قالت صحيفة "دي تسايت" الألمانية الخاصة، اليوم الجمعة، إن العلاقات بين حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتركيا تنهار تدريجيا، لافتة إلى أن إصرار أنقرة على اقتناء منظومة "إس 400" الدفاعية الروسية يعد الضربة الأكبر والأكثر تأثيرا بين الطرفين. " وأوضحت الصحيفة أنه "قبل عدة سنوات، كان هناك سؤال يدور في الأروقة الأوروبية وفي المؤسسات الأمريكية مفاده: هل يخسر الغرب تركيا بعد التطورات السياسية فيها؟". وأضافت: "كان هذا السؤال آنذاك، من المبكر جدا طرحه، لكن الآن تغير الأمر تماما، وفات أوان طرحه بالفعل". وأشارت إلى أن هناك حالة من عدم الاستقرار تخيم على العلاقات بين تركيا التي تعاني من استبداد سياسي، والدول الأعضاء في حلف الناتو في الوقت الحالي. وأضافت: "إذا كان لديك شيء لتقوله في هذا الأمر، فإنك ستكتفي بالقول إن هناك شيئا كسر في أساس العلاقات بين الطرفين، خاصة بين الولاياتالمتحدةوتركيا". وتابعت: "بدأ الأمر بالخلاف بين الناتو وتركيا حول الأزمة في سوريا ودعم الأكراد في قتال تنظيم داعش، ثم رفض الولاياتالمتحدة مساعي تركيا غير المؤسسة قانونا لاستعادة الداعية فتح الله غولن الذي يتخذ من بنسلفانيا في الولاياتالمتحدة مقرا له". نظام الدفاع الصاروخي الروسي ولفتت إلى أن "الضربة الأكبر والأكثر تأثيرا للعلاقات بين أنقرة والحلف، كانت إصرار تركيا على اقتناء منظومة إس 400 الدفاعية الروسية رغم تحذيرات وتهديدات الولاياتالمتحدة". ووفق الصحيفة، يتخوف دول الناتو من أن نشر منظومة إس 400 في تركيا وأنظمة الرادار المرافقة لها، سيمنح روسيا رؤية عامة عن منظومة الحلف الدفاعية، وبيانات عن مقاتلات إف 35 الأمريكية. وأكدت أن تركيا ستدفع بالتأكيد ثمنا باهظا لمغامرة رئيسها رجب طيب أردوغان، فهي لن تتسلم أي مقاتلات أو تدريبات أو معدات متعلقة بمقاتلات إف 35 الأمريكية، بشكل نهائي، وبالتالي خسر جيشها سلاحا قويا، كما ستتعرض لعقوبات اقتصادية تدفع اقتصادها المترنح بالفعل للهاوية. ومن الناحية السياسية، لم يتبق بالفعل مساحات كبيرة من التعاون بين تركيا ودول حلف الناتو الأخرى، فقبل عامين، أنهى الجيش الألماني تواجد قواته ومقاتلاته في تركيا، ونقلهما للأردن، كما يفضل أعضاء آخرون في الناتو التعاون مع شركاء عرب بدلا من النظام التركي.