أحمد بان: التظاهرات ليست مؤشراً على انخفاض شعبية الرئيس سامح عيد: ضرورة انفتاح أجهزة الدولة على الشباب حتى لا تتطور الأمور إلى الأسوأ -------------------------------------------------------------------------------------- أكد عدد من خبراء الإسلام السياسى أن مشاركة آلاف المصريين فى فعاليات جمعة "الأرض هي العرض"، وخروجهم للتظاهر، دلالة على غضب المصريين من طريقة تعامل أجهزة الدولة مع الملفات الحساسة، وتجاهل الرأى العام المصري، مشددين على ضرورة سرعة تدارك الوضع الحالى، والاهتمام بالوضع الاقتصادى، لعدم فقدان "السيسى" لشعبيته. وأضافوا أن جماعة الإخوان تُحاول بشتى الطرق استغلال الأوضاع الحالية لمصالحهم من أجل زعزعة الاستقرار، وإسقاط النظام الحالى، مستبعدين عودتهم لسدة الحكم مرة أخرى، ومؤكدين أن الجيش هو الضمانة الوحيدة لعدم سقوط البلد حتى وإن سقط النظام الحالى. من جانبه، قال الدكتور أحمد بان، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن خروج آلاف المصريين إلى الشارع، للتنديد باتفاقية ترسيم الحدود، وضم جزيرتي "تيران وصنافير" للمياه الإقليمية السعودية، دلالة على غضب المصريين من طريقة التعامل مع الملفات الحساسة، وتجاهلهم، والاستخفاف بعقولهم. وأضاف أنه لا يمكن لأحد أن يدعى أن شعبية الرئيس زادت، أو قلت بسبب خروج مظاهرات إلى الشوارع، فليس لدينا مقياس واضح للشعبية، كما أن مصر لا تأخذ بفكرة استطلاعات الرأى، التى تعتبر أحد أهم أدوات التقييم فى العالم. وتابع أنه من الممكن أن تتطور المظاهرات إلى المطالبة بإسقاط النظام، وتدخل إلى خط الغضب، إذا زاد تجاهل رأى الشعب المصرى، والاستماع له، وكذلك إذا زاد تدهور الاقتصاد المصرى، وارتفعت الأسعار. ولفت إلى أن هناك أطراف خارجية تُريد إسقاط النظام المصرى، ومنها على سبيل المثال النظامين القطرى، والتركى، مضيفًا أن الأطراف الداخلية التى تريد زعزعة الاستقرار فى مصر تتمثل فى جماعة الإخوان المسلمين التى تحاول كعادتها، استغلال أى حراك لصالحها، إلا أن الواقع يعكس إفلاسها السياسي، وفقدانها القدرة على الحشد. وشدد "بان" على استحالة عودة الإخوان إلى سدة الحكم مرة آخرى، لافتًا إلى أن الأنظمة هى التى تعطى الإخوان أوراق للعب بها، وتمنحهم قبلة الحياة، أو تُنحيهم بعيدًا، ومؤكدًا أن الجيش هو الضمانة الوحيدة لعدم سقوط البلد، حتى وإن سقط النظام. وأوضح "بان" أن هناك مجموعة من الأخطاء وقع فيها النظام الحالى، ويجب تداركها، أهمها تأمين السياسة، وإدارة المجتمع المصرى بالأمن، ولافتًا إلى أنه لتجنب هذه الأخطار لابد من وجود انفتاح سياسى حقيقى، وحراك سياسى واسع، إلى جانب تحقيق مبادئ الدستور، والقانون، بالإضافة إلى مكافحة الفساد بكل صوره وأشكاله، فضلًا عن اختيار وزراء سياسيون، وليس تكنوقراط. وفى نفس الصدد، أكد قال سامح عيد، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، أن خروج آلاف المصريين إلى الشارع، رسالة للنظام بأن الشعب المصرى سريع التحول، وأن حالة السخط، والغضب التي انتابته نتيجة التهاون به، وتجاهله، مما يوضح أن النظام أخطأ فى إدارة ملف الجزيرتين. وأضاف أنه لا بد من استباق الأمور، ومحاولة تهدئة الموقف باللجوء إلى الحوار، والأساليب الديمقراطية لحل الأزمة، وذلك لعدم فقدان الرئيس السيسى