"رجل عابر للقارات" .. هذه هو الوصف الأمثل الذى يمكن أن نطلقه على قاسم سليمانى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى, الذى يلعب دورا هاما ورئيسيا فى جميع الأحداث الإرهابية التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط بأجمعها وعلى رأسها مصر وهو ما اتضح جليا بعد ضبط عدة مخازن أسلحة ومتفجرات بمزرعتين بالبحيرة والإسكندرية، مكتوبا عليها "صنع في إيران" ما يؤكد تورط دولة الخومينى عبر قاسم سليمانى فى كثير من الأحداث الإرهابية التى تشهدها مصر.. دور قاسم سليمانى لم يقتصر على مصر فقط بل امتد ليشمل العراقوسورياولبنان واليمن والسعودية وبعض دول أوروبا وهو ما كان سببا فى اختياره من مجلة التايم الأمريكية ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم نظرا لدور الشر الذى يلعبه فى معظم هذه البلدان. قالت مجلة التايم الأمريكية في تعريفها له ضمن قائمة المائة الأكثر تأثيرا في العالم , إنه بالنسبة للشيعة هو جيمس بوند وأروين رومل وليدي جاجا في شخص واحد، أما بالنسبة للغرب فهو قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ،المسئول عن تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية ،ودعم الإرهابيين وتخريب الحكومات الموالية للغرب، كما أنه مسئول أيضا عن حروب إيران الخارجية،إضافة إلى أنه كان من قدامي المحاربين الذين شاركوا في الحرب الإيرانيةالعراقية. ولفتت المجلة إلى أن سليماني تولى قيادة فيلق القدس في آواخر التسعينيات ،وهو الفيلق الذي يدعم حزب الله وحماس وغيرهما من الإرهابيين الذين يدعمون إسرائيل وفقا لتوصيف المجلة. وقالت المجلة إنه عندما واجه نظام الرئيس السورى بشار الأسد الهزيمة في عام 2012 ،. تواجد سليماني الذي جلب المليشيات الشيعية من لبنانوالعراق وأفغانستان بجانب سوريا، ثم الروس في عام 2015. ،وعندما اجتاحت جماعة داعش شمال العراق تواجد سليماني أيضا الذي سلح الشيعة والمليشيات ، ونظم صفوف الدفاع في بغداد،حيث نصب وملاؤه كمين للقوات الأمريكية في كثير من الأحيان. وأوضحت المجلة أن سليماني يعد أيضا "سيد الدعاية"،حيث استطاع أن يوجد لنفسه مساحة في كل ساحات القتال في جمبع أنحاء المنطقة لإقناع الجميع بأنه سيد الشطرنج في الشرق الأوسط. وبعيدا عن مجلة التايم فقد تم اتهام سليماني بالوقوف وراء التفجيرات التي وقعت في كنيستي طنطا والأسكندرية يوم أحد الشعانين. وكانت وزارة الداخلية المصرية كشفت في بيان عن خلية إرهابية كبيرة تابعة للإخوان في عدة محافظات مصرية إضافة لمخازن سلاح ومتفجرات بمزرعتين بالبحيرة والإسكندرية، وكان لافتا للنظر هو اكتشاف أسلحة إيرانية كتب عليها صنع في إيران ، مما يؤكد ضلوعها في العمليات الإرهابية من خلال فيلق القدس بقيادة سليماني حيث تم الإعلان عن ضبط مادة تسمي سي دي ركس شديدة الانفجار وتستخدم في تصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات و ألغام أرضية مضادة للأفراد مدون عليها عبارات باللغة الفارسية، وقنابل يدوية. ووفقا للبيان فإن الأسلحة الإيرانية التي ضبطت في مزرعة البحيرة تستخدم في تفجير المركبات والدوريات الأمنية وهو ما يؤكد ضلوع إيران في تنفيذ الكثير من العليمات الإرهابية الأخيرة في مصر وليس فقط تفجير