أعلنت قيادة القوات المسلحة التركية اليوم الأربعاء أنها قد عثرت على جثتي قائد الطائرة التي أسقطتها سوريا الشهر الماضي ومساعده في قاع البحر، وإنها تعمل على انتشالهما. وظل الجيش يبحث عن جثتي الطيارين جوخان إرتان وحسن حسين أكسوي منذ إسقاط الطائرة يوم 22 يونيو الماضي، واستعان هذا الأسبوع بسفينة متخصصة لانتشال الحطام من عمق نحو ألف متر تحت الماء. وتسبب إسقاط دمشق للطائرة التركية في تأزم علاقات البلدين المتوترة أساسا بسبب موقف أنقرة من الاحتجاجات المناهضة للأسد منذ مارس 2011، وهددت تركيا برد حاسم على إسقاط طائرتها التي قالت إنها كانت في الأجواء الدولية ولم تنتهك الأجواء السورية. كما عقد حلف شمال الأطلسي (ناتو) لقاء تشاوريا بناء على طلب تركي لبحث القضية، بموجب المادة الرابعة من معاهدة واشنطن لإنشاء الحلف، والتي تمكّن أيّا من دول الحلف من طلب التشاور في أي وقت إذا تعرضت وحدة أراضيها أو استقلالها السياسي أو أمنها للتهديد. كما ينص ميثاق الحلف -الذي تعتبر تركيا من أهم أعضائه- على الدفاع عن أي بلد يتعرض لهجوم. وكان مصدر عسكري روسي قد أعلن أمس الثلاثاء أن لدى بلاده معلومات دقيقة تؤكد أن الطائرة التركية خرقت بالفعل المجال الجوي السوري. ونقلت وكالة إنترفاكس عن المصدر ذاته قوله إن موسكو تملك كامل المعلومات عن مسار الطائرة قبل إسقاطها. وأضاف أن "هذه المعطيات تؤكد دون لبس أن الطائرة انتهكت المجال الجوي السوري". وقبل يومين أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن لدى موسكو معلومات عن مسار الطائرة التركية, وأنها مستعدة لمشاركتها. ولم تستبعد تقارير صحفية غربية أن تكون روسيا ساعدت السوريين على إسقاط الطائرة التركية.