شرح الفنان خالد الصاوي منذ قليل مايحدث الان في الساحه السياسيه علي صفحته الخاصه علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قائلا: الثورة الشعبية لو فشلت بتبقى سلسلة من التهم الجنائية الخطيرة وبيتحول الثوار لمحاكمات قاسية واستبعاد ونفي من قبل القلة المسيطرة الجشعة وأتباعها الأنانيينا ولو نجحت بتحط هي القانون الجديد اللي ينصفها، وبتنفذه وبتصدر الأحكام بحزم وبتأييد من الأغلبية اللي اتحرمت من الثروة والسلطة طول عمرها.. أما مفاوضات ومساومات وسجالات المحرومين والمقموعين مع اللي حارمينهم وقامعينهم فبتفتح الباب للجدل الفارغ وتعارض المصالح الصغرى، وهنا بقى ييجي دور الانتهازية اللي بتحاول اللعب على الحبلين فتورط الجميع في مسارات ملتوية عبثية، فتتصادم الرغبات بعد ما كانت موحدة، والرؤية بعد ما كانت صافية تبقى مشوشة، والكتلة الكبيرة اللي تابعت وقائع الثورة بقلبها من بعيد تبقى شبه الكتلة الكبيرة الحيرانة قدام الشاشات، وتبقى البيوت ألغاز. خلال الوقت الطويل ده، بتتمكن القلة المسيطرة من تنظيم صفوفها طبعا، خصوصا ان كل شيء أصلا في إيدها وعندها تنظيمات إدارية هرمية ماسكة كل أعصاب الدولة، وعندها خزنة ما بتخلصش بيمولها المحكومين من زمان، وعندها كتلة من الأنصار والتابعين ينفع تنظمهم وتضرب بيهم الكتل الجماهيرية المتفرقة اللي أصبحت بتشك في نفسها، وزي ما الانتهازية وجهت الغالبية في لحظة المساومة وأربكتها فضيعت منها فرصة النصر المبكر، بتحاول قوى الثورة المضادة توجيه الغالبية التايهة المنقسمة -في لحظة ضبابية كده- عكس مطالبها وطموحتها اللي عشانها قامت الثورة. كلنا فاهمين طرق أي إدارة في التعامل مع أي احتجاج جماعي ضدها، سواء في جامعة أو مصنع أو شركة أو قرية أو خلافه، دائماً بتركز على هدف واحد: انها تهزم الاحتجاج. تبدأ بالطلب الشهير: نكلم مين منكم طيب؟ ثم ياخدوه على جنب ويجربوا معاه كل حاجة من اصلاحات طفيفة لرشوة صريحة لترهيب له أو للجميع، المهم تكسب وقت، لأن الوقت عادة مش في صالح الاحتجاج الجماعي للناس اللي بتعاني قد ما هو في صالح الإدارة اللي هي أصلا سبب المعاناة. للثورة قوانينها الخاصة، وأدواتها الاستثنائية، ومبرراتها اللي ما بتخضعش للتسويف والابتزاز، وأكبر خطر عليها دائماً هو عدم احترام خصوصيتها وتطبيق المنطق القانوني التقليدي عليها لأنها في جوهرها تمرد على العلاقات الاجتماعية اللي أنشأها القانون الظالم، وتشوق محموم لعلاقات جديدة مبنية على قانون يتم إبداعه عشان يعبر عن الغالبية المحرومة والمقموعة بعد طول معاناة.