يقول مراقبون إن الروائي السوداني عبد العزيز بركة يعتبر أحدث ضحية لسياسة الحكومة السودانية الممنهجة في منع حرية التعبير، لكنه قد لا يكون الأخير، قياسا إلى ارتفاع منسوب انتهاكات حقوق الإنسان في السودان والتي ازدادت وتيرتها منذ بداية عام 2012، بشكل خطير ولافت للنظر. واشتكى الروائي السوداني سلكوك سلطات بلاده قائلا إن "قصصي القصيرة ورواياتي التي لم تطبع في السودان حجزت في المطار بينما يسمح لكتب الآخرين بالدخول وبعرضها في المعرض". وقال "بعد ان هددت بالإضراب عن الطعام سمحت السلطات لكتبي (بعرضها) ثلاث ساعات فقط، لكنها تحركت بعدما شاهدت الناس يقبلون على شرائها". وأضاف "بعد ذلك اخبروني ان الكتب ستحتجز للتقييم"، متهما السلطات السودانية بأنها "تحاسبه سياسيا لأن جميع كتبي عن المهمشين والحرب في السودان". وذكر عبد العزيز بركة أن روايات "مسيح دارفور" التي تتناول الحرب في الاقليم الواقع غرب السودان، و"الخندريس" عن تسمم اطفال الشوارع و"الجنقو مسامير الارض" عن العمال الموسميين في المشاريع الزراعية بشرق السودان، هي من أبرز مؤلفاته التي احتجزتها السلطات السودانية. وطبعت مؤلفات بركة العديدة في مصر وسوريا. كما ترجم بعضها الى اللغات الانكليزية والفرنسية والالمانية. ووصف مدافعون عن حقوق الانسان هذه الخطوة بأنها "جزء من المضايقات التي تتعرض لها حرية العبير" في السودان. واتخذت السلطات السودانية في الأشهر الأخيرة إجراءات لمنع صحف سودانية كثيرة من توزيع أعدادها أو حظر صدورها لفترات محددة. وأقدمت عناصر من الأمن السوداني مطلع يونيو، صحيفة الانتباهة بسبب انتقادها لقرار الحكومة رفع الدعم عن المحروقات. وأوقفت الأجهزة الأمنية السودانية في منتصف نفس الشهر، على مصادرة كل أعداد صحيفة الأهرام السودانية قبل توزيعها.