في تحد لحظر الشرطة، ردد آلاف المتظاهرين شعارات وانطلقوا في مسيرة بمنطقة التسوق وسط مدينة هونج كونج الأحد، بينما أغلقت المتاجر أبوابها وسط مخاوف من تجدد العنف في الأراضي الصينية، التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، والتي مزقتها أشهر من الاحتجاجات. وامتد حشد مختلط من المتظاهرين المتشددين الذين يتشحون بالسواد ويرتدون الأقنعة، إلى جانب أسر تصطحب أطفالا، إلى طرق حزام التسوق في خليج كوزواي. ولوح بعض المتظاهرين بالأعلام الأمريكية والبريطانية، بينما حمل آخرون ملصقات تجدد دعواتهم لإصلاحات ديمقراطية. ورفضت الشرطة طلبًا من الجبهة المدنية لحقوق الإنسان لتنظيم المسيرة، لكن المتظاهرين لم يرتدعوا، كما هو الحال طوال الصيف. وعطلت المسيرة حركة المرور في هونج كونج، وأغلقت العديد من المتاجر، لاسيما متجر سوجو، أبوابها. ومع اقتراب الحشد من مقر الشرطة في مكان قريب، رفعت الشرطة علمًا تحذر به من أنهم يشاركون في تجمع غير قانوني، لكن المتظاهرين رددوا الشعارات وواصلوا السير. في وقت سابق، تظاهر مئات المحتجين خارج القنصلية البريطانية في هونج كونج، لوح المتظاهرون بأعلام بريطانيا، وهتفوا "بريطانيا .. أنقذي هونج كونج". وطالبوا الحاكم الاستعماري السابق لهونج كونج بضمان الحفاظ على الحكم الذاتي للمدينة بموجب الاتفاقات، التي تم التوصل إليها عندما تنازلت لندن عن المدينة للصين عام 1997. كان المحتجون قد نظموا مسيرات في وقت سابق هذا الشهر أمام القنصلية البريطانية، كما احتشدوا أمام القنصلية الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي. اندلعت الاحتجاجات في يونيو الماضي بسبب تقديم الحكومة مشروع قانون لتسليم المجرمين إلى الصين من أجل محاكمتهم، ما اعتبره كثيرون دليلا على زيادة تدخل بكين، وتقليص الحريات في هونج كونج. وعدت الحكومة هذا الشهر بسحب مشروع القانون، الذي كان سيسمح بإرسال بعض المشتبه فيهم جنائياً إلى البر الرئيسي الصيني للمحاكمة، لكن المحتجين وسعوا مطالبهم لتشمل انتخابات مباشرة لقادة المدينة ومساءلة الشرطة على التجاوزات. كانت هناك اشتباكات متزايدة بين المتظاهرين وشرطة هونغ كونغ، التي اتهمها المتظاهرون بارتكاب انتهاكات. تم اعتقال أكثر من 1300 شخص منذ يونيو.