انشغل الرأي العام خلال الأسابيع الماضية، بخبر التحاق الفنان محمد رمضان بالخدمة العسكرية، ودخوله فعليا مركز تدريب بسلاح "الصاعقة" بالجيش لمدة عامين، وشكك العديد في هذا الخبر، واعتبروها مجرد دعاية لزيادة شعبيته، أو للترويج لعمل فني جديد يجهزه له، لكن تأكد الخبر بعدما نشرت صفحة مدرسة الصاعقة التابعة للجيش، صورا لرمضان مع الجنود، تحت تعليق "الصاعقة مش هزار.. أهلا بيك في مدرسة الأبطال". ويأتي التحاق رمضان الجيش بالقوات المسلحة، في الوقت الذي ينتظر طرح فيلمه الجديد "آخر ديك في مصر" يوم 26 يناير الجاري، وطرح مؤخراً الإعلان والأفيشات الدعائية للفيلم الذي تدور أحداثه في إطار كوميدي. يذكر أنه تم تأجيل تجنيد رمضان لسنوات عديدة لأنه كان طالبا في معهد الفنون المسرحية، وبعدما ترك المعهد أصبح لزاما عليه أداء خدمة التجنيد الإجباري، وخرج في تصريحات قائلاً: "الالتحاق بالجيش المصري شرف لأي شخص"، مشيرا إلى أنه تأقلم سريعا مع الجو العام للعسكرية المصرية، وأنه سعيد بالتحاقه بسلاح الصاعقة.. "رمضان" لم يكن الوحيد من الفنانين الذين كان لهم علاقة بالجيش والشرطة سواء من خلال الالتحاق بالجيش أو العمل بهذين القطاعين قبل العمل بالفن. أكرم حسني بدأ حياته العملية كضابط شرطة في الأمن المركزي، لكن لم يستمر في هذا العمل طويلاً فقدم استقالته بعد ذلك، وعمل كمذيع في عدة برامج حيث حصل على دبلومتين في العلاقات العامة، إلى جانب بكالوريوس في الإعلام، وهو صاحب شخصية "أبو حفيظة"، ثم اتجه إلى الفن، وكانت أول أعماله الفنية فيلم "كلب بلدي". أما الفنان أحمد السقا فلم يستمر طويلاً في العمل الشرطي، لكنه كان من الفنانين الذين بدأوا حياتهم من خلال البدلة الميري، حيث التحق بكلية الشرطة بناء على رغبة والده الملحة، إلا أنه بمجرد سفر والده لأحد عروض مسرح العرائس خارج مصر، قام الفنان الشاب بسحب ورقه من الكلية وتقديمه في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج. وقضى الفنان لطفي لبيب، أكثر من 6 سنوات كجندي في الجيش، وأثناء خدمته قام بتأليف كتابًا يحمل عنوان "الكتيبة 26" وتحدث فيه عن تجربته الشخصية خلال الحرب، ويحتوي الكتاب على حياة جندي الجيش بداية بالقطار الذي يضم الجنود الذاهبين إلى الحرب إلى نهاية خروجهم من التجنيد . أما الفنان محمود قابيل فقد تخرج فى الكلية الحربية عام 1964 وعمل ضابطا في القوات المسلحة، وشارك في حرب اليمن وحرب 67 ثم حرب الاستنزاف، وفي أبريل 1973 خيرته اللجنة الطبية بين العمل الإداري أو التقاعد لتكرار إصابته 3 مرات خلال المعارك المختلفة التي خاضها، فاختار الابتعاد، قائلاً: "للأسف رفضوا طلب تطوعي فيما بعد خلال معركة أكتوبر 1973 فلم أجد منفذا للمشاركة في هذا الواجب العظيم سوى في تدريب بعض الشباب في نادي الجزيرة". وبعدها احترف قابيل الفن وبدأ تلفزيونيا من خلال مسلسلات مثل "ست الحسن، هوانم جاردن سيتي، الهارب، تعالى نحلم ببكرة" حتى أصبح رصيده يقترب الآن من 40 مسلسلًا تليفزيونيًا. فيما تخرج إيهاب نافع من الكلية الجوية عام 1955 ومارس عمله كطيار مقاتلات، وطيار خاص للرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمدة 3 أعوام، وإلى جانب ذلك فهو واحد من عملاء المخابرات، حيث كتب في مذكراته أنه استطاع إقناع العدو الإسرائيلي أنه عميل مزدوج فكان صديقا لقائد القوات الإسرائيلية، الذي أصبح رئيسا لإسرائيل فيما بعد وكان يسهل دخوله لإسرائيل. تزوج نافع أكثر من مرة ولكن أشهر زوجاته هي الفنانة ماجدة والتي أنجب منها ابنتهما الفنانة غادة نافع كما تزوج أيضا من أجنبيات أشهرهن أرملة رجل المخابرات رفعت الجمال، عمل أيضا منتجًا في التلفزيون وأدى العديد من الأفلام خارج مصر مثل "في طريقي رجل، وطريق بلا نهاية"، توفي 30 ديسمبر عام 2006. وإلتحق الفنان سيد زيان عطية سليمان بمعهد الطيران حيث تخصص في هندسة الطائرات ثم عمل بالقوات الجوية في القوات المسلحة , واستقال بعد ذلك ليتفرغ للفن. ويعتبر الفنان صلاح ذو الفقار واحدا من أهم نجوم السينما المصرية في فترة الستينيات، والده كان يعمل ضابطًا برتبة عميد وأشقائه هم محمود ذو الفقار وعز الدين ذو الفقار وكانوا جميعا يعملون في الشرطة، تخرج صلاح ذو الفقار من كلية الشرطة مثل باقي اخوته عام 1946، بدأ صلاح ذو الفقار مشواره المهني من مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية ثم تم نقله للعمل في سجن طرة، ثم عمل مدرسًا بالكلية واثناء تلك الفترة قام بالدخول الي عالم التمثيل ولكنه تخلي عن مهنته الأساسية بعد أن قدم استقالته عام 1957 ليتفرغ بشكل كامل لموهبته التي كان يعشقها منذ طفولته، ليودعه جمهوره 22 ديسمبر عام 1993 بعد مسيرة طويلة من العطاء. ولقب الفنان الراحل أحمد مظهر ب"البرنس" كما كان يناديه زملائه في الكلية الحربية ، حيث تخرج منها عام 1938 مع الرئيسين أنور السادات وجمال عبد الناصر، ثم التحق بسلاح المشاة وسلاح الفرسان، وتدرج حتى تولى قيادة مدرسة الفروسية، شارك في حرب فلسطين عام 1948،وكان ضمن "الضباط الأحرار". وجاءت بداية مظهر الفنية من خلال صديقيه في الجيش، الكاتب يوسف السباعي، والمخرج عز الدين ذوالفقار، اللذان قاما بترشيحه لدور "البرنس علاء" في فيلم "رد قلبي"، وخلال تصوير هذا الفيلم، واجه صعوبة في الحصول على إجازات من السلاح في الجيش، فذهب إلى صديقه عبد الناصر للوصول إلى حل، فأقنعه عبد الناصر بالتفرغ للتمثيل، وأنه يستطيع خدمة وطنه كفنان كما يخدمها كضابط الجيش، فقرر التقاعد برتبة عميد جيش، ورحل عن عالمنا يوم 8 مايو عام 2002.