أكد حزب العمل الإسلامي أن انتخابات الرئاسة المصرية لم تجر بمستوى مقبول من النزاهة، بل حدث فيها تزوير مؤكد لصالح مرشح نظام مبارك شفيق، مشيرا إلى أن المزورون حاولوا أن يخفوا هذا التزوير قدر الإمكان، ولكن لا توجد جريمة كاملة، ولابد للمجرم أن يترك أثرا يدل عليه في نهاية المطاف. وقال الحزب في بيان، نشر على موقعه على شبكة الإنترنت : "قد كان من أبرز وسائل التزوير التلاعب في كشوف الناخبين بأسماء الموتى وأفراد الجيش والشرطة والحزب الوطني المنحل وبتكرار الأسماء، ولم تستطع لجنة الانتخابات الرئاسية أن ترد على حقيقة زيادة عدد الناخبين بملايين عدة منذ الاستفتاء حتى الآن". وأضاف البيان " تزامن ذلك مع عدم تقديم كشوف الناخبين لمرشحي الرئاسة وهذه سابقة لم تحدث في أي انتخابات، كما تم إبعاد المندوبين عن الصناديق لمدة 11 ساعة أثناء الليل بعد اليوم الأول للانتخاب؛ وقد أدى ذلك إلى ارتفاع حصيلة أصوات مرشح المخلوع لوضعه في المركز الثاني، بينما كان دخوله الانتخابات مخالفة قانونية سافرة وتحد للثورة التي خلعته مع سيده، وسيذكر التاريخ أن مرشحا للرئاسة دخل الانتخابات بالمخالفة الصريحة للقانون الذى يمنع ترشيحه أصلا وهى جريمة يتحملها المجلس العسكري فى المحل الأول، وهو الذى فرض ذلك على اللجنة العليا للانتخابات التى تأتمر بأمره كما كانت تأتمر بأمر المخلوع وقد تم تشكيلها أصلا لتمرير انتخاب جمال مبارك! ". وتابع قائلا: "اليوم نحن فى لحظة فارقة فإما أن تتواصل الثورة وعملية التغيير والإصلاح أو نعود لنظام المخلوع بالتمام والكمال ونعلن رسميا فشل الثورة وعدم استحقاق شعب مصر للحياة والحرية"، مشيرا "إننا فى حزب العمل نختلف مع تصورات وممارسات الإخوان المسلمين فى العمل السياسى، ولدينا اجتهادنا الخاص فى هذا المجال، كما تزايدت خلافاتنا معهم فى الآونة الأخيرة لأسباب عدة، ومع ذلك فليس من الإنصاف أن نقول إن الإخوان المسلمين يساوون الحزب الوطني، لأن الحزب الوطني كان يحصل على الأغلبية بالتزوير وكان مجرد مجموعة من اللصوص والمنتفعين، كذلك من الحقائق الثابتة أن الإخوان كانوا يتعرضون للاضطهاد والمطاردة فى عهد المخلوع وكانوا جزءا لا يتجز من ثورة 25 يناير حتى وإن التحقوا بها متأخرين يوما أو يومين". وتسائل البيان "هل بعد كل هذه الدماء والتضحيات والمليونيات نسلم البلاد مرة أخرى لشفيق الذى عينه مبارك فى أيامه الأخيرة باعتباره أقرب المقربين له. وصحيفة فساده أصبحت معروفة للجميع, بل إن تصريحاته المتواصلة نفسها عبارة عن جرائم مستمرة، بالإضافة إلى أنه مرشح أمريكا وإسرائيل المفضل". وشدد البيان على ان "مفارق الطرق الآن ليست بين التيار الإسلامي والتيار العلماني, وليست بين القوى المشاركة في الثورة عمومًا، إن الخيار الآن بين استمرار الثورة وعملية تفكيك ما تبقى من نظام مبارك، حتى تبدأ البلاد عملية الانطلاق والبناء لاستعادة ما فاتها ووضع مصر فى المكان اللائق بها، وإنصاف شعبها المظلوم. الخيار بين ذلك وبين عودة نظام مبارك بدون أي تغيير إلا فى اسم الحاكم. ونحن لم نر مرشحا فى أى انتخابات فى الدنيا يهدد الناخبين بالويل والثبور وعظائم الأمور، ولكن شفيق فعل!!". ودعا البيان " الشعب المصرى العظيم الذى حطم أغلاله بيديه فى ثورة الخامس والعشرين من يناير إلى الخروج فى انتفاضة كبرى يوم التصويت لإسقاط شفيق وانتخاب مرسى. على أن نبدأ بعد ذلك عملية ترتيب النظام الجديد بشكل جبهوى جماعى لا يسمح للإخوان المسلمين - إن أرادوا - أو غيرهم بالاستئثار بالسلطة". وأضاف البيان "فى كل الأحوال نحن نعلم أن شفيق لم ولن ينجح إلا بالتزوير. ونقول للمجلس العسكري لا تحرق البلاد، ولا تتصور أن العباسية بروفة يمكن تكرارها، ولا تدمر سمعة القوات المسلحة، ولا توقع بين الجيش والشعب, فهذا المخطط لن يمر إلا على أجساد المصريين. لا لشفيق الرمز الكريه للنظام الفاسد والعميل، نعم لمرسى، لاستمرار الثورة والإصلاح والتغيير".