أثارت التصريحات الأخيرة لمرشحي الرئاسة والتى خاطبا من خلالها ود جماعة الإخوان من خلال دعوة شبابها للانضمام لحملاتهما الانتخابية مع تأكيدهما على السماح لهم بالتظاهر ورفع شعار رابعة بحرية بعد الانتخابات , حالة من الجدل بين عدد من النشطاء والرموز القبطية.. حيث وصف البعض هذه التصريحات بأنها مقدمة لإعادة فكرة التصالح مع الجماعة وفتح حوار معها ,وتجاهل جميع الجرائم التي إرتكبتها.. في حين طالب آخرون من مرشحي الرئاسة توضيح موقف كل منهما من تلك التصريحات التي نسبت لهما أو جاءت علي لسان أعضاء في حملاتهما. يؤكد هاني رمسيس عضو إتحاد شباب ماسبيرو أن تصريحات أعضاء حملة المشير عبد الفتاح السيسي مرشح الرئاسة الأخيرة بشأن احتواء شباب الإخوان وضمهم إلي حملته ,جاءت صادمة لكثير من المصريين الذين يعتبرون المشير رمزا وطنيا وقائدا قويا أسقط حكم الإخوان في 30 يونيو وبالتالي فإن تصريحاته تثير العديد من علامات الاستفهام حول موقف المشير من الإخوان. وقال رمسيس إذا كان البعض يروج لشرعية احتواء شباب الإخوان والتصالح معهم بدعوي أن أيديهم لم تتلطخ بدماء المصريين أو أنهم لم يتورطوا في جرائم عنف ,فهذا غير صحيح لأن جميع الإخوان شركاء في الدم سواء الذين يشاركون في مسيرات الجماعة ويحتشدون لإثارة الفوضي أو الذين يرتكبون أعمال إرهابية . كما انتقد رمسيس تصريحا للمرشح حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي ذكر فيه السماح للإخوان بالتظاهر في الميادين ورفع شعار رابعة بحرية ,وقال "هذا التصريح يوضح أن صباحي يري شعار رابعة بأنه رمزا يحترمه وليس رمزا لهدم الدولة المصرية وهذا غير مقبول من مرشح رئاسي". وأضاف علي الرغم ان صباحي لديه علاقة قوية وقديمة مع جماعة الإخوان ,وظهر ذلك في انتخابات مجلس الشعب عام 2005 عندما كان يقوم بموائمات سياسية معهم وعندما تحالف أعضاء حزبه مع الحرية والعدالة في الانتخابات الماضية وكانوا علي قوائمهم ,إلا أننا لا نحاسبه علي مواقف سابقة ولكننا نعترض علي تصريحاته الحالية والتي تعبر عن رفضه للدولة المصرية الآن وتأييده لرؤية لإخوان بان ما حدث كان انقلابا. ووصف رمسيس مغازلة السيسي وصباحي للإخوان بأنه تعبير عن إفلاسهما وهو ما ينذر بالدخول إلي مرحلة فشل جديدة,لافتا إلي أن الرئيس الأسبق حسني مبارك حرص خلال عهده علي بذل جهد للتصالح مع الإخوان في الخفاء من خلال عقد موائمات سياسية سرية معهم وكانت النتيجة أن الإخوان انقلبوا عليه وتحالفوا مع أمريكا ضده. وأضاف.. عندما وصل الإخوان للحكم أثبتوا أنهم اختاروا تنظيمهم وجماعتهم الدولية وباعوا مصر وشعبها -علي حد قوله. وطالب رمسيس من مرشحي الرئاسة ضرورة توضيح موقفهما من الإخوان بشكل صريح ,قائلا "أي مرشح سيتحالف مع الإخوان تحت منصة المصالحة التي رفضها المصريون من قبل فإن الأقباط سيتضامنون مع المرشح الآخر الذي يرفض التحالف مع الإخوان ,اما إذا اتفق الاثنان علي عقد المصالحة والموائمة السياسية مع الجماعة فسيكون الرد عليهم هو الدعوة لمقاطعة الانتخابات والوقوف في صفوف المعارضة ضدهما". وفي نفس السياق قال أمير سمير الناشط القبطي إن مخاطبة ود جماعة الإخوان والدعوة للمصالحة معهم أمر غير مقبول خاصة بعد تورطها في كثير من أعمال العنف والإرهاب وكذلك إدراجها من قبل الحكومة كجماعة إرهابية. ووصف سمير تصريحات مرشحي الرئاسة الأخيرة تجاه الإخوان وفتح مجال للحوار معهم بأنها مغازلة صريحة لتيار الإسلام السياسي للتأثير عليه بهدف الفوز بأصواتهم في الانتخابات وربما تكون وسيلة للحد من العنف الاخواني خلال الفترة المقبلة - علي حد قوله -. وتابع.. طرح أي مرشح رئاسي لفكرة المصالحة مع الإخوان يمثل خداعا وتحايلا علي الشعب المصري الذي أسقط الجماعة في 30 يونيو وعاني من إرهابهم خلال الأشهر الماضية,كما أن هذا الطرح يظهر تناقضا في المواقف فكيف تدرجها الحكومة كجماعة إرهابية ويتحالف معها الرئيس الجديد. وأشار إلي أن أزمة الإخوان تتمثل في إيمانهم بفكر وعقيدة تسيطر عليهم وهي أن الجماعة هي وطنهم وولائهم لتنظيمهم وليس للدولة المصرية وبالتالي فإن عودتهم للحياة السياسية أخطر من ارتكابهم للعنف. وأكد أنه إذا كان السيسي يدعو للتصالح مع شباب الإخوان الذي لم تتلوث أيديهم بدماء المصريين ,فالأولي به أن يدعو للتصالح مع أعضاء الحزب الوطني المنحل الذين أفسدوا الحياة السياسية ولكنهم لم يحملوا السلاح ويرتكبوا جرائم قتل وعنف ضد الدولة . وقال.. من يضع يده فى يد الإخوان أصبح واحدا منهم وعلى السيسى أن يختار الشعب ولا اعتقد أن من اسقط تنظيما إرهابيا يقبل بأن يضع يده فى يده مرة أخري. واستنكر سمير تصريح صباحي بالسماح للإخوان بالتظاهر ورفع إشارة رابعة ,قائلا "هذه التصريحات تعد تأييدا مباشرا وصريحا لجماعة الإخوان وتثير الشكوك حول صباحي لتحقيق مكاسب سياسية خاصة بدعم الإخوان له في الانتخابات الرئاسية. من جانب آخر قال المفكر القبطي كمال زاخر.. فى صراع الانتخابات كل شئ مباح وبالتالي فإن أي تصريحات تصدر عن مرشحي الرئاسة ليس بالضرورة تعني تحقيقها في الواقع ومع ذلك على الناخب متابعة التطورات والفرز بين المواقف لتحديد المرشح الأفضل له. وأضاف.. مغازلة مرشحي الرئاسة للإخوان بهذه التصريحات لا تعني عقد مصالحة معهم ولكن الإخوان لهم مؤيدين كثر وبالتالي فإن الهدف من هذه التصريحات هو محاولة للفوز بأصوات المؤيدين للإخوان في المعركة الانتخابية. ورفض زاخر هجوم البعض علي تصريحات حملة السيسي ووصفهم لها بأنها "صادمة " وقال.. الانتخابات لا تجرى فى المدينة الفاضلة ,والحملة أوضحت انه يخاطب من لم تتلوث يداه من الإخوان بسفك دماء المصريين .