يرد على هاتفه سواء اتصالات خالته أو خطيبته، ما دفعهما إلى التوجه إلى قسم الشرطة وقامتا بالإبلاغ عن تفاصيل الواقعة. وتم نقل جثمان الفنان الراحل إلى مشرحة زينهم لأخذ عينة من دمائه وإجراء تحليل لبيان أسباب الوفاة، وناظر فريق من النيابة جثمانه للوقوف على وجود أى علامات تشير إلى وجود عنف جنائى من عدمه، واستمعوا لأقوال خطيبته حول وفاته، وكشفت تحقيقات نيابة الشيخ زايد أثناء معاينة المنزل أن تم العثور على مكملات غذائية يتناولها الفنان أثناء التمرين في الجيم، ورجحت التحريات أن وراء إصابة هيثم ب"مغص"، هو تناوله تلك المكملات الغذائية، مع ضعف تناول الطعام، ما تسبب له في حالة إعياء شديدة قبل وفاته بيوم واحد، وتبين في النهاية أن وفاته كانت بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية. صدمة كبيرة تلقاها زملاء ومحبو الفنان هيثم أحمد زكى، بعد أن تأخرت مراسم صلاة الجنازة وبعد ذل صرح نقيب المهن التمثيلية الفنان أشرف زكي، أن السبب وراء ذلك يعود إلى أن المشرحة طلبت تسليم الجثمان إلى أحد أقاربه، مؤكدًا: "مفيش حد من أهله يستلمه"، وتواصل بعدها زكي مع المحامي العام الذي أمر بأن يتسلم هو جثة النجم الراحل. عاني هيثم أحمد ذكي، بعد مروره بالعديد من الصدمات طوال حياته بدايتها كانت وفاة جده المخرج أحمد فؤاد، عام 1992، وبعد عام واحد ودع الطفل الصغير والدته الفنانة هالة فؤاد، التي توفيت عام 1993، عن 35 عامًا، وظل يعتني بوالده أثناء رحلة مرضه حتي توفي عام 2005، ولم يمر عامان على رحيل والده حتى ودع الإبن المحكوم عليه بالوحدة فردًا جديدًا من عائلته، وهذه المرة جدته التي توفيت عام 2007 أثناء تصويره فيلم "البلياتشو" ووقتها مر بأزمة نفسية حادة خاصة أنه كان شديد التعلق بها، وبعد مرور أربع سنوات، توفي خاله المخرج أشرف فؤاد عام 2011، فهو كان أخر أفراد عائلته ومن هنا بدأت وحدته التي أثرت علي حالته النفسية بشكل كبير. احتفل هيثم، بخطبته على خبيرة الطاقة إنجى سلامة، فى شهر يناير من العام الماضى، واقتصر الحفل على الأهل والأقارب وكان من المقرر أن يحتفلون بزفافهم العام المقبل، وبعد وفاته بساعات أغلقت خطيبته كل حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعى ورغم كونها من خارج الوسط الفنى، إلا أنها من مشاهير السوشيال ميديا، حيث تقدم العديد من محاضرات التنمية البشرية، وتنشر بعض الفيديوهات المتعلقة بكيفية العلاج بالطاقة، وقد تخرجت فى جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب. حيث بدأ هيثم ذكي، مشواره الفني عام 2006، حينما استكمل ما تبقى من مشاهد فيلم "حليم" بعد رحيل والده، بعد ذلك قام ببطولة فيلم "البلياتشو" الذى عرض عام 2007، وكان يعتبر أولى بطولاته فى عالم السينما، ويعتبر فيلم "كف القمر" من أبرز أدواره حيث عرض عام 2011 وقام ببطولته الفنان الراحل خالد صالح، والفنانة وفاء عامر، من ثم شارك في مسلسل "السبع وصايا" وساهم بدوره فى نجاح العمل ونال ردود فعل إيجابية على دوره في المسلسل، من ثم شارك في بطولة مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" أمام الزعيم عادل إمام، ويعتبر مسلسل "كلبش" الجزء الثاني علامة فارقة في مسيرته الفنية لما قدمه من دور مميز خلال الأحداث، وكانت آخر أعماله الفنية مسلسل "علامة استفهام" الذي عرض علي الشاشات في السباق الرمضاني لهذا العام حيث شارك في بطولته أمام الفنان محمد رجب، ونال على دوره إشادات كبيرة. بينما توفيت والدته، الفنانة المعتزلة هالة فؤاد في 10 مايو عام 1993 عن عمر ناهز 35 عامًا مثل عمر ابنها الراحل، وذلك بعد إصابتها ب"سرطان الثدى" فعلى الرغم من قصر عمرها إلا أنها استطاعت أن تكون واحدة من أشهر الفنانات، حيث بدأت علاقتها بالفن منذ كان عمرها عامين من خلال ظهورها لأول مرة في فيلم "العاشقة" عام 1960، ثم شاركت