ربما لم يستطع المنتخب القطري لكرة القدم اجتياز الدور الأول في بطولة كأس أمم أمريكاالجنوبية لكرة القدم (كوباأمريكا) المقامة حاليا في البرازيل لكن الفريق نجح في ترك بصمته بالبطولة وفي قلوب أنصار الساحرة المستديرة بقارة الفن الكروي الجميل. وخرج المنتخب القطري (العنابي) بنقطة ثمينة من التعادل مع باراجواي في مباراته الأولى ونال احترام المتابعين للبطولة من خلال عرضين رائعين في المباراتين التاليتين أمام اثنين من المنتخبات العريقة في عالم اللعبة وهما المنتخبان الكولومبي والأرجنتيني. لكن مكاسب العنابي تجاوزت هذه النقطة وكذلك الخبرة الهائلة التي اكتسبها اللاعبون من الاحتكاك مع مدارس كروية كبيرة وقوية والتي ستفيد الفريق كثيرا على طريق الاستعداد للمنافسة بقوة في كأس العالم 2022 المقررة في بلاده. ووضعت مشاركة العنابي في كوباأمريكا 2019 بالبرازيل حجرا مهما في بناء صلة قوية بين بلدان أمريكاالجنوبية وجماهير هذه البلدان مع البلد المضيف للمونديال القادم. "لم أذهب إلى قطر من قبل ، لكني الآن أتطلع لزيارتها ومشاهدة هذه الدولة التي استطاعت أن تترك لدينا هذا الانطباع المميز بمنتخب شاب ومشاركة استثنائية في بطولة كبيرة وتاريخية" ، هكذا لخص المشجع الكولومبي جيوفاني مارين أهمية المشاركة القطرية في كوباأمريكا والتي أصبحت بمثابة وثيقة تعارف جديدة ومهمة بين الجماهير في أمريكاالجنوبية والبلد المضيف للمونديال. وأوضح مارين أهمية الانفتاح علي دولة المونديال ، مشيرا إلى أنه تابع مباراة قطروكولومبيا من الملعب ورغم تشجيعه لمنتخب بلاده ، فإنه أعجب بمستوى الفريق القطري والأداء القوي من اللاعبين والروح العالية التي لعبوا بها والتي نالت احترامه وإعجابه الشديد. وأكد مارين : "إننا كمشجعين في أمريكاالجنوبية كنا نريد التعرف على هذا الفريق ، وكان مهما لقطر أن تنفتح علينا لنعرف استعداداتها لاستضافة كأس العالم". وأشار إلى أن المنتخب القطري يتمتع بالسرعات الكبيرة ولديه خط هجوم ودفاع قوي جدا ، مشيرا إلى أنه "خلال 3 أو 4 سنوات سيكون لقطر فريق صعب المراس" وأنه يتطلع الآن لزيارة هذا البلد الذي قدم فريقا بهذا المستوى يمكنه فيما بعد المنافسة في المونديال. وقبل مشاركة العنابي في كوباأمريكا 2019 ، لم يكن كثير من مشجعي كرة القدم في أمريكاالجنوبية يهتم كثيرا بمعرفة تفاصيل عديدة عن هذا البلد المضيف للمونديال خاصة وأن البطولة ستقام بعد ثلاثة أعوام ونصف العام كما تسير الاستعدادات على نحو جيد دون أي مشاكل أو تأخير بعكس ما كان عليه الحال في نسخ سابقة عانى فيها المنظمون من تأخيرات وتأجيلات ومشاكل في الاستعداد للبطولة. واعترفت البرازيلية ماريا إدواردو ، التي تعمل مضيفة طيران ، أن صورة قطر تغيرت بالنسبة لها بسبب بطولة كوباأمريكا 2019 خاصة أنها لم يكن لديها الكثير من المعلومات عنها. وأكدت أنها المرة الأولى التي تعرف فيها معلومات أكثر عن المنتخب واللاعبين وفوز الفريق بلقب كأس آسيا لأول مرة في تاريخه. وقالت