الكنيستين. ويرى الخبراء أن طرق تهريب السلاح من إيران للإرهابيين في مصر تتم عبر الحوثيين بحرا ومن خلال شواطئ غزة ، أو عبر الأنفاق بين غزةوسيناء، وخلال السنوات الماضية اكتشف الأمن المصري سفنا محملة بالأسلحة الإيرانية كانت مهربة عبر البحر في طريقها لسيناء وليبيا، كما اكتشف الأمن الإسرائيلي سفنا إيرانية محملة بالأسلحة أيضا متجهة لسيناء وليبيا. وقوف إيران وراء تهريب السلاح للإرهابيين في مصر ليس بالأمر الجديد ،حيث تم ضبط الإرهابي سامي شهاب القيادي في حزب الله قبل ثورة 25 يناير وبحوزته قنابل "كي ان تي"ومتفجرات كان يقوم بتهريبها عبر الأنفاق لعناصر إخوانية، وتم اعتقاله ومحاكمته والحكم عليه بالسجن ،وعقب ثورة يناير وتفشي الانفلات الأمني تمكنت عناصر الحرس الثوري من تهريبه من السجن خلال عمليات اقتحام السجون التي قامت بها عناصر من الإخوان وحماس و حزب الله ونقلته إلى لبنان. ورغم هذه الأدلة التي تثبت وقوف طهران وراء العمليات الإرهابية في مصر، نفى مكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر، هذا الأمر معتبرا أن هذه مزاعم غير صحيحة , وأن الاسلحة كانت لفصائل مقاومة غزة ضد اسرائيل وتم تهريبها لسيناء. وذكر بيان لمكتب الرعاية, أن الادعاءات المتداولة على المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام العربية بأن طهران تدعم بالأسلحة الإيرانية الإرهابيين في سيناء وذلك مرفقًا بشريط فيديو نُشر من قبل إرهابيين مشتبه بهم، أمر مثير للسخرية وكاذب واتّهمت إيران إسرائيل بالعمل على تلفيق ونشر مثل هذه الأخبار ضدها، مؤكدا على مواقف طهران الراسخة والثابتة حيال المجموعات الإرهابية الصهيونية بمن فيها داعش وفروع هذا التنظيم الإرهابي في مختلف البلدان العربية مثل سورياوالعراق ومصر. وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد سارع عقب التفجيرين اللذان استهدفا كنيستين في طنطا والإسكندرية بإدانة هذه العمليات الإرهابية من خلال تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي " تويتر" وقال ظريف في تغريدة له على موقع تويتر باللغة العربية: "ندين الاعتداء الإرهابي الغاشم علي الكنائس المصرية ،ونقدم تعازينا لاشقائنا المصريين،إن المنطقة بأمس الحاجة الى الوحدة لمواجهة الإرهاب والتطرف." والحقيقة أن سليماني لا يخطط للعمليات الإرهابية في مصر فقط ولكنه أصبح مصدر الإرهاب والعقل مدبر للعمليات الإرهابية الخارجية التي ينفذها فيلق القدس الذراع العسكرية والأمنية للحرس الثوري الإيراني في المنطقة والعالم بقيادته، منذ أن صنفته كل من واشنطن في عام 2007 والاتحاد الأوروبي عام 2011، في قائمة الإرهاب الدولية. ووضعته وزارة الخزانة الأمريكية وقياديا آخر بالحرس الثوري وهو حيدر تشيذري، على لائحة العقوبات، بسبب مشاركتهما النظام السوري في قمع الاحتجاجات الشعبية عام 2011 وفي يوليو 2015 أوضحت ويندي شرمان، مساعدة الشئون السياسية لوزارة الخارجية الأمريكية السابقة، أن واشنطن ستبقي قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، اللواء قاسم سليماني على لائحة الارهاب الأمريكية. واستطاع سليماني السيطرة على حزب الله الشيعي ،حيث عزز قاسم علاقته مع قيادات التنظيم وعلى رأسهم الراحل