حكى الكاتب شريف عارف قصة كتابه الجديد "الإخوان فى ملفات البوليس السياسى " قائلاً : الحكاية ببساطة أننى من هواة جمع الوثائق والمقتنيات القديمة ، وظلت الهواية تسير في اطارها الطبيعي المعتاد ..حيث الاستمتاع بعبق التاريخ وجمال " الورق الاصفر" وذكريات الدولة والزمن الجميل ..كانت الهواية في حدود مدينة صغيرة وجميلة هى بورسعيد مسقط رأسي ، والتى تحمل سمة خاصة في تلاقى الحضارات بين شمال وجنوب البحر المتوسط.. ويضيف شريف عارف ظلت الهواية تلازمنى من مكان الى آخر ..ومن عملى في مؤسسة صحفية الى أخري ، الى أن وجدت أمامى أحد باعة " الروبابيكيا " - الذي ارتبطت معه بصداقة طويلة - يحمل لي " كرتونة " من الاوراق القديمة ..مشهد غريب وعميق ..أن تجد تاريخ بلدك يباع على الارصفة في سوق التونسي بمنطقة الامام الشافعى .. المهم أنني بلا تردد قررت شراء " الكرتونة " بما فيها دون التأكد من المحتويات .. وبعد رحلة طويلة من الفحص أمتدت لاسابيع أكتشفت أنني أمام " كنز تاريخي " ، فقد ضمت الكرتونة ملفات التحقيقات في حادث " حريق القاهرة " عام 1952 ..والذي – لازال – يمثل " الحادث اللغز " حتى اليوم . ويتطرق كتابه إلى أوهام جماعة الإخوان المسلمين فى حديثها عن " الكفاح المسلح " فيقول المؤلف : على مدى عقود طويلة من تاريخ مصر، روج الإخوان المسلمون لفكرة «الكفاح المسلح»، وأنهم استطاعوا أن يسطروا صفحات مضيئة فى عمليات القتال ضد أعداء الأمة.. فى الداخل والخارج! ولكن الواقع بالوثائق- وبشهادات قادة الإخوان أنفسهم- يثبت أن مثل هذا الترويج هو مجرد «أوهام» صنعتها المنابر والمنشورات والقصص الخيالية. كل «أوهام الكفاح المسلح» تحولت إلى حقائق فى عقول الإخوان فقط - خاصة الشباب - حتى إنهم اضطروا لتصديقها فى النهاية، من كثرة الأساطير التى نسجت حولها، فى الوقت الذى كان هناك شبه إجماع بين المؤرخين والمعاصرين لتاريخ الإخوان على أن العمليات التى قامت بها الجماعة - سواء أعضاء التنظيم الخاص أو الشباب- خلال فترة الأربعينيات كانت عمليات غير منظمة أفقدت الإخوان الكثير من رصيدهم لدى الجماهير! ويكشف الكتاب عن أربع وثائق خطيرة - تُنشر لأول مرة - حول علاقة جماعة الإخوان المسلمين ببريطانيا وأجهزة مخابراتها وسفارتها بالقاهرة خلال فترة حرب فلسطين عام 1948، وتلقى «شعب الإخوان» أوامر لتنفيذ عمليات تخريبية فى مصر، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار خلال فترة الحرب. كذلك مراقبة البوليس السياسي لمرشد الجماعة ومؤسسها الشيخ حسن البنا لشكوك حول علاقته بضابط بالمخابرات البريطانية يدعى " ليز". تأتى أهمية الوثائق فى أن جميعها يدور خلال عام «الجدل الإخوانى»، وهو عام 1948 الذى شهد اتهاماً للإخوان المسلمين بالهجوم على أملاك اليهود المصريين، واغتيال الخازندار، وحرب فلسطين، إضافة إلى تصاعد التوتر مع الدولة إلى ذروته باغتيال رمز الدولة ورئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى فى نهاية العام نفسه. هذه الوثائق تفتح باباً جديداً من الجدل حول علاقة الجماعة بالغرب، وشكوك أجهزة الأمن المصرية فى تحركات المرشد العام للجماعة الشيخ حسن البنا نفسه.. ولكنها - بالطبع - لن تنهى هذا الجدل..! ويعقب على الوثائق المنشورة فى الكتاب كل من الباحث الدكتور رفعت السعيد ، والدكتور أيمن عساف نجل مؤسس جهاز معلومات الإخوان الدكتورمحمود عساف والدكتور عبد المحسن حمودة وكيل الطليعة الوفدية ، والذي يتطرق الى علاقة الاخوان بحريق القاهرة في 26 يناير عام 1952 .