شعبيته، خاصة أنه مازال لديه مؤيدين كثيرين، كما أن المعارضين للرئيس لديهم أمل فى التغيير، والعودة لتأييده مرة أخرى إذا تم تغيير المسار، وحل الأزمة. وتابع أنه لتجنب تطور المظاهرات إلى المطالبة بإسقاط النظام لابد من تدارك الموقف الحالى، ومعالجة أزمة "تيران و"صنافير" بحكمة، وبدون عناد. وأشار "عيد" إلى أن تركيا، وقطر، وكذلك جماعة الأخوان الإرهابية يُمثلون أطراف خارجية، وداخلية تسعى بشتى الطرق لإسقاط النظام المصرى، موضحًا أن جماعة الإخوان استغلت الموقف لصالحها بما فعلوه على شبكات التواصل الاجتماعي، والمشاركة في حالة الغضب في الشارع المصري، وتسويقه إعلاميًا، إلا أنه فى الحقيقة دفاع مصطنع، حيث أن التنظيم لم يصدر بياناً رسمياً يُعارض فيه ما تردد عن تبعية الجزيرتين "تيران و"صنافير"، للسعودية هو من أجل الحفاظ على علاقته مع المملكة العربية السعودية، وكذلك مصالحه فى المقام الأول. وأكد القيادي المنشق عن جماعة الإخوان استحالة عودة الإخوان إلى الحكم مرة أخرى، لأن الشعب المصرى عزلهم، ولن يقبل بعودتهم. وقال "عيد":"إذا سقط النظام الحالى فإن الجيش المصرى متماسك، وقادر على التحرك فى الوقت المناسب، والسيطرة على الأمور، وإدارة المرحلة الانتقالية، ولكن سقوط النظام ليس فى مصلحة البلد سواء سياسيًا، أو اقتصاديًا". وأضاف أن عدم الشفافية، والتدليس على الشعب، والاستخفاف به، والتأخر فى الردود أدى إلى تظاهر المواطنين، وخروجهم، مشيراً إلى ضرورة إرجاء التفاوض فى أزمة "تيران" و"صنافير" لوقت لاحق، من أجل تهدئة الشارع الملتهب. وقال نبيل نعيم، مؤسس جماعة الجهاد سابقًا:"إن مشاركة آلاف المصريين فى فعاليات جمعة "الأرض هي العرض"، التي دُعي إليها من قبل عدة قوى وائتلافات وحركات ثورية، اعتراضًا على اتفاقية ترسيم الحدود والتي قضت بتبعية جزيرتي "تيران وصنافير" إلى السعودية، تُشير إلى أن هناك جزء من الشعب المصرى أصيب بالإحباط نتيجة عنصر المفاجأة، وعدم التمهيد لهذه القضية الحساسة، والذى كان من الممكن أن يؤدى إلى قبول الفكرة، والتسليم بها". وأضاف أن هناك أمور من الممكن أن تؤثر على شعبية الرئيس السيسى، ومنها على سبيل المثال تجاهل الشعب المصرى، وعدم الاستماع له، وكذلك تدهور الوضع الاقتصادى الذى أدى إلى الارتفاع الجنونى لأسعار السلع الأساسية. وتابع مؤسس جماعة الجهاد سابقًا أن التنظيم الدولى للإخوان المدعوم من الإدارة الأمريكية، وكذلك بعض الشخصيات مثل باسم يوسف المعروف بأنه رجل المخابرات الأمريكية، وحمدين صباحى، ومحمد البرادعى، إلى جانب مجموعة من المعارضين من السلفيين، يُريدون زعزعة الاستقرار الداخلى، وإسقاط النظام الحالى. وأوضح أن هناك عناصر إخوانية، ويسارية حاولت استغلال فعاليات جمعة "الأرض هي العرض"، ودعت للحشد، والمشاركة فيها، مؤكدًا استحالة عودة الإخوان إلى الحكم مرة أخرى، لأنهم تنظيمهم أصيب بضعف شديد نتيجة الضربات الأمنية لهم، كما أن قدرتهم على الحشد قليلة، لافتًا إلى أنه إذا سقط النظام الحالى فإنه من المستحيل سقوط البلد، لأن مصر قوية بجيشها. وأكد "نعيم" ضرورة تمتع القيادة بوعى سياسى، وقراءة الوضع الحالى بصورة صحيحة، وعدم التهاون بالشعب المصرى، ومحاولة الاهتمام بالاقتصاد، لضبط الأسعار، من أجل تجنب الأخطاء التى وقع بها النظام الحالى، واحتواء الأزمة.