عماد مغنية ومصطفى بدرالدين وزعيم الحزب حسن نصر الله، منذ عام 2000 ومن ثم حرب يوليو عام2006 مع إسرائيل ، وكان له الدور الأساسي في تجهيز حزب الله بالصواريخ ومن ثم تعززت العلاقة العضوية بين فيلق القدس وحزب الله، خلال التدخل العسكري لإنقاذ حليفهما نظام بشار الأسد في سوريا منذ عام 2011. وفي سوريا شارك منذ عام 2012 في إدارة تدخل الحرس الثوري وحزب الله اللبناني وميليشيات عراقية في معارك سوريا خاصة معركة القصير في محافظة حمص بسوريا، وأشرف عليها بنفسه وتمكن من استردادها من المعارضة في مايو 2013 كما شارك بنفسه في عدة معارك، منها في ريفي اللاذقية وحلب وأشرف على عدة عمليات كانت آخرها معركة خان طومان والتي مني بها بهزيمة كبرى حيث خسر أكثر من 83 عنصرا من قوات الحرس والجيش الإيرانيين والميليشيات اللبنانية والأفغانية. ويقف سليماني أمام معارضي التدخل الإيراني لحماية الأسد ،وتقول تقارير إن التخلّي عن الأسد يعني بالنسبة لسليماني التخلّي عن مشروع التوسع لنظام ولاية الفقيه في المنطقة الذي عمل عليه طيلة 15 عاما. وفي العراق، يتولى سليماني قيادة ميليشيات الحشد الشعبي مع مستشارين آخرين من الحرس الثوري في معارك الفلوجة ضد تنظيم داعش, وبرز دوره في العراق منذ ظهوره على جبهات ضد تنظيم داعش في منتصف عام 2014 وشارك في معركة استعادة مدينة "آمرلي" في محافظة صلاح الدين وكذلك مشاركته في معركة استعادة تكريت. وبالرغم من أن قيادات سياسية عراقية نددت بدوره في تحويل تلك المعارك وخاصة معركة تحرير الفلوجة ، إلى حرب طائفية في العراق، إلا أن الميليشيات الشيعية التابعة له على رأسها الجماعات المتشددة الأكثر ولاء لنظام ولاية الفقيه في إيران ككتائب حزب الله أو ما يعرفون بالنجباء وكذلك سرايا الخراساني وجماعات أخرى كمنظمة بدر، وعصائب أهل الحق وغيرهم هم من يشيدون بدوره حيث يعتقدون بأن ايران تقود من خلال سليماني مشروعا عالميا بقيادة الشيعة. ويدير سليماني حاليا القيادة العسكرية على جبهة الفلوجة كما يسيطر على القرار السياسي في بغداد، حيث يحضر اجتماعات الحكومة والتحالف الشيعي. كذلك امتد الإرهاب الإيراني في الخليج عبر فيلق القدس الذي يترأسه قاسم سليماني ودعم الأعمال التخريبية والتفجيرات من خلال دعم الخلايا الإرهابية في السعودية، بجانب الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة عبر زرع خلايا مسلحة وشبكات تجسس لزعزعة الأمن والاستقرار في هذه الدول, كم يدعم سليماني الحوثيين في اليمن باعتبارهم شيعة ،وكان يراهن على عدم تدخل السعودية عسكريا، لكن أخطأت تكهناته بهذا الشأن ولد سليماني في 11 مارس 1957 في قرية قنات التابعة لمدينة رابر بمحافظة كرمان في إيران ،واشتغل في الشباب في منظمة المياه وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران التحق بفيلق حرس الثورة الإسلامية أوائل عام 1980. شارك في الحرب العراقيةالإيرانية منذ بدايتها وقاد فيلق 41 ثار الله وهو فيلق محافظة كرمان خلال الحرب ثم تمت ترقيته ليصبح واحدا من بين عشرة قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود. في 1998 تم تعيينه قائدا لقوة قدس في الحرس الثوري خلفا لأحمد وحيدي وفي 24 يناير 2011 تمت ترقيته من رتبة عقيد إلى لواء.