نظرا للدور الهام الذى يلعبه رينس بريبوس كبير موظفي البيت الأبيض فى الإدارة الأمريكية , اختارته مجلة التايم واحدا من أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم، وذلك لعمله على تحقيق التوازن بين جميع التوجهات السياسية فى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ,نظرا للحنكة السياسية التى يتمتع بها رغم صغر سنه. وقد أثار اختيار ترامب لبريبوس فى هذا المنصب جدل كبيرا ، لاسيما وأنه كان قد تعهد باستبعاد السياسيين التقليديين ونخبة واشنطن من فريقه الرئاسي،فكبير موظفي الببت الأبيض الجديد كان يشغل منصب رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري. وبريبوس الذي يبلع من العمر 44 عاما كان قد ساند ترامب خلال حملته الانتخابية وكان أحد أهم مستشاريه،كما أنه يتمتع بعلاقة صداقة قوية مع رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين، ما قد يسهل عملية تمرير القوانين في الكونجرس. ولد بريبوس في ولاية ويسكونسن ودرس القانون في جامعة ميامي قبل أن يتخرج منها عام 1998, عمل محاميا في إحدى الشركات في الوقت الذي كان يواصل الصعود داخل الحزب الجمهوري في ويسكونسن حتى وصل إلى منصب رئيس الحزب في الولاية عام 2007، ليكون أصغر من شغل هذه الوظيفة. استطاع الجمهوري الشاب إعادة ترتيب أوراق الحزب في ولايته آنذاك، ونجح في إيصال السيناتور رون جونسون إلى مجلس الشيوخ، وساعد حاكم الولاية الحالي سكوت ووكر على الفوز في ثلاث انتخابات في مجلس النواب. وبعد أربعة أعوام من خدمته في ويسكونسن كرئيس للحزب الجمهوري هناك، عين بريبوس رئيسا للجنة الوطنية للحزب عام 2011 ليرث لجنة مثقلة بديون تصل إلى 33 مليون دولار، وبعد عام واحد أخرج اللجنة من مشكلتها المالية فوفر سيولة تقدر ب20 مليون دولار وخفض الدين ليصل إلى 13 مليونا وانتخب مرة أخرى على رأس اللجنة الوطنية للحزب عامي 2013 و 2015، ليصبح أطول من خدم في هذا المنصب في تاريخ الحزب الجمهوري. واللافت أنه خلال الحملة الانتخابية، كان ترامب دائما ما يشيد ببريبوس بعدما أصبح الملياردير الأمريكي مرشح الجمهوريين، لكن أثناء الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب، انتقد ترامب اللجنة الوطنية للحزب ووصفها بالضعيفة لكنه لم ينتقد بريبوس بشكل مباشر, وفي فبراير من العام الماضي، قال ترامب إن السياسيين يتحكمون باللجنة الوطنية وإن رغبات الممولين تتحكم في قراراتها وفي المقابل علق بريبوس على الفيديو الذي ظهر فيه ترامب وهو يقول عبارات مسيئة للنساء، وقال إنه لا يجب أن توصف أي امرأة بهذه الكلمات أبدا, ومع ذلك ظل بريبوس يدعم ترامب حتى تم انتخاب الأخير رئيسا في الثامن من نوفمبر الماضي. لكن هناك مصادر تؤكد أن الخلاف بين ترامب وبريبوس كان قبل إعلان ترشح ترامب ،حيث عارض رئيس اللجنة الوطنية بالحزب الجمهوري حينها عزم الرئيس المنتخب الترشح مستقل، حين كان هناك خلاف على اختياره في الحزب الجمهوري، فضلا عن اعتبار بريبوس الفضائح الجنسية غير لائقة برئيس الولاياتالمتحدة. لكن بريبوس، صاحب