استقال أحد كبار جامعي التبرعات لحزب المحافظين البريطاني الحاكم اليوم الأحد بعد أن تم تصويره خلسة وهو يعرض عقد لقاء حصري مع رئيس الوزراء ديفد كاميرون مقابل تبرعات قيمتها 250 ألف جنيه إسترليني (400 ألف دولار سنويا). ويُتوقع أن يلحق هذا الكشف ضررا بحزب كاميرون الذي يحاول التخلص من انطباع بأنه وثيق الصلة بمصالح رجال الأعمال والأثرياء، في الوقت الذي تطبق فيه بريطانيا برنامج تقشف صارما لخفض العجز في ميزانيتها. واستقال مسؤول الخزانة المشارك بحزب المحافظين بيتر كروداس في غضون ساعات من نشر صحيفة صنداي تايمز شريطا مصورا له، وهو يقول لصحفيين كانوا متخفين في شكل ممولين دوليين، إن هذه المساهمات سوف تمكنهم من أن يسألوا كاميرون "أي سؤال تريدونه بشكل عملي". وقال حزب المحافظين إنه لم يتم قبول تبرعات أو بحثها بشكل رسمي، وإنه ملتزم بقانون التمويل الانتخابي. وتواجه الحكومة الائتلافية التي يقودها حزب المحافظين رد فعل غاضبا بعد إقرار ميزانية الأسبوع الماضي خفضت الضرائب عن أصحاب الدخول الكبيرة، في الوقت الذي جمدت فيه الإعفاءات الضريبية عن أرباب المعاشات. تخف وتخفى مراسلو صنداي تايمز كمديري صناديق مقرهم في ليختنشتاين ويريدون إقامة اتصالات مع كاميرون ووزراء آخرين بالإنابة عن مستثمرين شرق أوسطيين. وأبلغهم كروداس بأن هذا اللقاء سيكون "رائعا بالنسبة لعملكم". وأضاف أن بعضا من كبار مانحي الحزب حضروا عشاء مع كاميرون وزوجته سامانتا في شقتهما الخاصة بمقره الكائن في 10 داوننغ ستريت. مساومة ونصحهم كروداس بأن التبرع بمبلغ مائة ألف جنيه يمثل الحد الأدنى، ولكن مائتي ألف إسترليني أو 250 ألفا سيكون "أمرا ممتازا". وقال "الأمور ستفتح أمامكم" وفقا لنوع التبرع الذي سيتم تقديمه. وأضاف "ستحصلون بشكل حقيقي على قدر كبير من المعلومات". وأضاف أنه عندما تلتقون مع كاميرون داخل تلك القاعة "كل شيء سيكون سريا وستستطيعون أن تسألوه بشكل عملي أي سؤال تريدونه". وأشار إلى أنه بإمكانهم حتى أن يؤثروا على سياسة الحزب قائلا "إذا كنتم غير راضين عن شيء ما سنستمع لكم وسنضعه في لجنة السياسة في رقم 10 داوننغ ستريت".