مدير إدارة الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية قال إن بيته كان مركزا للحركات المناهضة للإخوان السلفيون يتوقفون عند عام 700 هجرية ويسيرون على مبدأ "هذا ما وجدنا عليه آباءنا" واعتلاءهم للمنابر مرفوض عقلا وشرعا "الطيب" استعان بمستشارين من خارج المشيخة تدخلوا فى عمله وتسببوا فى غضب العاملين ضده الهجوم على الأزهر ممنهج وممول ومن يقف وراءه لهم أجندات خاصة شدد الشيخ عبدالعزيز النجار، مدير إدارة الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، التي تعد أكبر جهاز دعوي في الأزهر الشريف، على رفضه تدخل أي جهة دينية كانت أو سياسية في عمل المشيخة، خاصة أنها تجدد منهجها بنفسها. كما أكد "النجار" فى حواره مع "الموجز" رفضه اعتلاء السلفيين لمنابر المساجد، لتبنيهم منهج متشدد جدًا موضحا أنهم يتوقفون عند سنة 700 هجرية، ويسيرون وفق "هذا ما وجدنا عليه آباءنا". واستنكر اتهامه بأخونة الأزهر الشريف موضحا ان هذه الاتهامات صادرة عن أشخاص أصابهم الحقد و"النفسنة"؛ وإلى نص الحوار.. ما رؤيتك لوضع الأزهر الشريف في الوقت الحالي؟ - الأزهر الآن في أفضل مرحلة من مراحله التي مر بها خلال الفترات السابقة، ورغم ذلك لا ننكر أنه يحتاج إلى تغيير وتشديد بما يتناسب مع معطيات العصر والمتغيرات الموجودة على الساحة، كما نشهد أنه يجدد نفسه بنفسه ولا يترك المجال لمن يريدون أن يعبثوا في مقدرات الأمة عن طريق الأزهر بحجة أو أخرى، ويدَّعون أنه يحتاج إلى تطوير وتجديد، ويريدون التدخل في شئونه تحت أي مسمى. ونحن نرفض أي تدخل من أي جهة، سياسية كانت أو دينية، على وجه الأرض، فى تطوير المشيخة فهناك حطة لتطوير المناهج والمعاهد، كما أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قرر بأن يكون هناك معهد لغات في كل محافظة على الأقل وفقا لعدد الطلبة الذين يتقدمون له، مما تعد سابقة في الأزهر الشريف. وهناك خطة لتطوير الدعاة أيضا فعمل الداعية لا يقتصر على المسجد فقط ولكن هناك أوامر من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن الداعية يخرج إلى جميع التجمعات أينما كانت في المواصلات أو الأماكن العامة، ويعمل على مدار اليوم، للوصول لنتائج على أرض الواقع. ولكن هناك من يتهمون الأزهر بالضعف وغياب دوره.. ما تعقيبك؟ - كل من يتهم الأزهر بالضعف، يريد أن يشوه صورته الجميلة عند عامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ويريد أن يقول لهم أن المشيخة مؤسسة ضعيفة وعلماءه ضعاف، حتى ينصرف الناس عن المؤسسة التي يلتف حولها أكثر من 2 مليار مسلم حول العالم كله.. فإذا ألصق في أذهان الناس أنه ضعيف، سينفرون وسيبتعدون عنه، وسيكون فريسة سهلة إما من الجماعات الإرهابية وإما للمؤسسات العلمانية أو الشيوعية أو غيرها.. فالإتهامات تصدر من كل من يقف الأزهر سدًا منيعًا بينه وبين المسلمين، حتى لا يصل إليهم هذه السموم بدعوى التقدم، التغير والتجدد، فالأزهر يقوم بدوره ويمنع كل من يريد أن يضعف دوره في قلوب، عقول وفكر المسلمين. لقمة طرية وكيف ترى ذلك الهجوم في الوقت الحالي؟ - ربما يكون ممنهج وممول، والهجمة الشرسة من كل المتربصين بالأزهر وجميعهم من خارج المؤسسة ولم يدرسوا مناهجه ولم ينهروا من نهره الفياض، فكل هؤلاء نظن أن لهم أجندات خاصة الهدف منها تشتيت وتفكيك هذه المؤسسة حتى يكون "لقمة طرية" يأكلونها وقتما يشاءون وكيفما يشاءون. ماذا عن إتهام الطيب بتستره على الإخوان في مشيخة الأزهر؟ - "الأخونة" في المشيخة مسألة يراد بها تشويه صورة الأزهر، وكل من يريد أن يقدم يد البناء يقال عنه أنه إخوانى. وماذا عن اتهامك بأنك إخواني؟ - هذه الاتهامات توزع جزافًا، حيث اعتبروني خامس إخوانى في المشيخة وأشهد الله أنني لم أكن في يوم من الأيام إخواني ولم أشاركهم في شيء أو احتفالية، بل وهم في عنوة قوتهم وسدة الحكم كان هناك أكثر من مائة لقاء تليفزيوني في القنوات الحكومية والخاصة، منذ بداية الإعلان الدستوري إلى أن تولوا الحكم، استنكر خلالها الجماعة ومرشدها، كما أنني نشأت في أسرة أزهرية من النخاع، كما أنَّ والدي كان عضوا فى منظمة الشباب في الستينات، وعضو الاتحاد اشتراكي وعضو المجلس المحلي وكانت تدار من بيتنا الحركات المناهضة للجماعة. وماذا عن اتهامك بمحاولة الإطاحة بالطيب من المشيخة؟ - نحن لم ولن نريد الإطاحة بالشيخ أحمد الطيب في يوم من الأيام، لأنه قيمة وقامة، لكن كان بين جميع العاملين بالأزهر بالإجماع اختلاف مع الطيب في بداية الأمر فيما يخص مستشاريه، حيث أتى بكم كبير من المستشارين من خارج المؤسسة وتدخلوا في العمل، فكان هناك تصادم بينهم وبين العاملين، فوقفنا وجلسنا مع أعضاء المجلس العسكري، وتفهموا الأمر بأننا لا نطالب بخلع الطيب وإنما نطالب بإصلاحات، وإذا كان كل من يطالب بإصلاح في مؤسسة ما، يتم اتهامه بهذه الاتهامات، فستنزلق مصر إلى الأسفل، ولا يمكن أن يكون هناك تقدم، لأن كل من يريد أن يُقدم مقترحًا سيتهم وسيكون مصيره هكذا وبالتالي سيحجم عن إبداء رأيه، وتظل مصر يحكمها من ليس عنده خبرة أو مهنية، ومن ثم لابد وأن نتقبل النقد البناء الذي لا يحمل إهانة لأحد. ورغم صغر سني فإنى أتمتع بحب رؤسائي في جميع المصالح، ومنَّ الله عليَّ أن أكون على رأس أعلى جهاز دعوي في الأزهر الشريف، مما يربي عند الآخرين الأحقاد و"النفسنة" ويجعل أصحاب القلوب المريضة يريدون أن يهدمون هذا البناء، فهم يروننى دائمًا في تقدم وأنهض بالجهاز الذي أعمل به. الأوقاف والأزهر وما دور وزير الأوقاف في الأزمة التي يمر بها الأزهر حاليًا والحديث عن أخونة قياداته؟ - لا يوجد أي خلاف بين الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وشيخ الأزهر، أما ما يحدث الآن على الساحة من هجوم شرس على الأزهر فلا علاقة له بأي أزهري. وما حقيقة وجود عدد من القيادات الإخوانية في الأزهر؟ - قد يكون هناك بعض الإخوان من العاملين وليس من القيادات، حسب تأكيد وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، فلا يُمكن أن تُعين قيادة في الأزهر إلا بعد استطلاع رأي جهات الأمن حتى لا يتسلل إلى المؤسسة أي انسان يتبنى منهجًا غير الأزهري. كيف ترى الحرب بين السلفيين ووزير الأوقاف على اعتلاء المنابر؟ - لا أسميها حربًا وإنما تنافس، وأقول لإخواننا من السلفيين أن يتركوا المساجد لوزارة الأوقاف، حيث أن لها أئمة ومنهج يسير وفق الفكر الوسطي المعتدل الذي لا يدعو إلى جماعة أو حزب سياسي، وكل من يضرب منهج الأزهر ويريد أن يصعد منابر المساجد، فهذا أمر مرفوض عقلًا وشرعًا. وكيف ترى وجود السلفيين في الدعوة؟ - السلفيون منهجهم متشدد جدًا ولا يقبلون الآخر، ويقفون عند النصوص ويتوقفون عند سنة 700 هجرية، ولا يريدون أن يفكروا ويجددون، فهم يسيرون وفق "هذا ما وجدنا عليه آباءنا"، وأن كل ما كان عند السلف الصالح هي الآراء التي ينبغي على المسلم ألا يحيد عنها ولا يتركها كما أنهم يفرضون وصاية على المسلمين، فهي التي تكفر وتدخل الجنة والنار وتتحدث عن الإسلام الصحيح، وتنص أفكارهم على "من يدعو للإسلام من غيرهم حتى ولو كان الأزهر فهو باطل، وأنَّ هذا هو الطريق الأوحد إلى رب العالمين، وأن من يسير معنا هو على هدى الله ومن يخالفنا فهو في ضلال"، فهذه الأفكار لابد من اقتلاعها من جذورها تمامًا ليظل الناس يختارون من المشيخة ما يناسبهم من الآراء والمذاهب الفقهية التي حمى الله بها الأزهر لكي يحفظها للناس ولا يمكن أن نسمح بأي وصاية على المسلمين تخالف كتاب الله وسنة رسوله. وما دور الأزهر في الوقت الحالي لضمان وجود خطاب ديني وسطي؟ - الأزهر الآن ينظم مؤتمرات ويقدم دورات تدريبية على أرقى وأعلى مستوى، كما يتم تزويد الوعاظ بمكتبة كبيرة على مستوى الجمهورية، لكي تكون دعمًا لهم، وستكون هناك نشرات دورية بجميع الآراء في القضايا المستحدثة على الساحة وكيفية مجابهتها ومواجهتها بالطرق العلمية والشرعية، لاسيما دورات للأساتذة والأئمة والوعاظ ومن يعملون في قطاع المعاهد، فهناك تغيير كبير مشهود ومعلوم للجميع. عشوائية الفتوى كمدير لإدارة الدعوة.. كيف ترى وجود مفتي لكل جماعة؟ - ما يحدث الآن عشوائية في الفتوى، فكل جماعة من هذه الجماعات تصنع لنفسها مفتيًا "مُفصل" بأفكارها وشكلها لأن فتواه هي التي ستبرر أفعالها، ومن ثم تسد الآذان عن المفتي الحقيقي وتفتح الأذهان أمام مفتيهم، حتى يُفصل لهم الفتاوى كما يريدون ويطوي عنق الدليل الشرعي وبالتالي يبرر ويمرر الأفعال الاجرامية المخالفة لمنهج الشريعة الإسلامية، ولا نعلم من أين يستمد هؤلاء المفتين فكرهم ولا منهجهم ولا من أين يستقوا هذه المعلومات فنجن لا نعترف بهم كمفتين ولا إسلاميين ولا علاقة لهم بالفتوى. وما هو دور مجمع البحوث الاسلامية للتصدي لتلك الفتاوى؟ - الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام للمجمع، أنشأ إدارة للرصد والمتابعة لكل المتغيرات الفكرية على الساحة والفتاوى التكفيرية، خلال شهر ديسمبر الماضي، مهمتها حصر كل ما يحدث الآن من تربص فكري بالأزهر الشريف أو بالأمة الإسلامية وإعداد البحوث العلمية المعتمدة والموثقة للرد على هؤلاء ثم بعد ذلك سيتم اتخاذ الإجراءات والآليات على أرض الواقع، حتى تصل إلى جميع المسلمين في أنحاء العالم حتى وإن تمت ترجمتها لأكثر من لغة ويتم طباعتها وتوزيعها.. ولأول مرة في تاريخ الوعظ على مستوى الجمهورية أضفنا العنصر النسائي هذا العام، فلدينا واعظات وهو تطور غير مسبوق في الأزهر، يعملن في دروس السيدات وفي فتاوى السيدات ذات الطابع الخاص التي تجد فيها المرأة حياءً وربما لا تسأل في هذه الأسئلة المحرجة، مع الرجال. وماذا عن ثمار قوافل الأزهر الدعوية؟ - ثمار القوافل ربما لا يلحظها الجميع مباشرة لأن هدفها ليس تغيير فكر من تورط في القتل وسفك الدماء أو عاش في الثغور والجحور لأن هذا لا تستطيع القافلة أن تصل إليه، إنما نعمل على المتحيرين الذين يحاول دعاة التطرف استغلال ثقافتهم الدينية القليلة وتشويش الأمور وتلبيس الباطل بالحق، ومهمتنا هى أن نمنع هؤلاء حتى ينحصر الإرهابيون، وأن يبتعدوا عن استغلال الشباب وجعلهم وقودًا للحرب التي لا يعلم منتهاها إلا الله، فمهمة الأزهر تصحيح عقيدة كل من هو متردد ولم يتخذ قرار.