استقبلت دمشق في وقت سابق شخصية عربية طلبت موعدا عاجلا من القيادة السورية لعرض رسالة عليها من الدوحة تحمل عنوان "مبادرة قطرية لحل الأزمة السورية الداخلية" لكن دمشق ردت على الرسالة القطرية باقتضاب وبكلمة واحدة "مرفوضة". ولم يتم الكشف اسم حامل الرسالة. ونقلت قناة روسيا اليوم عن مصادر سورية قولها إن موقف دمشق من قطر لا يتطلع إلى قيامها بدور الوسيط لحل الأزمة السورية، بل إلى إعلان صريح من قبلها بأنها تراجعت عن سياسة تسليح المعارضة والتواطؤ مع الأجندة الأجنبية لضرب استقرار سوريا. وأن دمشق، خارج هذه العناوين، ليس لديها وقت لسماع أي كلام قطري آخر. وكشفت المصادر، أن المبادرة القطرية تتألف من نقاط عدةأولا: مصالحة بين البلدين، وطي صفحة الأزمة بينهما، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون تقوم في إطارها الدوحة بقيادة مسعى ومبادرة لحل الأزمة الداخلية السورية. ثانيا: تقترح المبادرة القطرية خريطة حل مكونة من بنود عدة، أبرزها الإتيان برئيس حكومة في سوريا من الطائفة السنية من الإخوان المسلمين، وأن تقوم قطر بدعوة المعارضة السورية إلى عقد مؤتمر لها في الدوحة، وتتعهد قطر بأنه خلال هذا المؤتمر تمارس ضغطا على المعارضة السورية للقبول بالحوار مع النظام السوري. كما تعرض المبادرة بنودا أخرى تقترح أن تؤمن للمعارضة بعض الضمانات من النظام داخل سورية، مما يساعد الأخيرة على الانتقال من مناخ القتال مع النظام إلى مناخ الحوار والتفاعل الإيجابي. وأضافت المصادر انه من الواضح أن الدوحة تجس، نيابة عن دول أخرى، نبض دمشق عبر هذه الرسالة، لمعرفة ما إذا كانت تقبل بعقد "ائتلاف سوري" للمصالحة الوطنية، على غرار الائتلاف اللبناني الذي عقد في السعودية في مطلع تسعينيات القرن الماضي لوقف الحرب الأهلية اللبنانية. وتلفت هذه المصادر إلى أن مثل هذا المشروع كان قد عرض على سوريا، بصورة تفصيلية، من قبل دول عربية وإقليمية وأيضا غربية، منذ أشهر عدة، بواسطة موسكو، ورفضته حينها دمشق. ونص الاقتراح، آنذاك، على دعوة النظام السوري إلى الموافقة على الذهاب إلى مؤتمر "يجمع جميع الطوائف السورية يعقد في أي دولة يريدها النظام السوري، على أن يخرج المؤتمر بالنتائج الآتية: "إقرار نظام سياسي جديد يلحظ توزيع السلطة على أساس طائفي، بحيث يكون رئيس الحكومة مسلما من الطائفة السنية، ورئيس مجلس النواب من الأكراد أو المسيحيين، ورئيس الجمهورية من المسلمين العلويين". وبحسب المصادر فإن هذا الاقتراح المرفوض من دمشق عاد من جديد، لاختبار حظوظه من التحقق، من خلال المبادرة القطرية التي عرضت على دمشق قبل عدة أيام. وأضافت المصادر إن هناك أسبابا أخرى تدفع قطر في هذه اللحظة إلى محاولة فتح باب إعادة تطبيع علاقتها مع سوريا، أبرزها تأكد قطر من أن حظوظ سقوط النظام السوري عبر تدخل أجنبي أو إقليمي عسكري أو إنساني أصبحت صفرا، بل أقل من الصفر، فتركيا تملصت من إلحاح دول الخليج عليها لإقامة منطقة آمنة في سوريا، عبر ربط قيامها بهذه الخطوة بتوفر غطاء دولي وعربي وإسلامي علني، وفي المجال الإسلامي تريد تركيا أن تصدر منظمة المؤتمر الإسلامي إعلاناً يطلب من تركيا التدخل وإنشاء المنطقة الآمنة في سوريا. وتؤكد المصادر السورية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تعد معنية باستمرار الفوضى في البلاد على نحو واسع، وأصبحت ترى أن إسقاط النظام سيقود إلى إنشاء جبهة سلفية إسلامية جديدة في سوريا. ويقول مصدر سوري مطلع إن ما يحدث في شبه جزيرة سيناء من تعاظم لنشاط السلفية الأصولية المسلحة هناك بدأ يؤثر سلبا على إدارة الرئيس باراك أوباما، وبخاصة قيادة الجيش الأمريكي في المنطقة الوسطى، ويكشف أنه خلال منتصف الأسبوع الماضي جرت في منطقة سيناء محاولة لخطف جنود إسرائيليين من قبل مجموعة أصولية تتحرك في تلك المنطقة، إلا أنها فشلت، وظلت هذه المحاولة طي الكتمان ولم يتم الإعلان عنها.