طرح مشروع استكشاف أسرار الأهرامات لإثبات مزاعم "إدجار كيسي" التى تنكر بناء المصريين للأهرامات المنظمة الصهيونية قامت بحفر أنفاق وتكسير فى جدران "خوفو" لإثبات أن أبناء النبى نوح هم من قاموا ببناء الهرم شهدت الأيام الماضية جدًلا حول مشروع استكشاف الأهرامات وأسرارها الذي أعلن عنه الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار، وذلك بعد فشل كافة المحاولات السابقة منذ أوال السبعينات، التي قامت بها بعض المنظمات الاجنبية التي تلهث وراء تنبؤات العرافين وتحاول تحقيقها تحت ستار البحث العلمي. وتعد منظمة "إدجار كيسي"، من أهم المنظمات التى عملت على اكتشاف أسرار الأهرامات بناء على تنبؤات حيث بنت نظرياتها العلمية على تنبؤات مؤسسها العراف الأمريكي "إدجار كيسي" والملقب ب "النبي النائم" والذى ولد في 1877 وتوفي في 1945، وله العديد من التنبؤات عن الشفاء وأحداث الحروب قبل وقوعها ونهاية العالم. وكان "كيسي" قد أسس مؤسسة تسمى جمعية "البحث والتنوير"، كان من أهم أهدافها إثبات بعض تنبؤاته، والتي من بينها أن بناء الهرم تم قبل 10 آلاف عام، وأن من بنى الأهرام ليسوا قدماء المصريين، إنما هم أبناء نوح الذين نجوا من الطوفان، واخفوا بداخله الواحًا تحتوي على تاريخ حضارتهم الضائعة، ووضعوها في غرفة سرية أسفل الهرم. وتكشف "الموجز" من خلال مجموعة من المستندات والصور ومقاطع فيديو مصورة داخل منطقة الهرم وأبوالهوال، رحلات نجل "كيسي" للبحث عن الغرفة السرية منذ بداية السبعينيات، بهدف تحقيق تنبؤات والده والكوارث التي تمت داخل الهرم منذ هذه الفترة حيث لم يُحاسب مرتكبي تلك الجرائم حتى الآن. وقد حصلت "الموجز" على عدد من الصور توضح وجود نفق حديث داخل الهرم، ووجود أكوام من الحجارة الناتجة عن التكسير داخل غرف الهرم وهو ما ترتب عليه صدر القرار رقم 493 لسنة 2013، لتشكيل لجنة لفحص الحجارة الموجودة داخل غرف الهرم وعمل تقرير شامل عنه. وقد حصلت "الموجز" على صورة ضوئية من تقرير اللجنة التى شكُلت لفحص الحجارة حيث جاء فيه أن أعضاء اللجنة قاموا بالصعود داخل هرم خوفو عن طريق سلم خشبى حتى وصلت إلي الغرفة الثالثة، ووجدت فتحة مؤدية إلي ممر صغير مثبت بها سلم حديدي يؤدى إلي الغرفة الأولى وسلم حديدى يوصل إلي الغرفة الثانية وهكذا حتى الغرفه الخامسة، حيث وجدت اللجنة كسر الأحجار الجيرية المشونة داخل الغرفة، وجميع الأحجار صغيرة الحجم غير منتظمة الشكل تخلوا من أى نقوش أو كتابات، كما وجدت اللجنة تكسير وتهشم في الجدران الملاصقة للسلم الحديدى. وأكدت اللجنة أنه من المرجح أن من قام بعمل السلالم داخل الهرم هو من قام بهذا التكسير لتسهيل عملية وضع السلالم. مصدر مطلع داخل وزارة الآثار قال إنه تم اكتشاف هذه الكوارث عقب افتتاح الهرم، بعد أن تم اغلاقه لمدة 17 شهراً عام 1997 بحجة الترميم، وأضاف أن الوزارة تكتمت على هذه الكارثة ولم تقم بعمل أى دراسات على جدران الهرم لمعرفة التوقيت الحقيقي لهذه الجريمة والوقوف على أسماء مرتكبيها، وما إذا كانوا أعضاء البعثات التي قامت بعمل العديد من الدراسات والأبحاث داخل الهرم مثل مؤسسة "إدجار كيسي" التي تسعى منذ بداية السبعينيات لعمل حفائر في منطقة الهرم وتمثال أبو الهول، حيث قامت بعدد من الزيارات الاستكشافية خلال الأعوام 1978 و 1992و 1998و2002 و2005 و2008، للبحث عن الغرف السرية التي يدعي مؤسس تلك المؤسسة أنها تضم سجلات سرية تخفي أسرار قارة "أطلنطس الضائعة". وقد حصلت "الموجز" على ستة مقاطع فيديو مصورة تكشف حقيقة رحلات أتباع "كيسي" وما قام به نجل "كيسي" فى مصر بصحبة بعض أعضاء المنظمة وبعض المسئولين بهيئة الآثار، حيث بدأت المؤسسة مشوار البحث عن الغرفة السرية فى مصر منذ عام 1978 ولم تنته حتى الآن، خاصة أن أعضائها يظنُون أنها تضم أسرار نهاية العالم الذى سيكون في عام 2038. وقد كشف مقطع فيديو مصور عام 1978 ظهور نجل "كيسي" برفقة أعضاء المنظمة ومعهم الدكتور زاهي حواس والذي كان يعمل مفتشاً أثرياً في ذلك الوقت بمنطقة أهرامات الجيزة، وهم يقومون بالتنقيب