واصل معسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية فعالياته لليوم الرابع على التوالي، تحت عنوان "السمات والخصائص التي يمتاز بها طالب العلم"، حيث حاضر فيها الدكتور أسامة الأزهري عضو المجلس الاستشاري التخصصي لرئيس الجمهورية للتنمية المجتمعية ووكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب. قال الدكتور أسامة الأزهري إن هناك عددًا من السمات والصفات والخصائص والهيئات التي لا بد أن تكون متوفرة لطالب العلم حتى يتمكن من أن يجعل لنفسه نورًا يمشي به في الناس, فالإنسان في حالة موت إذا فقد مفاتيح العلم، ولا ينتقل من هذه الحالة إلى حالة الحياة حتى يكون عنده القدر الكافي من أصول العلوم, يقول الله تعالى: " أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ", مشيرًا إلى أن أول شرط لطالب العلم هو شدة التشوف للفهم، ثم يتبعه بعد ذلك صفاء الذهن وفراغ الخاطر, ومعلوم أن العقول لا تحيا إلا بالعلم , وكان الإمام السيوطي ( رحمه الله) يقول: "من عرف شرف ما يطلب هان عليه ما يبذل". كما أشار إلى أن مهمة العالم تكمن في إيصال خريطة العلم الصحيحة للأجيال حتى يتمكنوا من أدوات العلم التي تزيل التدهور المعرفي الذي حدث في عصرنا الحاضر. وحث الدعاة على التزود من طلب العلم واحترامه وأخذه من مصادره المعتمدة ومن العلماء أصحاب المشارب الصافية, مع الابتعاد عن التعصب والتشدد المقيت في فهم النصوص الذي كان سببًا مباشرًا في وجود الفكر المنحرف والجماعات المتطرفة التي اتخذت الإرهاب وترويع الآمنين وسفك دماء الأبرياء شعارًا لها, فالداعية المتبصر الفقيه هو صمام أمان الأمة في مواجهة الغلو والتطرف وذلك بالفهم المستقيم لنصوص الشرع الحنيف.