الموقف الداعم الدائم لتوحيد الحزب الجمهوري،وهو الأمر الذي فسر دعمه لترامب حتى فوزه بالانتخابات رغم انتقاداته لترامب ووصفه بأنّه الرجل غير الكامل، عمل على تخفيف حدة هذه الخلافات بعد إعلان نتائج الانتخابات، حيث قال حينها "نحن في طريقنا إلى تهدئة المياه، ولم شمل الجميع، فلن نتباهى بفوزنا، مشيرا إلى أن ترامب شخص كريم وفعال في القطاع الخاص". وفي المقابل حاول ترامب الاستفادة من بريبوس، الذي يحظى بشعبية كبيرة في العاصمة واشنطن، لا سيما أنه حقق أرقاما في سجل تاريخ الحزب الجمهوري، إضافة إلى تزكيته من قبل أغلب قادة الحزب للحصول على منصبه الحالي، خاصة من قبل رئيس مجلس النواب، بول ريان، وحاكم ولاية ويسكونسن، سكوت ووكر، اللذان وجدا أن اختيار بريبوس في هذا المنصب سيكون فيه إرضاء للجمهوريين وترى بعض المصادر أن أكبر استفادة لترامب من تعيين بريبوس ستتجلى في تسهيل عملية اتخاذ القرارات وعدم تعطيل المشاريع، لقدرته على إقناع الجمهوريين الذين يتأثرون به، لإنجازاته على صعيد الحزب. ومن جهتها، رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن وجود شخص بخبرة بريبوس السياسية أمر هام جدا ،بما أن لهذا المنصب أهمية خاصة في عهد ترامب، الذي يفتقد للخبرة السياسية، بما أنه قادم من مجال المال والأعمال، ولم يسبق له تقلد أي منصب سياسي ووفقا للمتابعين فإن ترامب استفاد بالفعل من بريبوس وإن كان على خلاف معه ،حيث قضى الأخير شهورا يحاول أن يوفق بين قادة الحزب الجمهورى وبين المرشح ترامب، وكان بمثابة الدبلوماسى الخاص به أمام أعضاء الحزب البارزين والمتبرعين. ومن الواضح أن بريبوس له تأثيرا كبيرا في قرارات ترامب، فإذا كان واحدا من أهم القرارات التي اتخذها الرئيس الجديد هو حظر دخول مواطني 7 دول إلى الأراضي الأمريكية،فإنه إذا رجعنا إلى تصريحات بريبوس السابقة والتي أعقبت فوز ترامب في الانتخابات نستطيع أن نستنبط أنه صاحب الفكرة ، حيث قال في تصريحات سابقة لصحيفة الاندبندنت البريطانية , إن الإدارة الجديدة تنوى اتخاذ إجراءات كفيلة بمنع المواطنين الأجانب الذين تورطوا في دعم الإرهابيين من دخول الأراضي الأمريكية وأضاف في نفس التصريحات أنه لا يستبعد شيئا، حيث لم تضع الإدارة سجلا على أساس انتماء الناس الديني. لكنها تدرك أن هناك أشخاصا تأثروا بأفكار راديكالية، ولا يجوز السماح بدخول البعض إلى البلاد. وشدد بريبوس في تصريحاته ، على أن الساسة الأمريكيين لا يخشون الإسلام، لكنهم قلقون بسبب توجهات بعض أتباع هذه الديانة. ولم يستبعد تعليق قنوات الهجرة من مناطق في العالم أصبحت ملجأ أو قاعدة تدريب للإرهابيين، طالما لم يتم وضع أساليب أكثر فعالية للكشف عن المتطرفين ومراقبة تحركاتهم، مما يؤكد أنه وراء فكرة قرار حظر مواطني 7 دول من دخول الأراضي الأمريكية، وبالتأكيد يلعب دورا كبيرا فى توجيه ترامب في كل القضايا. يذكر أن بريبوس متزوج من سالي بريبوس منذ عام 1999 ، ولهما ابنان هما جاك وجريس, معروف عنه أنه عازف بيانو موهوب فاز في عدة مسابقات موسيقية في شبابه.