سمعت كثيراً عن أشخاص جلسوا فى حضرة زعماء وشخصيات تاريخية بارزة، وقرأت كثيراً عن وصف حالاتهم النفسية أثناء وقبل وبعد لقاءتهم مع الزعماء، ولكن تجربتي الشخصية في الجلوس مع الزعيم عمر سليمان لا تسطيع أدق مفردات اللغة وصفها ولا أعتقد أننى لو تواصلت مع أعظم الشعراء لصياغة احاسيسي ومشاعرى وقتها فى سطور لوصف لقائى مع عمر سليمان لفشل فشلا زريعاً. تشرفت بلقاء السيد عمر سليمان يوم 25 مارس 2012 أي بعد أربعة عشر شهراً من ثورة 25 يناير التى شاركت فيها وكنت واحداً من ست صحفيين تم أعتقالهم يوم 26 يناير بعد محاولتي انقاذ محمد عبد القدوس واعتصمنا وقتها بالمعتقل ورفضا الخروج لسبع ساعات لإخراج 300 طالب قبض عليهم يومها، وضربت علقة ساخنه يوم 27 يناير بعد أن حاولت الاستاذة الصفحية نور الهدى زكي زوجة الراحل محمد السيد السعيد أنقاذى من يد الامن وبعدها نقلت لمستشفى المنيرة العام وتم افاقتى فى سيارة الاسعاف وتلقيت العلاج بالمستشفى،والمهم أن الثورة لها مكان كبير فى قلبي وعقلى وفكري. لقاء الزعيم والاب المصري الكبير عمر سليمان له أثر عظيم فى نفسي فقد كانت الصدفه وحدها التى أختارت يوم 25 ليكون تاريخ لقائي الاول بالرجل الوفى المخلص لوطنه وعمله الذى احب بلاده كثيراً وقدم انجازات مذهله لمصر والوطن العربي من خلال رئاسته لجهاز المخابرات العامه، فعندما التقيته شعرت أننى أجلس لاول مرة مع أدهم صبري بطل المخابرات الذى طالما قرأت عن بطولاته فى روايات نبيل فاروق. قبل اللقاء التاريخي الذي لن يمحي من ذاكرتى فأننى سأعود إلي ما قبل الحدث التاريخي الاهم فى حياتى، وبالتحديد أثناء ايام الثورة كنت قد صدقت الشائعات التى انطلقت حول الرجل وعشرات القصص التى كانت تروى فى الميدان عن قصد لتشويه صورته، ولكن فضولى كصحفى جعلنى أجلس الى الكثيرون ليقصوا روايات متضاربه حول الرجل، فدفعنى الأمر للبحث عن وسيلة للاتصال به، وسألت كافة أصدقائى وزملائى وأساتذتي الصحفيين للحصول على رقم هاتف عمر سليمان ولكني فشلت. محاولاتى لم تتوقف ولكنها انتهت جميعها بالفشل، وظللت التقي من عرفوا عمر سليمان عن قرب فعرفت أنه رجل ذو خبرة عسكرية وحنكة سياسية ومهارة عالية في فن الإدارة المخابراتية وهيبة وعزيمة وشخصية قوية، وهو رجل مؤمن بالله وقدره لا يخاف، يده نظيفة وأخلاقه ساميه رجل يحب وطنه ومستعد للموت من أجله ومواقفه ومهامه السابقه تشهد له بذلك وهو رجل صعيدي مثل الشهيد جمال عبد الناصر. عرفت عنه أنه رجل مؤمن بالله و بوطنه مصر وأمته العربية لا حدود لها عنده، و يعمل في صمت وهو يؤدي دوره الوطني والوظيفي لمصر، وأقتنعت أن هذا الرجل العظيم يستطيع صد التهديدات التي تأتي إلينا من الداخل والخارج، ويستطيع توحيد الصف ويلتف حوله الشعب للقضاء على الفتن والعمالة الغربية، وشعرت ان الرجل ليس طامحا بأي شيئ غير أن يرى بلاده وشعبه ينعمان بالأمن والأمان والأستقرار. أدركت أن هذا الرجل الصامت والهادئ جدير بأن يتولى رئاسة مصر في المرحلة القادمه للعبور بمصر نحو افاق رحبه واسعة في إتجاه تعزيز الديمقراطيه والعداله الإجتماعيه والمساواة بين أبناء الشعب الواحد وهذا ما يريده المصريون كما يريده أبناء الأمة العربية الشرفاء والذين يحبون مصر ويودون أهلها ويعلمون أن مصر قوية مزدهرة هي قوة لهم جميعا من المحيط إلى الخليج العربي. وأنتهت المساحه المخصصة لى ولكنى سأحكى لكم تفاصيل اللقاء مع السيد عمر سليمان، وماذا قال لنا هذا الرجل العظيم، وكيف انتزاعنا موافقته على الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية.