أكد خبراء أن اللقاء المرتقب الذى سيجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الأثيوبى هايلى ماريام ديسالين فى نيويورك فى 21 سبتمبر على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة سيحدث انفراجة كبيرة فى المفاوضات بين مصر وأثيوبيا بشأن النقاط الخلافية بين الطرفين حول سد النهضة. وكانت زيارة سامح شكري وزير الخارجية الأسبوع الماضي لإثيوبيا قد حظيت باهتمام شديد من الجانب الاثيوبى ، حمل خلالها "شكري" رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسى لرئيس وزراء أثيوبيا هايلى ماريام ديسالين، تضمنت التأكيد على حرص مصر على تنفيذ كافة عناصر اتفاق "مالابو" عاصمة غينيا الاستوائية ، بما في ذلك العمل على عقد اللجنة الثنائية المشتركة وعقد اللجنة السياسية العليا بين البلدين في أقرب وقت ممكن لمتابعة المفاوضات الفنية لحل الأزمة . من جانبه أكد خالد الوصيف المتحدث الرسمى باسم وزارة الموارد المائية والرى أن هناك مساعى سياسية لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي متزامنة مع المساعى الفنية من أجل حل أزمة سد النهضة.. مشيرا إلى نتائج هذه المساعى ستظهر خلا لقاء الرئيس السيسي مع رئيس وزراء أثيوبيا مريام ديسالين. وأوضح الوصيف أن الزيارة التى سيقوم بها وزير الرى الدكتور حسام مغازى لموقع سد النهضة فى أثيوبيا ستضم عددا من الإعلاميين وخبراء الرى للتعرف على آخر المستجدات فى بناء جسم السد. من جانبه قال الدكتور محمد نصر علام وزير الموارد المائية والري الأسبق ، إن المساعي السياسية هي الحل الوحيد لحل أزمة سد النهضة الأثيوبى ، مشيرًا إلى أن هناك خلاف قديم بين مصر وإثيوبيا التي ترفض الاعتراف بالاتفاقيات الدولية ، المنظمة لتوزيع حصص المياه خاصة فيما يتعلق بحصة مصر التاريخية من مياه النيل . وأوضح أن تصريحات "ديسالين" تؤكد أن الأثيوبيين لن يقبلوا بتعطيل العمل في السد وان بلاده ماضية في استمال بناءه رغم معارضة مصر له. وأكمل علام .. أن زيارة سامح شكري وزير الخارجية لإثيوبيا الأسبوع الماضي خطوة ايجابية تهدف إلى التواصل والتنمية بين البلدين وإعادة العلاقات المفقودة ، مما يؤكد على تقريب وجهات النظر نحو حل ألازمة . وتابع علام.. اللقاء المرتقب بين الرئيس المصرى، ورئيس وزراء إثيوبيا في "نيويورك " فى 21 سبتمبر الجاري، سيكون له أصداء قوية فى تقدم المفاوضات ، مطالبًا بأن يكون وزير الري مصاحبا للرئيس السيسي في هذا اللقاء لتوضيح النقاط الفنية . وحذر علام من استغلال الجانب الاثيوبى لزيارة وزير الري المصري لموقع السد وتسويقه خارجيًا ، لبيان أن مصر توافق على استكمال بناء السد بمواصفاته التي تقرها الدراسات الأثيوبية ، قائلا : يجب أن يصطحب وزير الري مجموعة من الخبراء والفنيين للتعرف على الوضع بشكل كبير . ويؤكد الدكتور مغاورى شحاتة خبير المياه الدولي، ورئيس جامعة المنوفية الأسبق، أن كل ما طالبت به مصر منذ ثلاثة أعوام يجرى تحقيقه الآن ، حيث يتزامن الحل السياسي مع الحل الفني ، مشيرًا إلى مساعي الرئيس "السيسى" لحل الأزمة من خلال لقاءه برئيس وزراء إثيوبيا ، فضلًا عن الرسالة التي أرسلها مع وزير الخارجية المصري في زيارته الأخيرة تمنح المفاوضات غطاءا سياسياً . وأوضح شحاتة أن الفترة القادمة ستشهد انفراجة كبيرة في ملف سد النهضة من خلال اتفاق الطرفين على الحل الذي لا يضر بمستقبل مصر المائي مع إعطاء إثيوبيا الحق في التنمية وتوليد الكهرباء . وأثنى شحاتة على الدعوة التي أرسلتها إثيوبيا لوزير الري المصري لزيارة موقع السد ومتابعته على ارض الواقع والتعرف على ما تم إنجازه بعيدًا عن التكهنات الإعلامية والمتعلقة بنسبة بناء السد حتى الآن ، مشيراً إلى أن إثيوبيا سترسل وفدا شعبيا لزيارة مصر خلال الفترة القادمة ، يضم جميع القطاعات من خبراء وسياسيين ومفكرين وفنانين بهدف دعم التعاون المشترك بين البلدين خلال الفترة القادمة .