الغيرة على الوطن .. لازالت وستظل هى رمز الشعب المصري الأصيل ، فهم خير أجناد الأرض قوة وحبًا للوطن ، سالت دماء الكثيرين على أرض مصر وإن كنا نخص أرض سيناء ، هدر الكثير من الدم لاسترجعها وهدر الكثير ومازال يهدر للحفاظ عليها دون كل أو مل أو خوف من مصير محتوم لمن يحافظ على هذه الأرض ، مصير فرضه عليه القدر وأثابه الله به فجعله شهيد ، وأحاول هنا استعراض بعض القصص المليئة بشجاعة الجندى المصرى وبطولاته ، محاولة بسيطة جدًا ؛ لأننا إذا أردنا الحديث عن شجاعة المصرى فلن تكفينا المجلدات ، سنقرأ وسنتسائل كثيرا ونندهش أمام ما نقرأه ، ونستعرض أهم الجرائم والحوادث التى وقعت على الحدود ... بطل أول قصه هو أيمن حسن21.. إسرائيل لاتهم أمام "علم مصر" بطل من أبطال مصر لا يعرفه الكثيرون، لقب ببطل سيناء بسبب قتله 21 جنديا إسرائيليا.. أيمن محمد حسن، الجندى المصرى، الذى تمت محاكمته وسجن 10 سنوات بعد تسليمه نفسه. تبدأ أحداث حكاية الجندى المصرى، الذى ولد بمحافظة الشرقية عام 1967، عندما رأى أحد الجنود الإسرائيليين فى عام 1990 وهو يمسح حذاءه بالعلم المصرى، وازداد غضب البطل المصرى بعد أن رأى الجندى الإسرائيلى وهو يمارس الجنس مع جندية إسرائيلية على العلم المصرى. وتأثر «أيمن» كثيرا بأحداث الهجوم الشرس من الإسرائيليين على المسجد الأقصى، وهو ما دفعه إلى التفكير فى رد الاعتبار إلى كل مصرى، وعندها قرر «أيمن»، الذى كان يعمل بفريق الرماية بمنطقة رأس النقب بوادى سهل القمر أمام المطار الإسرائيلى، أن ينتقم، فانطلق يوم 26 نوفمبر 1990 داخل الحدود الإسرائيلية من موقعه العسكرى على التبة الصفراء بمنطقة رأس النقب فى جنوبسيناء وحمل معه الأسلحة والذخيرة لقتل أكبر عدد من الضباط والجنود وعلماء مفاعل ديمونة النووى من العسكريين وجيش الدفاع. وبدأ البطل المصرى تنفيذ عمليته، ونجح فى عبور الأسلاك الشائكة على الحدود مع إسرائيل، ثم قام بإعداد كمين عسكرى للاختفاء فيه، وعندها لمحته سيارة تحمل إمدادات وأغذية وقرر أن يتعامل معها وقام بقتل سائقها، ثم فوجئ بعدها بسيارة أخرى تابعة للمخابرات الإسرائيلية فى طريقها لمطار النقب وكان يقودها ضابط كبير برتبة عميد، فقتله أيضا، وكان يعمل بمفاعل ديمونة النووى. وبعدها فوجئ المجند المصرى باقتراب باص يحمل أفرادا وجنودا وفنيين عاملين بمطار النقب العسكرى الإسرائيلى يعبر بوابة أمن المطار الخارجية فى طريقها إليه، بعد أن وصل لكمينه الذى اختفى فيه والذى يقع بين نقطتى العلامتين الحدوديتين «80، 82»، وعندها ركز البطل المصرى أيمن حسن على أن يكون الباص هو هدفه الأول المخطط لعمليته العسكرية، أما الهدفان الثانى والثالث فهما محض مصادفة ولم يخطط لهما.