قال رئيس معهد بروكينجز للأبحاث شادي حميد أن الليبراليين المصريين خسروا الكثير في مرحلة التكالب علي السلطة بعد ثورة 25 يناير، ويعيشون في حالة إنكار، ويؤمنون كآخرين بنظرية المؤامرة من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية وآخرين يعرفوهم ب" آياد أجنبية" لتفسير صعود الإسلاميين إلي السلطة في بلادهم . أوضح حميد في مقاله المنشور أول أمس في مجلة فورين بولسي الأمريكية، أن الولاياتالمتحدة أعلنت في وقت سابق عن دعمها "التحول الكامل" للديمقراطية في مصر، و جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها أكبر وأفضل تنظيما حزبي في مصر، فهي تحاول الاستفادة القصوى من هذا التحول، وبدوره، يجب أن يعني أن الولاياتالمتحدة تؤيد جماعة الاخوان المسلمين، قائلا "إن فكرة الديمقراطية نفسها أصبحت مسيسية". وقال حميد إن تجربة تركيا يمكن أن تكون قصة تحذيرية لمصر أكثر منها نموذج تحتذي به حيث أن العداء للمؤسسة العلمانية في مصر يمثل معضلة للولايات المتحدة، قائلا " إن حزب العدالة والتنمية الإسلامي أدرك أن أفضل وسيلة لتعزيز الدين في الحياة العامة، يأتي من خلال تعزيز الديمقراطية، التي من شأنها أن تسمح له انتزاع السلطة من المؤسسة العلمانية الراسخة في تركيا". وعلي الجانب الآخر أوضح "حميد" أن رد فعل الليبراليين في تركيا كان عنيف، كما هو الحال في مصر، قائلا "اتخذ حزب الشعب الجمهوري المعارض وعلمانيين الأخرى مواقف معادية للولايات المتحدة وأوروبا، ومقاومة العديد من الإصلاحات التي كان يأمل حزب العدالة والتنمية في تنفيذها". ونبه "حميد " إلي أن جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها القوي السياسية الأقوي علي الساحة يقع عليه مسؤولية الارتفاع علي وبذل المزيد من الجهد لطمأنة المشككين به، قائلا "يُعتقد ان الجماعة كانت قوية بما يكفي لطرد الليبراليين، الذين بدورهم كانوا أضعف من أن يخوضوا المعركة من خلال العملية الانتخابية، ما يبدو أحيانا مثل انقسام إيديولوجي هائل علي السلطة". وأشار حميد إلي مفارقة من جانب أمريكا تتمثل في إبداءها الاستعداد للتعاون مع الإخوان المسلمين، وفي الوقت نفسه تشعر بالقلق من صعود الاسلاميين الى السلطة، قائلا "لمدة طويلة كبير من الفترة الانتقالية، وقفت أمريكا إلي جانب المجلس العسكري الحاكم والمنافس الرئيسي ل"الإخوان المسلمين"، والذي كان محور العلاقة بين الولاياتالمتحدة ومصر لمدة 30 عاما، كما تجنبت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في زيارتها الأخيرة إلي مصر توجيه انتقاد مباشر لجنرالات الجيش بالرغم من أنهم نظموا انقلاب قبل أسابيع من زيارتها بحل البرلمان المنتخب وتجريد الرئيس من صلاحياته".