فى تمام الساعة الواحدة ظهراً، دخل الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، القاعة العامة لمجلس النواب، تمهيداً لإلقاء خطابة أمام أعضاء مجلس النواب، وسط تصفيق حار من النواب، فى زيارة هى الأولى من نوعها. وترأس الجلسة العامة، الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، الذى قال، خلال كلمته فى الجلسة العامة، موجههاً حديثه للعاهل السعودى: "جلالة الملك إن هناك وعيا مشتركا وتوافقا كاملا وواضحا فى الرؤى بين مصر والمملكة فى جميع القضايا العربية والإقليمية"، وأضاف: "لن ينسى لكم التاريخ أنكم نجحتم مع أخيكم الرئيس عبد الفتاح السيسى، ومعكم الأشقاء فى الخليج العربى فى درء خطر داهم ومؤامرة حيكت للنيل من نسيج دول الخليج وتفتيت لحمتها، ولقد سخرت المملكة كل ما أنعم الله عليها به من نعم لخدمة مصر، ولن ينسى التاريخ لسيادتكم، قيادتكم لتحالف عاصفة الحزم". تلى اللواء ممدوح مقلد، عضو مجلس النواب، قصيدة شعر، مدح بها خادم الحرمين الشريفين، خلال إلقاء الأخير كلمته بمجلس النواب، بالجلسة العامة، ثم تلى النائب سلامة الرقيعى قصيدة أخرى يمدح بها أيضاً خادم الحرمين الشريفين، وسط تصفيق حار من النواب. وفى الواحدة وثلث الساعة، بدأ خادم الحرمين الشريفين، كلمته أمام البرلمان بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله". وتابع: "الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب المصرى، السادة معالى النواب..السلام عليكم ورحمة الله، أنه من دواعى سرورى أن أكون معكم هذا اليوم، وأسعد بلقائى مجلسكم الموقر"، أوضاف مؤكداً،على ضرورة توحيد الرؤى والمواقف العربية لمواجهة التحديات الجسيمة التى تواجه البلدان العربية، وضرورة وجود أوطان عربية وإسلامية متماسكة لتوحيد المواقف فى الحرب على الإرهاب فكريا وإعلاميا وعسكريا وثقافيا، لافتا إلى أهمية وجود قوة عربية مشتركة. وقال خادم الحرمين الشريفين، إنها فرصة تاريخية أن يتم تعزيز التعاون والعمل المشترك مع مصر لرفعة الوطن العربى، ولتحقيق قفزات اقتصادية هامة. وأضاف خادم الحرمين الشريفين فى كلمته بالجلسة اليوم، الأحد: "لقد شهدنا توقيع العديد من الاتفاقيات والمعاهدات ومذكرات التفاهم ومنها إنشاء جسر برى يربط بين البلدين الشقيقين مصر والسعودية، كما سيربط هذا الجسر بين قارتى آسيا وإفريقيا وسيكون بوابة السعودية لقارة إفريقيا، وسيعمل على تعزيز التبادل التجارى وانفتاح السعودية على مصر ومصر على السعودية، وكمعبر للمسافرين للحج والعمرة، كما اتفقنا على إنشاء منطقة تجارية حرة بشمال سيناء". وقال خادم الحرمين الشريفين: "إن مجلس النواب المصرى مجلس عريق، وتوجد علاقات تاريخية وراسخة بين البلدين الشقيقين، على كافة المستويات". وتابع الملك سلمان: "مصر الشقيقة فى العمل التنمية والبناء، نسعد بتواجدنا هنا اليوم، فوحدة الصف بين العالم العربى والإسلامى أفضل من التفرق والتشتت، ونرحب بالعمل والتعاون المشترك بين البلدين الشقيقين، من خلال آليات واضحة". ومع انتهاء خطاب الملك سلمان رفع النواب علم السعودية، فيما هتف أحدهم: "يا ملك أهلا بيك، نواب مصر بتحييك"، كما أهدي على عبد العال، رئيس مجلس النواب، درع المجلس إلى الملك سلمان. ومع اقتراب الساعة من الواحدة وأربعين دقيقة، غادر العاهل السعودية زيارته التاريخية لمجلس النواب المصري. والجدير بالذكر ان زيارة العاهل السعودي، إلى مصر، المستمرة منذ الخميس الماضي، اكتسبت أهمية اقتصادية استثنائية، فقد شهدت توقيع اتفاقيات ضخمة وبرامج تعاون بين الرياضوالقاهرة. ووقعت الجهات المختصة في البلدين، خلال الزيارة التي تنتهي الاثنين، 36 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تتجاوز 22.65 مليار دولار، مما يؤكد على أهمية الشراكة الاستراتيجية المستدامة بين البلدين. كما أعلن العاهل السعودي، خلال الزيارة التي وصفها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب"التاريخية" عن اتفاق لإنشاء جسر بين السعودية ومصر، اقترح الأخير تسميته "جسر الملك سلمان بن عبد العزيز". ووقعت الحكومة المصرية والسعودية 24 اتفاقية، وتسعة مذكرات تفاهم وثلاثة برامج للتعاون، بجانب الإعلان عن تأسيس بعض الشركات المشتركة لتطوير مناطق اقتصادية في قناة السويس ولتنمية الصادرات. ومن أبرز الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، إنشاء صندوق استثمار مشترك بقيمة 60 مليار ريال (16 مليار دولار)، وإنشاء منطقة اقتصادية حرة ومشروعات إسكان وكهرباء وطرق وزراعة في سيناء من أجل تنميتها. وركزت أغلب الاتفاقيات ومذكرات التفاهم على تنمية سيناء، التي يشهد شمالها هجمات بدأت بشنها جماعات متشددة، بعد عزل الرئيس السابق المنتمي للإخوان، محمد مرسي، في يوليو 2013 إثر انتفاضة شعبية. ومن بين المشاريع المخصصة لشبه جزيرة سيناء، إنشاء جامعة بمدينة الطور بقيمة 250 مليون دولار، وتشييد 9 تجمعات سكنية بقيمة 120 مليون دولار، حسب ما ذكر مسؤول مصري في وقت سابق. وتضمنت الاتفاقيات أيضا تمويل مشروع محطة كهرباء غرب القاهرة بقيمة 100 مليون دولار، لإضافة وحدة توليد بخارية بقوة 650 ميغا وات، ومشروع تطوير مستشفى القصر العيني بالقاهرة بقيمة 120 مليون دولار.