في فيلم "إجازة بالعافية" 1966، ربما كان السبب الأول في ظهورها أن والدها المخرج الراحل أحمد فؤاد، لكن أستطاعت أن تسلك طريقها في مجال الفن بمفردها وذلك بعدما اكتشفها المخرج عاطف سالم، لتشارك بدور في فيلم "عاصفة من الدموع" الذي حصلت به على جائزيتين الأولى من جمعية الفيلم، والثانية من المجلس الأعلى للثقافة. وعلى مدى ثلاثة عقود، وتحديدًا خلال فترتى السبعينيات والثمانينيات وجزء من التسعينيات، شاركت في عدد من الأعمال بلغت 24 عملاً قدمت خلالها مجموعة متنوعة من الأدوار المتميزة سينمائيًا وتليفزيونيًا. وبدأت علاقتها بالفنان أحمد زكي، عندما شاركته فى مسلسل "الرجل الذى فقد ذاكرته مرتين" لتبدأ بعدها قصة حب جمعت بينهما وتوجت بالزواج، واستمر زواجها لمدة عامين وأنجبت ابنها الأول هيثم، ومن هنا قرر أحمد ذكي، أن زوجته تترك العمل في مجال الفن وهو ما كان بمثابة المسمار الأخير في علاقتهما، حيث أصرت هالة على استكمال مشوارها الفني فتم الطلاق وأكملت هالة مسيرتها الفنية، التي لم تستمر طويلاً. وفي عام 1990 تزوجت هالة، مرة ثانية من عز الدين بركات، الخبير السياحى لتنجب منه ابنها الثانى رامي، ولكن بعد ولادة متعسرة قررت أن تبتعد عن التمثيل لأن الحياة قصيرة كما قالت وارتدت الحجاب وتركت التمثيل. وبعد زواجها بثلاث سنوات أصيبت هالة، بالسرطان الذى ذهبت إلى فرنسا لعلاجه، وتم علاجها من السرطان لفترة مؤقته، ثم عاد المرض إليها مرة أخرى، ودخلت في غيبوبة متقطعة، وفي العاشر من مايو عام 1993، فارقت هالة فؤاد الحياة، عن عمر يناهز 35 عامًا، أثر إصابتها بالتهاب رئوي حاد. ولم يكن وفاة الفنانة هالة فؤاد هو الصدمة الوحيدة في حياة نجلها هيثم، وبمرور الأيام والسنين توفى الإمبراطور أحمد زكي، الذي بدأ مسيرته الفنية مبكرًا وأنضم إلى فرقة التمثيل المدرسي بمراحله المختلفة، وعندما التحق بمعهد الفنون المسرحية بدأت موهبته الفنية تنتعش تدريجيًا فقام بالمشاركة أثناء دراسته في مسرحية "هالو شلبي" وعقب تخرجه اختاره المخرج جلال الشرقاوي ليشارك في مسرحية "مدرسة المشاغبين" عام 1973. وتألق نجمه بعد ذلك حتى أصبح أحد العلامات المتميزة في العالم الفني، وذلك لتنوع الأدوار التي قدمها وتعدد الأشكال الفنية التي ظهر بها سواء الكوميدي أو التراجيدي أو أفلام الحركة والإثارة، مما جعله فنان شامل مرن متمكن من تجسيد كافة الأدوار. وعلي الرغم من تميز "النمر الأسود" في التلفزيون والمسرح، إلا أن السينما حظيت بنصيب الأسد في مشواره الفني لقدرته الهائلة علي تجسيد العديد من الشخصيات الهامة التي أثرت في الحياة المصرية والعربية نظرًا لقدرته العالية في التعمق في الشخصية محاولاً إبراز جميع جوانبها وأدق تفاصيلها. ومن أبرز أعماله السينمائية: "أبناء الصمت، وشفيقة ومتولي، والباطنية، وعيون لا تنام، والراقصة والطبال، والنمر الأسود، والحب فوق هضبة الهرم، والبيه البواب، وزوجة رجل مهم، وضد الحكومة، وكابوريا، وأيام السادات، بينما كان "حليم" هو آخر أفلامه والذي قام بتمثيله أثناء فترة مرضه الشديدة. نال أحمد زكي، العديد من الجوائز والتكريمات خلال مشواره الفني حيث حصل علي جائزة مهرجان الإسكندرية عن فيلم "امرأة واحدة لا تكفي" عام 1989، وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم "كابوريا" 1990، كما حصل على جائزة أفضل ممثل عن فيلم "أيام السادات" عام 2001، وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن فيلم "معالي الوزير" عام 2002. وتوفي الإمبراطور يوم 27 مارس عام 2005 أثر صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، حيث دخل المستشفى في حالة صحية حرجة نتيجة لمضاعفات الورم السرطاني في صدره وانتشاره إلى الكبد والغدد اللمفاوية في البطن وتم تشييع جثمانه إلى مقبرته بمدينة السادس من أكتوبر التي أشرف بنفسه على بنائها.