أكدت صحيفة جارديان البريطانية فى مقال لها على لسان الكاتب مصطفى بيومي , أنه بالإشارة إلى أنّ بعض الأشهر المرعبة ستكون بانتظار المسلمين الأمريكيين بعد ترشيح الجمهوريين لدونالد ترامب. لكنّه أضاف أنّه لن يكون معرّضاً لتهديد الملياردير. في الواقع، هذا سيكون تحولاً مثيراً في الأحداث. ويقول بيومي إن ترامب لم يكن وحده في موجة الإسلاموفوبيا، ومعظم المرشّحين الجمهوريين للرئاسة الأمريكية عبّروا أيضاً عن أفكار مقلقة بالنسبة للمسلمين الأمريكيين. فقد دعا تيد كروز الشرطة إلى أن تقوم بدوريات في "الأحياء المسلمة". وذكر بن كارسون أنّ على المسلم "رفض تعاليم الإسلام" قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية. وقال كريس كريستي إنه على الولاياتالمتحدة الامتناع عن استقبال لاجئين سوريين جدد، بمن فيهم "اليتامى دون سنّ الخامسة من العمر". لكن الكاتب يلفت إلى أن إسلاموفوبيّة ترامب كانت مختلفة لأن حملته مختلفة. فلم تكتفِ بنشر التهديدات والسخافة ضد المسلمين، لكن أيضاً ضد المكسيكيين والنساء والأمريكيين الأفارقة، الذين لا يملكون أوراقاً ثبوتية، وذوي الاحتياجات الخاصة وآخرين كثيرين. في نفس اليوم الذي أمّن فيه ترامب ترشيح الحزب الجمهوري، تُركت مناشير في السيارات المتوقفة في ساكرامنتو بكاليفورنيا، تدعو إلى معركة "لمنع حدوث إبادة جماعية للشعوب البيضاء من قبل الإسلام ومكسيكو على حدّ سواء". وحضت المناشير "مجموعات المقاومة البيضاء والذئاب المنفردة" على "الخطف والسرقة والتعذيب للحصول على معلومة، وإعدام جميع المسلمين واللاتينيّين. ولا تتركوا أيّ ناجٍ". قد يكون ذلك هذيانٌ سفيه لأحد المجانين، لكنّ خلط المسلم والمكسيكي في عصر ترامب واضح المعالم. وقد يصبح ذلك أسوأ، لكن بيومي يقول: "يجب ألا نكون سذّجاً تجاه مقدار العنف الذي أجّجته الحملة بالفعل". وفي وقت سابق من هذا الشهر، نشرت جامعة جورجتاون دراسة عن الإسلاموفوبيا خلال الموسم الانتخابي الحالي. ووجد التقرير أنّه منذ مارس 2015، حين أعلن المرشح الجمهوري الأول تيد كروز سعيه نحو السباق الرئاسي، كان هنالك حوالي 180 حادث عنف ضدّ المسلمين عبر الولاياتالمتحدة بما فيها 12 عملية قتل و34 اعتداء جسدياً و56 عملاً تخريبياً و9 حرائق مفتلعة وثمانية تفجيرات أو إطلاق نار، بالإضافة إلى حوادث أخرى. وعقدت الإطار العام الذي جاءت فيه تلك الحوادث الرهيبة لهجمات في باريس وسان برناردينو وأزمة اللاجئين السوريين. لكن الجدير ذكره أيضاً أن الشعور المعادي للمسلمين في أمريكا مال إلى الارتفاع في أوقات أمكن التنبّؤ بها. فوفقاً لمعهد الفهم والسياسة الاجتماعيين الذي قدّم رسوماً بيانية عن المشاعر المعادية للمسلمين، بدءاً من هجمات الحادي عشر من سبتمبر ، لا ترتفع وتيرة هذه المشاعر مع الهجمات الإرهابية الواضحة لكن خلال دورات الانتخابات الرئاسية، وما يجري الآن ليس استثناء. وفي حين تعجّ حملته بالعنف والتهديدات، يقول بيومي إن " ترامب لا يخيفني. تعليقاته الصدئة عن المسلمين والمكسيكيين ستدفع بالمسلمين والمكسيكيين والآخرين إلى التقرّب أكثر من بعضهم البعض. والحملة المعيبة والتقسيمية التي يخوضها ترامب قد تحرّك نوعاً واحداً من الناخبين باتجاهه – بشكل أساسي الناخب الأبيض الغاضب – لكن لا يمكنك بعد الآن الفوز رئاسياً بالاتكال على أصوات الغاضبين البيض وحدهم. ميت رومني كسب الصوت الأبيض سنة 2012 لكنّه مع ذلك خسر الانتخابات العامة بشكل سيء". ويرى بيومي أن هذا بلد مغاير لما يظنّه ناخبو ترامب. سيشهد عام 2016 الانتخابات الأكثر تنوعاً على الصعيدين العرقي والإثني، مع ثلث ناخب من غير البيض، استناداً إلى مركز بيو للأبحاث. وينشط المسلمون واللاتينيون حالياً لتسجيل الناخبين أكثر من ذي قبل، وتوقّعوا أن يبدأ تسجيل الناخبين المسلمين فعلياً في يونيو خلال شهر رمضان المبارك، حين ستكون المراكز الإسلامية مليئة بالمصلين. وقد أطلق تسجيل الناخبين اللاتينيين عنانه بالفعل. والأهم من ذلك بالنسبة إلى بيومي، هو الطاقة التنظيمية التي أراها في الشباب الأمريكي المسلم وآخرين مصممين على عدم ترك بلدهم يختطف من قبل حاقدين متطرّفين. "ما لم أرَه مطلقاً – ولا أتوقع أن أراه – مشهد مسلمين خائفين من ترامب". من الممكن ألا يكون قد توقّع ذلك، لكن ترامب يساعد في بناء أكثر بلد تعدّدي ثقافياً ودينياً وإثنياً حصلنا عليه يوماً. لذلك، شكراً لك، دونالد. أنت تصنع أمريكا عظيمة حقاً.