ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز′′ الأمريكية أن هناك انقساما داخل الإدارة الأمريكية حول فرض عقوبات جديدة ضد روسيا على خلفية الازمة في أوكرانيا. وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم الاثنين إن بعض المستشارين يحثون الرئيس الأمريكي باراك أوباما على فرض عقوبات على قطاعات كاملة في الاقتصاد الروسي. وفي المقابل، يفضل أوباما ووزير الخزانة الأمريكي جاكوب ليو التصرف بحذر أكبر، من منطلق مراعاة الحلفاء في أوروبا، حيث يتداخل اقتصادهم بشكل أقوى مع الاقتصاد الروسي. وأضافت الصحيفة أن أوباما لا يريد اتخاذ خطوات ضد موسكو بدون الأوروبيين، حتى لا يعطي روسيا فرصة إحداث وقيعة بين بروكسل وواشنطن. وكشفت الصحيفة كذلك عن وجود اختلافات جذرية في وجهات النظر بين الولاياتالمتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي، فيما يخص فرض عقوبات على روسيا، على خلفية الأزمة الأوكرانية. ونقلت عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم، قولهم إنه على الرغم من أن بعض مستشاري الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يريدون منه أن يفرض عقوبات على كامل قطاعات الإقتصاد الروسي، قرر أوباما الإمتناع عن ذلك في الوقت الحالي، علماً منه بمقاومة البلدان الأوروبية التي ستعاني أكثر بكثير من الولاياتالمتحدة، في حال فرض عقوبات إضافية على روسيا. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين، أن وزير الخزانة الأميركي، جاكوب ليو، ومسؤولين آخرين، دعوا خلال اجتماعات في البيت الأبيض، لاتخاذ الحيطة بشأن العقوبات، مؤكداً أنه على الرغم من أن على الولاياتالمتحدة التحرك، إلا أن توسيع الإجراءات من دون الدعم الأوروبي سيضر بمصالح رجال الأعمال الأميركيين، من دون أن يكون لهذه الإجراءات الأثر المطلوب على روسيا. كما نقلت عن رئيس منظمة (فريدوم هاوس) غير الحكومية، ديفيد كرامر، الذي قدم اقتراحا للبيت الأبيض فيما يخص قائمة العقوبات، قوله "في حين أن فرض عقوبات بمشاركة الإتحاد الأوروبي سيكون أمرا جيدا، غير أن الولاياتالمتحدة عليها ببساطة، أن تكون رائدة، وألا تضيّع الوقت في محاولة منها تقديم نهج موحد". واعتبر أنه "من الأسهل بالنسبة إلينا القيام بذلك (ان نكون رائدين) مقارنة بالأوروبيين"، مشيراً إلى "أنهم سيقتفون أثرها، طالما نحن نتولى القيادة". وذكرت المصادر للصحيفة أن العقوبات التي من المتوقع أن تفرض في وقت لاحق اليوم، ستطال أشخاصاً مقربين من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وبعض الشركات، ومن المتوقع ان تشمل ايغور سيتشين، رئيس شركة النفط العملاقة الروسية "روس نفط"، وأليكسي ميلر، رئيس شركة "غازبروم" الروسية للغاز. هذا وكانت مجموعة السبع الكبرى اتهمت روسيا السبت الماضي، بعدم الإمتثال لاتفاق جنيف بشأن تهدئة الأوضاع في أوكرانيا، مهددة بفرض عقوبات جديدة، تضاف لتلك التي تم فرضها على روسيا نتيجة لضمها شبه جزيرة القرم إليها، في حين اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن التعامل مع موسكو بلهجة العقوبات غير مناسب، وسيعود بنتائج عكسية.