أكدت القمة العربية الأوروبية المنعقدة في شرم الشيخ المصرية أن أفعال إيران وتحركات تركيا تفرز الأزمات بالمنطقة، مطالبين بضرورة التوحد والوقوف لمواجهة الإرهاب الذي تعاني منه دول العالم. قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن خطر الإرهاب بات يستشري في العام أجمع ك"الطاعون". وكان السيسي افتتح أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى، في مدينة شرم الشيخ المصرية، والتي تشهد حضورا دبلوماسيا ضخما. وأشار الرئيس إلى أن ما يجمع المنطقتين العربية والأوروبية يفوق ما يفرقهما، وأنهما تواجهان تفاقم ظاهرتي الهجرة والإرهاب. وشدد السيسي في كلمته على أن الدول العربية والاتحاد الأوروبي ارتبطا بعلاقات متينة عبر عقود من أجل السلام ومواجهة العديد من التحديات، داعيا الله تحقيق "ما فيه صالح شعوبنا في هذه القمة". قضايا النزاعات في الشرق الأوسط تطرق الرئيس في كلمته إلى القضية الفلسطينية، قائلا: "هناك غياب في الرغبة السياسية للتوصل لتسوية سياسية شاملة"، محذرا في الوقت نفسه من إهمال النزاعات في ليبيا وسوريا واليمن دون تسوية سياسية، وأنه يعد تقصيرا ستسألنا عنه الأجيال الحالية والقادمة. وأكد السيسي أنه "رغم إقرارنا بعدم وجود حلول سحرية لتجاوز التحديات، فإن علينا استشراف خطوط عريضة للحلول الممكنة". وطالب الرئيس بضرورة الاتفاق على استراتيجية عالمية موحدة لمكافحة الإرهاب، مؤكدا أيضاً على أهمية التنفيذ الكامل لأي مقاربة شاملة يتم التوصل إليها لمكافحة الإرهاب. ولفت السيسي إلى أنه "أصبح من الضرورة القصوى أن تتحول منطقة الشرق الأوسط من منطقة نزاعات لمنطقة نجاحات"، مشددا على أن "مثلما تتعدد التحديات المشتركة التي تواجه بلادنا تتعدد الفرص لمواجهتها". وحول قضية الهجرة غير الشرعية، أكد الرئيس أنها قضية يمكن التعاون فيها"، وأن "تنظيم عملية الهجرة بين الدول العربية والأوروبية، يحولها من تحد إلى فرصة للتعاون المشترك". وأشار السيسي إلى أن "مصر تستضيف ملايين اللاجئين الذين يعيشون بيننا رغم الظروف الاقتصادية الصعبة"، داعيا "شعوب المنطقتين (العربية والأوروبية) إلى عدم الالتفات لدعاة الفرقة والكراهية وشيطنة الغير عبر وضعه في قوالب بناء على عرق أو جنس أو دين". وشدد على أن "كل فرد منا على اختلافه يسعى لعالم أفضل، وما من سبيل لذلك إلا بالتعلم والتعاون وقال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، في كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الأوروبية، إن الأفعال الإيرانية والتحركات التركية تفرز أزمات متسلسلة في المنطقة. وأشار إلى أن جماعات الإرهاب استغلت أجواء الفراغ والفوضى في تحقيق أهدافها لزعزعة الاستقرار وتظل هذه التنظيمات هي الآفة الأخطر التي تواجهنا. وأوضح أبوالغيط أن تحديات الإرهاب والنزاعات المسلحة والهجرة غير الشرعية وتباطؤ النمو الاقتصادي تواجه العالم العربي كله. وعن القضية الفلسطينية، قال أمين عام جامعة الدول العربية إن حل الدولتين يبقى الصيغة الوحيدة العقلانية لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدا أن تسويتها بطريقة عادلة هو السبيل الأقصر لكبح جماح التطرف والعنف في المنطقة. وطالب بضرورة الإسراع لرعاية عملية سياسية تنهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وقال إن القمة العربية الأوروبية التي تستضيفها شرم الشيخ اليوم دليل على أن الحوار هو الحل الأمثل للمشكلات. ولفت أبو الغيط إلى أن العرب والأوروبيين تحملوا معاً التبعات الاقتصادية والإنسانية لتفاقم النزاعات، مطالبا بمعالجة أسباب الهجرة غير النظامية بدلاً من اللجوء للحل الأمني. ومن جانبه، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن الظروف الحالية التي تمر بها دول العالم تفرض على الجميع ضرورة التعاون أكثر من أي وقت مضى. وشدد رئيس المجلس الأوروبي على أهمية مواجهة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التي تنشر الأفكار المتطرفة، والتي تهدد المجتمعات العربية والأوروبية. وطالب بضرورة ضمان حماية اللاجئين بما يتناسب مع القانون الدولي، معربا عن تحيته للدول التي رحبت باللاجئين وسط شعوبها. وتطرق رئيس المجلس الأوروبي في كلمته إلى التغير المناخي، قائلا "إن له تأثير كبير علينا جميعا". بدوره، قال الرئيس الروماني كلاوس يوهانس إن القمة تأتي في وقت يتسم بالتحديات الكبيرة وكذلك الفرص الكبيرة، مضيفا أن القمة تناقش العديد من التحديات مثل الهجرة والإرهاب والقضايا مثل التغير المناخي. وقال يوهانس "إننا نحتاج إلى شراكة قوية لإيجاد حلول للمشاكل المشتركة، فضلا عن أن التعاون بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية يسهم في جهود مكافحة الإرهاب. وأشار إلى أن المنطقة العربية في السنوات الأخيرة شهدت أزمات كبيرة، فيما تعتبر الهجرة غير الشرعية من أهم التحديات التي تواجه الاتحاد الأوروبي والتي يجب حلها من جذورها. أما رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر فطالب بتوثيق التعاون، قائلا: إنه رغم وجود اختلافات في وجهات النظر لكن يجب البناء سويا لمواجهة التحديات. وأشار إلى أنه يجب أن يتعين على كافة المشاركين في القمة بذل المزيد من الجهود في التجارة والاستثمار لتوفير مزيد من فرص العمل. وافتتح الرئيس السيسى أعمال القمة الأولى من نوعها التي تنظمها الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، لبحث عدد من القضايا التي تهم الجانبين. وتشهد القمة أضخم حضور دبلوماسي من الجانبين العربي والأوروبي على المستوى الرئاسي، ويحضرها رؤساء وزعماء أكثر من 25 دولة. وتعقد القمة العربية الأوروبية تحت شعار "الاستثمار في الاستقرار"، وتناقش قضايا استراتيجية تهم الطرفين، وتؤثر بشكل كبير على استقرار المنطقة والعالم، وفي مقدمتها قضايا مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة وأزمات العالم العربي