ماريا ، وهي تعيش في نوفو هامبورجو التابعة لبورتو أليجري جنوبالبرازيلي ، : "كل معلوماتنا عن قطر كانت أنها ستستضيف كأس العالم لأول مرة في الشرق الأوسط. لكن ، الآن ، زادت المعلومات وبدأنا نعرف أسماء اللاعبين ونجوم الفريق وشاهدناهم يلعبون ويقدمون كرة قدم جميلة وأصبح للفريق جمهور هنا في البرازيل". وأكدت ماريا أن منتخب قطر لديه فرصة رائعة من أجل التطور واكتساب المزيد من الخبرات للتقدم عبر اللعب مع منتخبات عالمية وفرق لها باع وتاريخ كبير في كرة القدم. ولم يكن الأداء الكروي الراقي من العنابي في مباريات البطولة هو كل ما جذب انتباه المشجعين نحو الفريق بل كان التزام اللاعبين والتعامل باحترافية والإصرار والروح القتالية التي ظهرت في كل المباريات وساهمت في قلب النتيجة من تأخر بهدفين إلى تعادل ثمين 2 / 2 مع باراجواي في المباراة الأولى من العناصر التي دفعت المشجعين إلى الاهتمام بهذا الفريق والخلفية التي ينتمي إليها والثقافة التي يعيشها. ومن المؤكد أن هذا الاهتمام سيسهم بدوره في تعريف جماهير أمريكاالجنوبية وأماكن مختلفة من العالم بالثقافة العربية والحياة القطرية. وقال المشجع الكولومبي لويس أوزفالدو مونيوس إنه تعرف على الثقافة العربية عبر المنتخب القطري حيث حرص علي القراءة عبر الإنترنت حول وجود العرب في إسبانيا وتحديدا في أشبيلية وحكمها لسنوات طويلة. وأوضح : "كان الأمر غريبا بالنسبة لنا أن يتواجد فريق عربي من قارة آسيا في بطولة قارة أمريكاالجنوبية لكنها كانت تجربة فريدة بالنسبة لنا كمشجعين وأيضا للفريق نفسه الذي أعتقد أنه واجه مدارس كروية متباينة وقوية ستفيده كثيرا في الإعداد لبطولة كأس العالم 2022 التي سيستضيفها متمنيا أن يكون متواجدا في هذه البطولة ويشجع منتخب بلاده كولومبيا". وأكد المشجع البيروفي خورخي فارفان أنه شاهد منتخب قطر لأول مرة واستمتع كثيرا بأداء الفريق وروحه القتالية العالية ، مشيرا إلى أن معظم الجماهير في قارة أمريكاالجنوبية لم تكن تعرف الكثير عن الكرة الآسيوية ولكن أتيحت لها فرصة التعرف عليها من خلال العنابي. وقال فارفان : "مهم جدا للفريق القطري اللعب في بطولات من هذا المستوى لأنها ستمنحه هامشا كبيرا للتطور واكتساب الخبرات. مستوى الفريق تصاعد من مباراة لأخرى وشخصية اللاعبين ظهرت في مباراة كولومبيا بالذات". وأضاف : "أعتقد أن قطر ستبهر الجميع في كأس العالم 2022 بعد ما شاهدناه في كوباأمريكا والخبرات التي حصلوا عليها". وأعرب المشجع التشيلي إيميلو سانشيز عن سعادته الكبيرة بلقاء العديد من الأصدقاء من ثقافات مختلفة لأول مرة في كوباأمريكا بمشاركة منتخبي قطر واليابان. وقال : "سعيد بقطر على وجه التحديد كونها المرة الأولى التي يشارك فيها البلد المضيف لكأس العالم 2022 في هذه البطولة". وأشار إلى أنه لم يكن يمتلك الكثير من المعلومات سابقا عن المنتخب القطري أو الكرة القطرية لكن هذه البطولة كانت فرصة له وللكثير من المشجعين بأمريكاالجنوبية للتعرف على الفريق".