أكد تقرير نشره معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، وهو معهد دولي مستقل مقره السويد، ومعروف اختصاراً باسم SIPRI، زاد حجم الإنفاق العالمي على التسلح، في عام 2017، بنسبة 1.1%، مقارنة بعام 2016، وذلك بإجمالي وصل إلى 1.7 تريليون دولار.إجمالي إنفاق الشرق الأوسط على التسلح يشير معدو التقرير إلى نقطة هامة هي عدم قدرتهم على تقدير مبلغ إجمالي يوضح حجم الإنفاق العسكري في الشرق الأوسط في عام 2017، بسبب عدم استطاعتهم الحصول على بيانات دقيقة من دول قطر وسوريا والإمارات العربية المتحدة واليمن. وعلى ذكر الإمارات يشير التقرير إلى أن آخر تقدير متاح لإنفاقها العسكري كان في عام 2014، وبلغ 24.4 مليار دولار، ما يجعلها ثاني أكثر دولة في المنطقة من حيث الإنفاق العسكري. ويتوقع التقرير أن يكون الإنفاق العسكري للإمارات لا يزال في مستوى مماثل لعام 2014، نظراً إلى العمليات العسكرية التي تقوم بها خارج حدودها، إلى جانب صفقات شراء الأسلحة الكبيرة التي تعقدها. أرقام من التقرير يُظهر التقرير بعض الإحصاءات التي من الممكن أن تكون صادمة للبعض. فمثلاً، بلغت نسبة الإنفاق العسكري في الشرق الأوسط 5.2% من الناتج المحلي لدوله، وهي النسبة الأعلى عالمياً، إذ لا يتعدى المتوسط العالمي نسبة 1.8% من الناتج المحلي. ويظهر التقرير أيضاً، أن ما يصل عدده إلى سبع دول من أصل عشر هي الأكثر إنفاقاً على التسلح في العالم مقارنة بناتجاتها المحلية تتواجد في الشرق الأوسط. ويقول التقرير إن سلطنة عمان تنفق ما نسبته 12% من ناتجها المحلي على التسلح، بينما تنفق السعودية 10%، أما الكويت فتنفق 5.8%. وينفق الأردن 4.8% من ناتجه المحلي على التسلح، وفي إسرائيل تصل النسبة إلى 4.7%، أما في لبنان فالنسبة هي 4.5%، وفي البحرين وصلت النسبة إلى 4.1%. ويختلف الأمر مع دولة عربية أخرى كالجزائر التي سجل التقرير انخفاضاً في إنفاقها العسكري وصل إلى 5.2% مقارنة بالعام 2016. وارتفع إنفاق العراق في عام 2017 بنسبة 22%. الإنفاق العسكري عالمياً يقول التقرير إن الولاياتالمتحدة لا زالت هي الأعلى عالمياً من حيث الإنفاق العسكري. ففي عام 2017، أنفقت على قواتها العسكرية حوالي 610 مليارات دولار، وهو رقم يزيد عما أنفقته الدول السبع الأعلى إنفاقاً من بعدها مجتمعة. ومن المتوقع أن يرتفع الإنفاق العسكري الأمريكي في عام 2018 إلى حد كبير، لدعم الزيادة في عدد الأفراد العسكريين وتحديث الأسلحة التقليدية والنووية. ويظهر التقرير أن الإنفاق العسكري الروسي بلغ 66.3 مليار دولار عام 2017، وهو أقل ب20% مما كان عليه عام 2016، بينما بلغ إجمالي الإنفاق العسكري لدول الناتو وعددها 29 دولة 900 مليار دولار عام 2017، وهو ما يمثل 52% من الإنفاق العالمي على التسلح. يُظهر التقرير أن دول الشرق الأوسط زادت من إنفاقها العسكري في عام 2017، بنسبة كبيرة، وصلت إلى 6.2%، ويعطي أمثلة عملية على ذلك. قال التقرير أن المملكة العربية السعودية أنفقت وحدها 69.4 مليار دولار على التسلح خلال عام 2017، بزيادة وصلت إلى 9.2% عن عام 2016، الأمر الذي جعلها تحتل المركز الثالث عالمياً في الإنفاق العسكري، بعد الولاياتالمتحدة والصين، وقبل روسيا والهند. وأضاف أن السعودية هي، حتى الآن، أكبر منفق على التسلح في منطقة الشرق الأوسط، وزاد إنفاقها العسكري بنسبة 74% في الفترة بين عامي 2008 و2015، حين وصل إنفاقها العسكري إلى ذروته مع 90.3 مليار دولار، لينخفض بعد ذلك بنسبة 29% عام 2016 ويعود إلى الارتفاع بنسبة 9.2% عام 2017. أكد التقرير إن تركيا زادت من إنفاقها العسكري بنسبة 46% بين عامي 2008 و2017، ووصل حجم إنفاقها العسكري مؤخراً إلى 18.2 مليار دولار، وهو الأمر الذي جعلها تحتل المركز الخامس عشر في قائمة الدول الأكثر إنفاقاً في العالم على التسلح. و أشار التقرير إنه في عام 2014، انخفض حجم إنفاق إيران بنسبة 31%، مقارنة بعام 2006. لكن منذ العام 2014، وبسبب استفادة الاقتصاد الإيراني من الرفع التدريجي للعقوبات عن طهران من قبل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، حدثت زيادة في إنفاقها العسكري. وبلغت نسبة هذه الزيادة 37% في الفترة بين عامي 2014 و2017، ليصل إجمالي إنفاقها إلى 14.5 مليار دولار في العام الماضي، بزيادة يقدرها التقرير ب19%. إسرائيل يلفت التقرير إلى أن ذروة الإنفاق الإسرائيلي على التسلح كان في عامي 2014 و2015، وذلك تزامناً مع إنفاقها على عملياتها العسكرية في غزة عام 2014. لكن هذا الإنفاق انخفض بنسبة 13% عام 2016، فيما تغيّر الأمر عام 2017 الذي شهد زيادة في إنفاق إسرائيل العسكري بنسبة 4.9% وسجّل مبلغاً إجمالياً قيمته 16.5 مليار دولار، مع العلم أن إسرائيل تحصل على مساعدات عسكرية لجيشها من الولاياتالمتحدةالأمريكية تصل إلى 3.1 مليارات دولار. ويؤكد التقرير إن إنفاق إسرائيل على التسلح في عام 2017 أقل بكثير من المستويات التي سُجّلت خلال عامي 2014 و2015.