اشتهر بخفة دمه التلقائية وقدرته المدهشة على الضحك، رغم قيامه بالعديد من الأدوار الصغيرة، فذاع صيته بمشاركته في "السيت كوم" الكوميدي "راجل وست ستات"، وكان له دورًا محوريًا في إضحاك الجمهور، فقدّم دور "رمزي" الغبي ابن عم "عادل" الشخصية الذي يؤديها الفنان أشرف عبد الشافي، وأصبح أحد النجوم الأساسيين في نجاح المسلسل. امتلك الممثل الكوميدي سامح حسين كاريزما من نوع خاص، مستغلًا ملامح وجهه التي تثير الرغبة في الضحك منذ البداية، فصُنف على أنه فنان كوميدي من الدرجة الأولى، خاصة أنه يبتعد في أعماله عن الإسفاف والإبتذال. يري سامح حسين، أن الأدوار الكوميدية تحمل فسلسفة خاصة للجمهور لإيصال رسائل هادفة ومحورية بإسلوب كوميدي بدلًا من "كلكعة" الفكرة وتصعيبها _على حد قوله. وأشار سامح، إلى أنه يشعر بالرضا التام عن جميع أعماله التي قدّمها، متعهدًا بأن يبذل قصارى جهده لتقديم كل ما هو جديد ومختلف.. "الموجز" تحاورت مع الفنان الكوميدي، لمعرفة تفاصيل عمله السينمائي الجديد "جيران السعد" وتحضيراته للموسم الرمضاني المقبل.. وإلى نص الحوار. ** "جيران السعد" ثاني تجربة سينمائية مُطلقة بعد "كلبي دليلي".. كيف كانت؟ فيلم "جيران السعد" تجرة فنية جديدة بالنسبة لي، لذا فأنا اعتبرها نقلة كبيرة في مشواري الفني، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي كوميدي حول شخص يواجه مشاكل بين جيرانه الأطفال، وتستمر الأحداث مدموجة بمجموعة من التحديّات الكوميدية مع هؤلاء الاطفال، خاصة أنهم مشاكسون ويدبرون العديد من المكائد والحيل لي، وأنا أحاول الرد عليهم بشكل مختلف، وفي النهاية يتم حل الأزمة، بناء على مستجدات تغير مسار حياتهم. ** كيف ترى إقبال الجمهور على الفيلم؟ الحمد لله، الجمهور أعجب بالفيلم وفكرته بشكل عام، وهو ما أسعدني كثيرًا، لأن الوقت الحالي التي تمر به البلاد، يحتاج إلى الاهتمام بصناعة الأفلام الكوميدية التي يلتف حولها الجمهور وتخرجه إلى حد ما من حالة التشتت الذي يعاني منها، بعيدًا عن الابتذال والإسفاف، وفي العموم فإن "جيران السعد" فيلم محترم مضمونه هادف، وبخلاف الإقبال الكبيرة عليه خلال الفترة الماضية أتوقع أيضًا أن يقبل عليه الجمهور شكل مكثف في فترة الإجازات. ** يتردد أن فكرة الفيلم مكررة ولم تقدّم أي جديد؟ هذا كلام غير صحيح بالمرة، لأن "جيران السعد" فكرة جديدة، سيفاجيء الجميع حين مشاهدته، أمّا فيما يتعلق بأن هناك العديد من الأفلام ناقشت موضوع المقالب الكوميدية التي تدور بين الأطفال، إلّا أنه من الطبيعي أن تتكرر الفكرة لكن بمضمون جديد وهادف، وهذا يعتمد على قدرة المخرج أولًا في إيصال فكرته بالشكل المطلوب، ثم موهبة بطل العمل وخفة دمه وتلقائيته. ** بصفة عامة.. ما تعليقك على الكوميديا في الأفلام مؤخرًا؟ دون تجميل أو تبديل للواقع، أرى أن الأعمال الكوميدية أصبحت ضعيفة للغاية، لأن هنام من يعت على إيفيهات لا تليق بالعمل وبعقلية الجمهور، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق، فالعمل الكوميدي، يجب أن يُظهر جوانب مضحكة بعيدًا عن الإبتذال، غير أن هناك حالة من العزوف عن تقديم الأفكار الكوميدية والإهتمام بأخرى شعبية كما شاهدنا مؤخرًا في العديد من الأفلام، رغم أن الجمهور يحتاج للضحك في هذه الأيام تحديدًا، ودورنا كممثلين أن نعيد المرح للشاشة مرة أخرى والابتسامة للجميع. ** أنواع الكوميديا فى مصر مقسمة بين ما يقدمه محمد سعد، وهنيدي، وهاني رمزي، وأحمد حلمي .. إلى أى نوع يميل سامح حسين؟ كل هؤلاء أسماء رائدة بالطبع فى الكوميديا ولكن فى النهاية الأمر يتوقف على أذواق وميول الناس، ولكنى أميل بشكل شخصي إلى الكوميديا البسيطة التى تعكس الطيبة والطفولة والتى كان يقدّمها الراحل نجيب الريحاني، وهي كوميديا بريئة لا تخدش حياء أحد ولا تضايق طفل لأني أريد أن أصل لعلاقة مع جمهورى تقوم على الثقة أن أفلام سامح يدخلها الأطفال والكبار دون الخوف من وجود ابتذال أو ألفاظ أو مشاهد غير محببة. ** وهل لهذا السبب تركز على تقديم دور الشاب الساذج الطيب؟ بالفعل هذا حقيقى، فالطيبة صفة ملاصقة للكوميديان، مثله مثل دور الدنجوان والذى تكون الوسامة صفة ملاصقة له، وحتى يتقبل الناس الكوميديا لابد أن يروا جانب الطيبة والطفولة فيمن يقدمها، وعندما يضع الفنان لنفسه هذه المقدمات لدى الجمهور من الممكن أن يتقبله الجمهور فى أى دور أخر، ولقد واجهتنى هذه المشكلة وأنا أقرأ السيناريو الخاص ب 30 فبراير لأن "ناد"ر شخص مستغل وشرير وليس خيّر ولأن هناك خلفية بيني وبين جمهوري تمكنت فى تقديمه وتقبله الناس جدا. ** حدثنا عن كواليس الفيلم.. والمشاكل الذي تعرّض له؟ لم تكن هناك أي مشاكل خلال تصوير الفيلم، وعلى العكس تمامًا كانت الاجواء هادئة وفريق العمل كله كان متعاونًا إلى أبعد الحدود، وروح الألفة بين جميع الممثلين ساهمت في إخراج "جيران السعد" بهذا الشكل المقبول الذي التف حوله الجمهور. ** لماذا تحصر نفسك دائمًا في أدوار الكوميديا؟ أنا فنان كوميدي وعرفني الجمهور بأدواري الكوميدية، لهذا أبحث دائمًا عن الأدوار التي تحقق السعادة لي أولًا ثم للجمهور، ورغم ذلك قدّمت أدوار متنوعة كدوري في مسلسل "اللص والكتاب"، وفي العموم أستطيع أن أقدّم الأدوار المتنوعة في إطار كوميدي خاص بي. ** ما حقيقة خلافك مع الفنان أشرف عبد الباقي؟ هذه الشائعات سخيفة، وليس لها أي أساس من الصحة، خاصة أنني اعتبر أشرف عبد الباقي اخويا الكبير، ولم يمكن بأي حال من الأحوال أن تحدث مشاكل بيننا، وأتعجبك كثيرًا من هذه الشائعات التي توقع بين الفنانين، فمنذ أن تركت العمل في "السيت كوم" الكوميدي "راجل وست ستات" انهالت بشدة لتؤكد دون حقائق ثابتة أن خلاف حاد بيني وبين أشرف كان السبب الرئيسي لذلك، علمًا بأن الخلاف الحقيقي كان مع مخرج المسلسل، وأريد أن أؤكد للجميع أن أشرف عبدالباقي، وقف بجواري ودعمني كثيرًا وعلاقتي به "سمن على عسل" ولم ولن يوجد أي خلاف بيننا أبدًا. ** هل ترى أن أداء الأعمال الكوميدية صعب؟ بالطبع هذا صحيح تمامًا، فالفنان الذي يقدّم الكوميديا أمام الجمهور يحاول أن يسخر كل طاقاته وقدراته في محاولة لإضحاك الجمهور، وهذا ليس سهلًا بالمرة، فإذا تسرّع في طريقة الأداء لم يقبله الجمهور بأي حال من الأحوال، وفيما يتعلق بالإفيهات فهذا أمر في غاية الصعوبة والتعقيد، خاصة أن الشعب المصري معروف بقفشاته وخفة دمه طوال اليوم، وليس سهلًا على الفنان الكوميدي أن يقدّم له الجديد حتى يثير إعجابه. ** وكيف ترى حال السينما بعد ثورتي يناير ويوينيو؟ تحديدًا بعد ثورة 25 يناير، تعرضت السينما لحالة ركود كبير، وأصابها الخمول، لكن الآن أرى أن السينما تمر بحالة نشاط غير مسبوق، وخلال الفترة المقبلة ستنشط أكثر، عد عودة الكثير من المنتجين ورغبتهم في إنتاج أعمال كثيرة، وخير دليل على ذلك عدد الأفلام التي عُرضت مؤخرًا، وأتمنى أن تعود السينما لنشاطها المعهود وسابق عهدها. ** وماذا عن أعمالك السينمائية المقبلة بخلاف "جيران السعد"؟ أدرس حاليًا العديد من السيناريوهات المقدّمة لي،وحتى الآن لم استقر على أي منهم، وقريبًا سأقرر العمل الذي يناسبني، والأهم فيه أن يكون مختلفًا عما تم عرضه من قبل. ** أين أنت من الدراما ولماذا ابتعدت الفترة الماضية؟ ابتعادى الفترة الماضية كان لظروفى الخاصة والأزمات التى مررت بها فكنت نفسيا غير مؤهل على الإطلاق لعمل شئ فى الدراما، أما عن القادم فهناك مشروع جديد وأقوم بعمل ورشة كتابة مع صديقي السيناريست محسن رزق وسيكون مفاجأة وبالفعل انتهينا من كتابة حوالى 15 حلقة ومستمرين فى كتابته ونحاول التركيز حتى يخرج ما يسر الناس. ** سياسيًا.. كيف ترى الوضع الآن؟ بكل وضوح، الحال في مصر أصبح أفل بكثير من الأيام الماضية، وهناك خطوات ثابتة نحو الاستقرار، وهذا بفضل صبر الشعب وطول نفسه، رغم العمليات الإرهابية التي تتم يوميًا، وبإذن الله سنعبر تلك المرحلة وأنا متفائل بان الله سيقف بجوار كل مصري حتى يتحقق الأمان التام. ** أخيرًا.. ما هي طموحاتك؟ أتمنى أن تعود مصر لسابق عهدها من الاستقرار والأمان، وأن يعم السلام علينا جميعًا، وأن يعمل الجميع بجد وإخلاص من أجل مستقبل هذا البلد العريق، وأتمنى أيضًا أن يندحر الإرهاب والمفسدين، وعلى الجانب الشخصي أن أكون عند حسن ظن جمهوري وأن تنال أعمال في مجملها إعجاب الجميع.