وأخذ بعض العينات من هرم خوفو لتحليلها وتحديد التوقيت الذي تم بناء الهرم فيه. ويوضح فيديو أخري يرجع لسنة 1992 قيام نجل "كيسي" وأعوانه بعمليات حفر عميقة أسفل تمثال "أبو الهول"، حتى وصل لسراديب وغرف أسفل التمثال والهرم، كما يؤكد الفيديو أنه استطاع الوصول إلى أماكن لم يسبقه إليها أي أثرى مصرى من قبل حيث قام أتباع المنظمة بالحفر أسفل القدم اليمنى للتمثال، وواصلوا الحفر حتى وصلوا إلى سراديب داخل التمثال وأسفله. وكما جاء فى الفيديو فقد تم التوصل إلى ثلاثة سراديب، الأول يقع خلف لوحة الحلم مباشرة والموجودة بين أقدام تمثال أبو الهول وطوله حوالي مترين، والثاني يقع خلف رأس التمثال من أعلى وعمقه حوالي خمسة أمتار داخل جسم التمثال ذاته، والثالث يقع في الناحية الشمالية من التمثال. كما يوضح الفيديو أن اتباع "كيسي" قاموا من أجل الوصول إلى داخل جسم "أبو الهول" بتثبيت حبال بجسم التمثال للنزول من خلالها داخل التمثال. ويظهر فيديو آخر أن رحلات أتباع "كيسي" لم تنته بعد، ففي عام 1998 عاودوا البحث من جديد عن الغرفة السرية داخل الهرم عن طريق الاستعانة برجلهم المتواجد في مصر منذ الستينيات، وهو "مارك لينر"، العضو في جماعة "كيسي" الروحانية، والذي اعترف خلال الفترة الماضية عبر حسابه الخاص على موقع التوصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن سبب مجيئه إلى مصر كان لإثبات نظرية "كيسي". وفي الفيديو يظهر "مارك لينر"، بصحبة نجل "كيسي"، وهما يثقبان في جسد أبو الهول، كما يظهر الدكتور زاهي حواس، الذي ظل مرافقا لهذه المؤسسة في جميع رحلاتها داخل الهرم. كما يظهر في الفيديو مفاجأة جديدة لأعضاء" إدجار كيسي" تتمثل فى العثور على تابوت من البازلت الخالص أسفل البئر الأوزيري، الموجود بين تمثال أبو الهول والهرم الأكبر وقد أكدت مصادر مطلعة أن ذلك التابوت لا يعلم احد مكانه وأنه اختفي فور اكتشافه ولم يتم الإعلان عنه من الأساس. وفي السياق ذاته يوضح فيديو يرجع لعام 2008، قيام أتباع "كيسي" بعمل مسح باستخدام أجهزة "الألترا سونيك"، للكشف عن أماكن الفراغات فى جسد الهرم وتمثال أبوالهوال والطريق الواصل بينهما، وتركيب أجهزة اتصال داخل جسد التمثال وعمل مجسات فى تابوت خوفو. كما يظهر في الفيديو عمليات التنقيب التي قام بها " لينر" في منطقة أهرامات الجيزة، حيث قام خلالها بعمل قياسات وصور لتمثال أبو الهول، ومسح للصخور بهدف معرفة ما إذا كانت هناك فراغات جوفية أم لا، ويؤكد الفيديو أن "لينر" قام باجراء فحص "الكربون 14" على بعض أجزاء من البناء أخذها من الهرم الأكبر، وذلك في محاولة لتحديد تاريخ بنائه مرة أخري. من جانبه قال أسامة كرار، المنسق العام للجبهة الدفاع عن الآثار، إن مشروع استكشاف الأهرامات يمثل كارثة جديدة ستلحق بالهرم الأكبر. وأضاف أنه سبق وتقدم ببلاغين الأول لشرطة السياحة والآثار والآخر للنائب العام، للمطالبة بفتح تحقيق لمعرفة من قام بالتكسير وتركيب سلالم وحفر نفق بشكل عشوائي داخل هرم خوفو، مما يهدد الهرم بالانهيار.. مشيراً إلى أنه لم يتحرك احد من المسئولين حتى بعد أن أثبتت ذلك اللجنة المكلفة بمعاينة الهرم والتى تحققت من صحة ما ورد فى البلاغ من وجود آثار تكسير ووجود أكوم وأجولة من الحجارة داخل الهرم نتيجة التكسير في الجدران، واكتفى المسئولون بهذا التقرير ولم يقوموا بعمل فحص وتحليل عينات لتلك الحجارة لمعرفة التوقيت الذي تم فيه هذا التكسير وما هو الخطر الناجم عن هذا ولم يهتم احد بمعرفة مرتكب هذه الكارثة. وطرح "كرار" عدة تساؤلات منها.. ما هو السبب الحقيقي الذى يقف وراء هذا المشروع.. هل لا يمتلك الأثريون المصريون الأدلة الكافية التي تثبت أن من بنى الهرم هم المصريون القدماء، أما أن الوزير يسعى لتحقيق أهداف منظمات ذات ميول صهيونية كل هدفها التشكيك في الهوية والحضارة المصرية مثل "إدجار كيسي"؟!. وطالب المسئولين بأن يتركوا الهرم ويكفوا عن تلك المشروعات المبنية على تنبؤات الدجالين والتي تسعى منظمات مشبوهة لتحقيقها مثل منظمة "إدجار كيسي" ذات الميول الصهيونية.