وعندما اقترب الباص من أيمن أطلق الرصاص على سائقه لإيقافه وأفرغ فى صدره خزينة سلاح كاملة، ثم وصل الباص الثانى، حاملا ضباط مطار النقب العسكرى الإسرائيلى، وقام بإجراء مناورة للتمويه حتى يشاهد الضباط الباص الأول المضروب، فيتوقفوا ليحاولوا إنقاذ ركابه الجرحى، وبالفعل توقف الباص، فباغتهم بإطلاق نيرانى مفاجئ على مقدمته ولقى سائقه حتفه فورا، ثم واصل إطلاق الرصاص وقتل الضباط الأربعة فوراً واختبأ الفرد الذى يجلس بالمقعد الفردى على الباب الأمامى المجاور للسائق وخفض رأسه وقام بغلق أبواب الباص حتى لا يمكنه من الصعود، وظل «أيمن» يطلق الرصاص على الجنود بالباص الإسرائيلى حتى أصيب بطلقة سطحية بفروة رأسه، وبعدها تماسك حتى نجح فى الاختباء ومواصلة إطلاق النيران عليهم، وقابله قائد المنطقة العسكرية الذى قال له: «أشعر بالفخر لما قمت به». وتمت بعدها محاكمة أيمن حسن عسكريا، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات، وخرج فى عام 2000 ليعمل سباكا باليومية. بطل تدور حوله الغاز والله وحده يعلم الحقيقه هو سليمان خاطر .." لغز بطل " «سليمان قالها قوية.. الرصاص حل القضية» لم يكن مجرد شعار رفعه الطلاب المتظاهرون طلبا لثأر الجندى مجند سليمان خاطر، هذا الفتى الشرقاوى الذى دافع عن حدود الوطن فكان جزاؤه محاكمة عسكرية قضت بسجنه 25 عاما، لم ترض عنها إسرائيل. الفتى سليمان من مواليد عام 1961 قرية أكياد فى محافظة الشرقية، وهو الأخير من خمسة أبناء فى أسرة بسيطة أنجبت ولدين وبنتين قبل سليمان، فى طفولته شهد آثار قصف القوات الإسرائيلية لمدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة فى 8 أبريل سنة 1970. فى هذا الاعتداء استخدمت القوات الجوية الإسرائيلية طائرات الفانتوم الأمريكية لنسف المدرسة مخلفين 30 طفلا شهيدا، حينها كان سليمان خاطر يبلغ التاسعة من عمره، قالت شقيقته فى لقاء مع قناة الجزيرة الفضائية إن سليمان «جرى بسرعة لمشاهدة ما حدث وعاد مذهولا مما رأى». التحق سليمان بالخدمة العسكرية الإجبارية، وكان مجندا فى وزارة الداخلية بقوات الأمن المركزى، وفى 5 أكتوبر عام 1985، وأثناء قيامه بنوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برجة بجنوبسيناء فوجئ بمجموعة من السياح الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التى تقع عليها نقطة حراسته فحاول منعهم وأخبرهم بالإنجليزية أن هذه المنطقة ممنوع العبور فيها، إلا أنهم لم يلتزموا بالتعليمات وواصلوا سيرهم بجوار نقطة الحراسة التى توجد بها أجهزة وأسلحة خاصة فأطلق عليهم الرصاص وأسقط منهم 7. تمت محاكمته عسكريا، وخلال التحقيقات، قال سليمان إن الإسرائيليين تسللوا إلى داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص، وأنهم رفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار.سلم الفتى خاطر نفسه بعد الحادث، وصدر قرار جمهورى بموجب قانون الطوارئ بتحويل الشاب إلى محاكمة عسكرية، طعن محامى سليمان فى القرار الجمهورى وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعى وتم رفض الطعن، وأقيمت مؤتمرات وندوات وقدمت بيانات والتماسات إلى رئيس الجمهورية ولكن لم تتم الاستجابة لها. وبعد محاكمته عسكريا، صدر الحكم عليه فى 28 ديسمبر عام 1985 بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا، وتم ترحيله إلى السجن الحربى بمدينة نصر بالقاهرة. في رسالة من السجن كتب أنه عندما سأله أحد السجناء "بتفكر في إيه"؟ قال "أفكر في مصر أمي، أتصور أنها امرأة طيبة مثل أمي تتعب وتعمل مثلها، وأقولها يا أمي أنا واحد من أبنائك المخلصين ..من ترابك ..ودمي من نيلك. وحين ابكي أتصورها تجلس بجانبي مثل أمي في البيت في كل أجازة تأخذ راسي في صدرها الحنون، وتقولي ما تبكيش يا سليمان أنت فعلت كل ما كنت أن انتظر منك يا بني". وبعد أن صدر الحكم عليه تم نقله إلى السجن ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وهناك وفى اليوم التاسع لحبسه، وتحديداً فى 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندى سليمان خاطر فى ظروف غامضة. وقال التقرير النفسى الذى صدر بعد فحص سليمان بعد الحادث إن سليمان «مختل نوعًا ما، و بناء على رأى أطباء وضباط وقضاة الحكومة، عوقب سليمان لأنهم أثبتوا أن الأشباح التى تخيفه فى الظلام اسمها صهيونية».فى المحكمة قال سليمان: «أنا لا أخشى الموت ولا أرهبه، إنه قضاء الله وقدره لكننى أخشى أن يكون للحكم الذى سوف يصدر ضدى آثار سيئة على زملائى تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم». وقال تقرير الطب الشرعى إنه انتحر، وقال أخوه لقد ربيت أخى جيدا وأعرف مدى إيمانه وتدينه إنه لا يمكن أن يكون قد شنق نفسه، لقد قتلوه فى سجنه. وما أن شاع خبر موت سليمان خاطر حتى خرجت المظاهرات التي تندد بقتله ..طلاب الجامعات من القاهرة وعين شمس وجامعة الأزهر .. طلاب المدارس الثانوية. وفي مشهد أخر في مكان ما، تسلم الإسرائيليون تعويضاً عن قتلاهم من الحكومة الرشيدة التي قالت عنها أم خاطر " ابني أتقتل عشان ترضى عنهم أمريكا وإسرائيل" . لم يسمع سليمان هتافات الشارع، واللي قالت كتير ولسه مااتنساش.... سيبوا الشعب ياخد التار الصهيوني ده غدار المعقول المعقول إن سليمان مات مقتول سليمان خاطر قالها في سينا قال مطالبنا وقال أمانينا سليمان خاطر يا شرقاوي دمك فينا هيفضل راوي سليمان خاطر قالها قوية الرصاص حل قضية اللي خانك أنتي يا مصر حيشنق نفسه في يوم النصر وأجمل الهتافات .. سليمان خاطر مات مقتول ..مات عشان مقدرش يخون. و غنى الشيخ إمام:- اضمك و جرحى بينزف قبل برغم الى خانوا و رغم الى هانوا ورغم الى كانوا فى غاية الخجل أضمك و حتما يدور العجل فى كل الأراضى بخضره و حبل و بنسج غرامى قصيده و كلامى بينقش أسامى بحجم الدبل ما دام لسه باب الحروب الغزل اضمك و بحلم بحضنك و بيت انا الى بنيلك و طميك حيت و ضيعت عمرى ولا كنت أدرى و لو كنت أدرى ما كنتش بقيت على أى صهيونى أول ما جيت خصيمك نبينا فى يوم الحساب إذا ما التقيتى بهذا الكتاب و لم تبدأى و لم تعشقى ولم تلحقى و لو بالحجاره و نركب قفاهم بشارع و حاره ما بين الأثار و جوه الديار و أرض المطار أو مبنى السفاره أخر كتابى أيا مهجتى أمانه ما يمشى ورا جثتى سوا المتهومين فى الوطن تهمتى فداكى الدماء يا إالى شغله الخواطر فى طول الزمان وبطلنا الثالث هو سعد إدريس حلاوة.. والرثاء ل«نزار قبانى» : مجنون واحد تفوق علينا جميعا حسب النشرة الطبية الصادرة عن مستشفى قصر العينى فى القاهرة هو رجل متخلف عقليا، وحسب النشرة الوطنية بطل قومى بكل المقاييس.