كشف الباحث الأثري المصري كريم السيد أن الأسطورة التي ترددت حول انتحار "كليوباترا"، بعد هزيمتها وأنطونيو في معركة أكتيوم البحرية، مجرد أسطورة من وقع خيال المؤرخين. وأشار الباحث المصري إلى أن المؤرخ "بلوتاركوس"، قال إن كليوباترا قتلت نفسها عبر تهريب أفعى سامة في سلة من التين، أما المؤرخ "ديوكاسيوس" فسرد حكاية مغايرة، إلا أن أحدًا لم يهتم أحد بتلك الحكاية، منوهًا بأن بلوتاركوس عاد واعترف في كتاباته أنه لم يعرف بالتحديد كيف ماتت كليوباترا. التشكيك في رسالة الانتحار وتابع المؤرخ الأثري أن بلوتاركوس أشار إلى أن كليوباترا أرسلت رسالة إلي أوكتافيوس الذي سجنها تخبره فيها أنها انتحرت، لافتًا إلى أن المصادر ذكرت أن الحارس عندما عاد إلى المقبرة بعد توصيل الرسالة وجدها ميتة، ووجد كلتا جاريتيها تحتضر، ما يعني أن الملكة أقدمت على الانتحار أولاً قبل الخادمتين. كم وقتا يستغرقه السم حتي يودى بحياتها وأردف المؤرخ: "وإذا افترضنا أن حكاية بلوتاركوس بأمر الأفعى السامة صحيح، فكم من الوقت سوف تستغرق الملكة لكي تموت، مع العلم أن المقبرة لا تبتعد سوى مئات الأمتار عن القصر وكم كمية السم التي ستقتلها، بالإضافة إلى أن رسالة الانتحار مشكوك في أمرها بمعني أن ما يفعله المنتحرون هو أن يتركوا رسالة بجانبهم للانتحار وهو التصرف الذي استبعدته الرواية. كما أن لدغة الأفعى تخرج قطرات من السم فإذا كان الأمر صحيحًا وقد لدغت بالأفعى فإن 50% فقط من كمية السم الخارجة من الأفعى تصل إليها، كذلك فإن لدغة واحدة غير قاتلة، وبالتالي على الأرجح سوف تتلقى عدة لدغات، كما أن اللدغات تترك علامتين في كل مرة على اليدين وهذا الدليل غير موجود. السؤال الأهم هو كيف لكلتا جاريتيها أن تري ملكتهما تسقط قتيلة من تأثير اللدغات وهم يقدمون على الموت؟". وأشار الباحث المصري إلى وجود نحت يربط كليوباترا بالأفعى في معبد «فيلة»، منوهًا بأن المشهد كله بين كليوباترا وايزيس محاط بالأفعى بمعنى أن كليوباترا لم تكن «الملكة» بل كانت «التجسيد الحي لإيزيس» فكيف ستقدم على الانتحار؟. ولفت إلى أن سجلات «بلوتاركوس» والتي تحمل قصة أخرى بأنها كانت تضع السم في «المشط»، يحمل تساؤلاً أيضًا مفاداه كم من السم سيؤدى إلي قتلها هي وكلتا جاريتيها؟، قائلاً: «من المثبت علميًا أن أقوي سم هو نبات «الشوكران» وتحتاج عملية القتل من 30-40 ملى أي أنهم يحتاجون إلى 120مللى كي يموتوا والمشط لا يتسع لأكثر من 20 مللي. لغز انتحار كليوباترا قتل أوكتافيوس قيصريون وقال إن أوكتافيوس ورث عرش يوليوس قيصر وتولي روماالغربية وأنطونيو روماالشرقية، أراد أوكتافيوس الانفراد بحكم روما، فشن هجوما على كليوباترا وماركوس أنطونيو حتي يتخلص من الأخير الذي كان شائكة في معركة "أكتيوم البحرية" وقبل دخوله الإسكندرية انتحر ماركوس أنطونيو. أفضل العدو الميت وأوضح أن المصادر تشير إلى أن أوكتافيوس رغب في إزلال كليوباترا بشوارع روما، لكنه اعتمد مبدأ أن أفضل عدو هو عدو ميت فلو تم إزلالها فماذا كان سيحدث؟ لا أحد يعرف ماذا كان سيحدث لكن بالتأكيد كانت الأمور لن تصب في صالح أوكتافيوس والدليل على ذلك وهو الدافع القوي الذى يرجح قتل أوكتافيوس لكليوباترا هو قيصر يون؟! فمن يكون قيصر يون؟ ولفت إلى أن معبد "دندرة" يوجد به كليوباترا إلى اليسار تلبس تاج مصر العليا والسفلى وتقف وهى تقدم شعارين للإلهة "حاتحور" ويتقدمها قيصريون، ليس فقط ابنها ولكنه شريكها في الحكم فهي تظهر ابنها على أنه الملك المستقبلي وتحاول القول إنه سيستطيع على حكم العالم بأكمله، منوهًا بأنه ابن انطونيوس بالولادة فمن الممكن أن يطالب أوكتافيوس بحكم روما أي سيكون شوكة في حلق أوكتافيوس. لماذا انتحرت كليوباترا وهي تملك من يطالب بعرش روما السؤال الأهم الذي طرحه الباحث هو لماذا تقتل كليوباترا نفسها وهي تمتلك من سيطالب ليس بعرش مصر ولكن بعرش روما بأكملها وهو الوريث الشرعي للعرش.. كما أن بلوتاركوس يقول إن الأيام التي سبقت وصول اوكتافيوس للإسكندرية أرسلت كليوباترا ابنها البالغ 14 عامً، جنوبًا لإثيوبيا لكن بعد وفاة كليوباترا أرسل اوكتافيوس رجاله على أثره وقتلوه. ويختتم الباحث إثبات مقتل كليوباترا وليس انتحارها بالسؤال: إذا كانت رواية الانتحار صحيحة لكليوباترا لماذا قتل أوكتافيوس أبنها؟