لا يمرر الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أى فرصة دون طرح مبادرة جديدة لرأب صدع جماعة الإخوان الإرهابية بعد ما شهدته خلال الفترات الماضية من انقسامات وصراعات بين قيادتها المتمثلة في جبهتي محمود عزت، القائم بأعمال التنظيم، ومحمد منتصر، المتحدث باسم الجماعة المفصول. الشيخ النسوانجي حاول من خلال هذه المبادرة إحياء الجماعة بعد أن لفظها الشعب المصرى وهرب معظم قيادتها إلى الخارج من خلال مبادرة تتضمن 5 خطوات وصفها ب"الضرورية" لخروج جماعة الإخوان من أزمتها الحالية. بدأ "القرضاوي" مبادرته بالحث على ضرورة التمسك بوحدة الصف واجتماع الكلمة والعمل من أجل تحقيق أهداف الجماعة وتعزيز أدائها ورأب الصدع الواقع بين أبنائها وتطوير لوائحها وكذلك حسن استثمار طاقات أبنائها وإمكاناتهم والاهتمام بمشاركة الشباب والمرأة. ودعا خلال مبادرته إلى الإعداد لانتخابات شاملة لمؤسسات الجماعة في الداخل والخارج وإجراؤها بأسرع وقت ممكن، لتعزيز ثقة الجماعة والتفافها حول قياداتها وتطوير رؤيتها وتفعيل أدائها، مطالبًا بضرورة التوقف عن التراشق الإعلامي، وعدم إصدار بيانات وقرارات من شأنها تأجيج المشاعر وتعميق الانقسام. وقال "القرضاوي"، في بيانٍ نشره على صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعى، إنَّه التقى عددًا من قيادات ورموز جماعة الإخوان، من أجل التوسط لحل الخلافات بين القيادات، وكذلك حثهم على ضرورة الالتزام بالمسار الثورى السلمي المقرر والمعتمد من قبل مؤسسات الجماعة وقياداتها، وعلى رأسها مرشد الجماعة ومجلس الشورى العام. ورغم مبادرة "القرضاوي" وسعيه الحثيث للحفاظ على الجماعة من الانقسامات، إلَّا أنه فشل في الوصول لأي نتيجة إيجابية، حيث تعثرت لوجود قوى ممانعة داخل الجماعة موزعة فى أماكن متعددة ترفض تلك المبادرات، وتعتقد أن بإمكانها حسم الأمر لصالحها من خلال إجراءات تنظيمية، تفرض بها ما تعتقد أنه الصواب. وعلق قيادى هارب بالجماعة على المبادرة: إنَّ أبرز وأحدث المبادرات تلك المنسوبة ليوسف القرضاوى وهو وإن كان ابنا أصيلا للجماعة وكان مرشحًا فى وقت من الأوقات لتولى منصب مرشدها العام إلا أنه الآن يعمل بشكل مستقل. من جانبهم أكد عدد من قيادات الإخوان المنشقين إن مبادرة القرضاوى فاشلة مطالبين الشيخ الداعم للارهاب بالاعتذار للشعب المصري أولًا؛ بسبب الجرائم التي ارتكبت في حق الملايين، والفشل والفوضى والعنف، وقالوا "كان الأولى به دعوتهم لعدم اللجوء للقوى الخارجية، والاحتماء بها ضد بلادهم". وأضافوا : "القرضاوي حاول من خلال مبادرته أن يُصلح بين الفريقين المنشقين والمتضاربين داخل صفوف الجماعة، لكن محاولاته لن تنجح في ظل حالة الانشقاق الداخلي الحاد، وصراعهم على السلطة داخليًا". وقال محمد حبيب نائب المرشد السابق أن هذه المبادرة وغُيرها محكومة بأمور ثلاثة، بداية هل هناك إرادة حقيقية ورضا وقبول لدى القيادات لتحقيق ذلك، مرورًا بسؤال آخر حول الظروف والمناخ المحيط، وما إذا كانت الأجواء مهيئة بالداخل والخارج؛ لإجراء انتخابات داخلية، وإفراز قيادات تصلح لما اُختيرت له . تابع: "الأمر الثالث وهو أن الانتخابات دائمًا ما تحتاج إلى ترتيب وإعداد، ومعرفة بالشخصيات التي يمكن أن يُدفع بها إلى مراكز قيادية معينة، وسط وجود قيادات إخوانية ليسوا على هوى الجماعة، وهذه المبادرة هي حرص من قبل القرضاوي، لا يقابله أي استجابة من قبل قيادات الإخوان بالداخل". يُذكر أن جماعة الإخوان تشهد أزمة تتمثل في ظهور بيانات متصاعدة تتحدث عن أزمة في إدارة التنظيم، وكان مكتب "الإخوان" في لندن قد أعلن إقالة محمد منتصر من مهمته كمتحدث إعلامي باسم الجماعة وتعيين متحدث جديد بدلًا منه، ونفي منتصر في مداخلة هاتفية علي قناة الجزيرة مباشر الفضائية صحة ذلك، لكن اللجنة الإدارية، رفضت القرار، وأصدرت بيانًا أكدت فيه أن "منتصر" ما يزال متحدثًا إعلاميًّا باسم الجماعة، وأن إدارة الجماعة تتم من الداخل وليس من الخارج. كما قررت اللجنة وقف عضوية طلعت فهمي، وإحالته للتحقيق، بسبب مخالفته لوائح المنظمة للعمل داخل الجماعة.