في أول لقاء مع جمعيات رجال الاعمال بالمحافظات، اجتمع أمس الاستاذ محمد فريد رئيس البورصة المصرية ونائبه محسن عادل بزيارة مقر جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية بحضور المهندس محمد صبري رئيس الجمعية وعدد من المستثمرين ورجال الاعمال بالمحافظة. وفي بداية اللقاء استعرض المهندس محمد صبري أبرز انشطة الجمعية مثل إصدار أوراق العمل والابحاث الاقتصادية والتعاون مع الجهات والمؤسسات الحكومية في التطوير، والدور المجتمعي في التمويل والتأهيل للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وتجربة مركز التدريب والتشغيل المهني، واشار الى نجاح الجمعية في توفير نحو نصف مليون فرصة عمل. ومن جانبه، أثنى محمد فريد على دور الجمعية المجتمعي وحاجة الدولة لمشاركة الجمعيات الاهلية والقطاع الخاص في النهوض بالمجتمع، لافتًا إلى ضرورة قيام الجمعية بتضمين الأنشطة المروجة للمشروعات ذات الصِّلة بالبيئة ضمن اجندة اعمال الجمعية لما لها من أهمية وانعكاسات إيجابية في الشأن الاجتماعي والاقتصادي على حدٍ سواء. وخلال اللقاء حدد رئيس البورصة سبل وأطر التعاون مع جمعية رجال الاعمال بالأسكندرية في ثلاثة محاور رئيسية، مشيراً إلى أن أولى هذه المحاور هو العمل على نشر الثقافة المالية والتعريف بأهميتها وذلك عن طريق البدء في تنظيم الدورات التدريبية المتخصصة في مفاهيم وآليات عمل سوق الاوراق المالية مع التركيز على الجانب العملي المتمثل في برنامج محاكاة البورصة. وأضاف فريد أن المحور الثاني الذي يمكن التعاون فيه مع الجمعية هو إلقاء الضوء على أهمية تطبيق وتفعيل المفاهيم الخاصة بحوكمة الشركات وكيفية إستفادة الشركات العائلية من مزايا القيد في البورصة وتطبيق معايير الحوكمة وأثر التطبيق الإيجابي في رفع وتحسين قدرة تلك الشركات التشغيلية وتحقيق ما يعرف باستدامة النمو. أما عن المحور الثالث فيتمثل في تعريف مجتمع الاعمال السكندري بدور سوق الأوراق المالية كمنصة لتمويل المشروعات الجادة والجيدة الراغبة في التوسع وتحسين حجم أعمالها وزيادة مساهمتها في الاقتصاد الوطني. وفِي هذا الإطار، أوضح محمد فريد أن دور البورصة الرئيسي هو المساعدة في نمو الشركات عبر توفير العديد من المصادر التمويلية لها. وأشار إلى تجربة بعض الشركات التي كانت تواجه قبل ما يقرب من عقدين، تحديات في توفير التمويل اللازم لتنفيذ خططها المستقبلية و استطاعت عبر قيدها في البورصة من زيادة راسمالها وتحسين اوضاعها لتصبح حاليا من كبرى الشركات المقيدة. وفي سياق متصل، أشار رئيس البورصة إلى الحرص على توعية المجتمع بشكل مستدام وطويل الاجل عبر عدد من الاتفاقات التي يتم حاليا الانتهاء من صياغة إطارها النهائي مع وزيري التربية والتعليم والشباب والرياضة، مع بحث امكانية مناهج مخصصة لسوق المال من الصف الاول الاعدادي. وصرح فريد بأننا نحتاج لزيادة معدل الاستثمار إلى 25 % لتحقيق نمو بنسبة 7 %. ولكن تدني معدل الادخار الذي يمثل تحدى ينبغي معالجته. وفي نهاية حديثه، قال فريد إن الحادث الارهابي المؤلم بمسجد العريش يجب الا يثني عزيمتنا عن القيام بالمزيد من العمل حتى نتخطى هذه الازمة. ومن جانبه، أشار محسن عادل نائب رئيس البورصة إلى أنه يجب التركيز على دور البورصة كمنصة تمويل بالاضافة الى دورها كمنصة استثمار، كما أننا نحتاج لزيادة عدد الشركات المقيدة، وكذلك استغلال الآليات والأدوات المالية التي توفرها البورصة المصرية للشركات غير المقيدة مثل آلية بيع حق الاكتتاب. ولفت إلى أن إدارة البورصة تستهدف الشركات الجادة التي تتسم بالمرونة والرغبة في التوسع والنمو، مشيرًا إلى سعي الادارة للتعاون مع جمعية رجال الاعمال بالإسكندرية في تنظيم المزيد من اللقاءات والدورات الدورية والمتخصصة لمجتمع الاعمال بالمحافظة لاستعراض دور سوق الاوراق المالية والآليات والضوابط المنظمة له.