بعد صُدور حكم قضائي ببراءته فى قضية أحداث منطقة بين السرايات ، لم ينتظر المهندس أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط الموالى لجماعة الإخوان الإرهابية كثيراً حيث اتجه إلى قيادة تحركات سريعة على كافة الأصعدة لتأسيس لوبي دينى من قيادات الأحزاب الدينية ومنشقي الجماعة الارهابية ، من خلال دعم مرشحى التيار الاسلامى فى الانتخابات البرلمانية وعلى رأسهم مرشحي حزب النور. أبو العلا ماضي هو الرجل الذي تعلقت به آمال الإسلاميين فى العودة للحياة السياسية من جديد، حيث كثرت التكهنات بعد الإفراج عنه فى احتمالية تحريك المياه الراكدة بين الدولة، وبين جماعة الإخوان التي ينتمى لها فكريًا، واحد الداعمين لسياستها التى تعتمد على العنف ، حيث بدأ يلعب دور الزعيم والمناضل الذى يسعى لإعادتهم من جديد للمشهد السياسي. يتميز "ماضى" بتاريخه السياسي الذى يؤهله دائما للعب دور كبير فى تقريب وجهات النظر بين الدولة والجماعة، ومن ثم كثرت التحليلات بين المراقبين بعد خرجه من السجن عن دوره فى "صفقة خروج آمن". استهل "ماضي" تصريحاته بعد خروجه من السجن بتصريحات تدين الممارسات الاخوانية المرتبطة بالعف ليعلن رفضه لسياسات الجماعة، رغم انه هو ذاته الذي اتخذ من حزبه في المقطم، مقراً لاستقبال فلول الجماعة والقيادات الدينية . وقد أكد مراقبون للمشهد السياسي ، أن خروج رئيس حزب "الوسط" من السجن لا يتعدى كونه حلقة جديدة من حلقات "المراوغة السياسية"، مستندين في رأيهم هذا إلى العديد من اللقاءات المكثفة التي عقدها مع رموز الدعوة السلفية للاتفاق على منحه دعم الكيانات الموالية له مقابل تمرير "المصالحة مع الجماعة". وكشف المراقبون عن مساعي رئيس حزب الوسط المفرج عنه مؤخرًا للتواصل ما بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان ليكون حلقة وصل في حل الأزمة بين الطرفين، فعقب الإفراج عن أبو العلام ماضي فى أغسطس ، توجه في اليوم الثاني مباشرة إلى مقر حزب الوسط بالمقطم ليثبت للجميع انه قادر على استعادة بريقه السياسى والتأكيد على رسالة مضمونها ، أنه خارج الأسوار للعمل السياسي والبحث الدور المفقود لحزب الوسط، وسرعان ما تلقف أعضاء تحالف دعم المعزول الرسالة وبدأت تتوجه أنظارهم إلى المقطم، وعلى رأسهم أسامة حافظ رئيس مجلس شورى الجماعة لإسلامية "أمير الجماعة"، وعماد عبد الغفور رئيس حزب الوطن السلفى، وعدد من قيادات الكيانات الحزبية والسياسية الموالية للجماعة الإرهابية. وشهدت الأيام الماضية نشاطًا ملحوظًا لرئيس حزب الوسط ، بعد مد خيوط التواصل مع قيادات ومشايخ الدعوة السلفية، وذراعها السياسية حزب النور، مستغلا الهزيمة الساحقة التي مني بها الحزب خلال الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، التي لم يتمكن خلالها سوي حصد 8 مقاعد فقط،ومن ثم كانت هذه النتيجة بمثابة الضوء الأخضر لتحرك "ماضى" بسرعة، واستغلال الفرصة المتاحة حيث بدأ يتعامل مع الأمر باعتباره "منقذ الإسلاميين" خاصة بعد أن قدم نفسه لقيادات النور كصاحب الحل الوحيد ، بعد تخبط قيادات النور وتبادل الاتهمات فيما بينهم ، فضلاً عن مهاجمة قواعد الحزب لقياداته، حيث يعول عليه قيادات الحزب فى تلطيف الأجواء بينهم وبين باقي قوى التيار الإسلامي بعد أن توترت عقب إسقاط المعزول محمد مرسى. وكشفت مصادر أن " ماضى " قام بعقد لقاءات مع قيادات حزب النور وهم أشرف ثابت والسيد خليفة ومحمد إبراهيم منصور، بهدف التنسيق لتأسيس لوبي تيار ديني جديد يتبنى أفكاراً واتجاهات مناصرة للدولة وتتخذ من المعارضة السلمية سبيلا للتعبير عن رفضها لما آلت إليه الأمور . وأشارت المصادر إلى أن الحوار دار حول كيفية لم شمل التيار الديني وإنهاء الخلاف الواقع بين أبناءه، حيث عرض "ماضى " تقديم يد العون ل"النور" للمنافسة بقوة على مقاعد البرلمان من خلال دعوة أنصاره للتصويت لصالح مرشحي الحزب في المرحلة الثانية للانتخابات، خاصة أن "الوسط" يمتلك كتلة تصويتية كبيرة، ويستطيع توجيه أعضاء الجماعة الإسلامية وحزبي الوطن والبناء والتنمية ، وكذلك المنشقين عن جماعة الإخوان للتصويت لصالح مرشحي "النور" وكل ذلك للحفاظ على فرص التيار الديني فى العودة للمشهد السياسي ، وتأسيس "لوبي" داخل مجلس النواب يمكنهم من خلاله تمرير المصالحة مع الدولة.