لم تجر انتخابات الرئاسة بمستوى مقبول من النزاهة، بل حدث فيها تزوير مؤكد لصالح مرشح نظام مبارك : شفيق، وقد حاول المزورون أن يخفوا هذا التزوير قدر الإمكان، ولكن لاتوجد جريمة كاملة، ولابد للمجرم أن يترك أثرا يدل عليه فى نهاية المطاف. وقد كان من أبرز وسائل التزوير التلاعب فى كشوف الناخبين بأسماء الموتى وأفراد الجيش والشرطة والحزب الوطنى المنحل وبتكرار الأسماء، ولم تستطع لجنة الانتخابات الرئاسية أن ترد على حقيقة زيادة عدد الناخبين بملايين عدة منذ الاستفتاء حتى الآن . وتزامن ذلك مع عدم تقديم كشوف الناخبين لمرشحى الرئاسة وهذه سابقة لم تحدث فى أى انتخابات، كما تم إبعاد المندوبين عن الصناديق لمدة 11 ساعة أثناء الليل بعد اليوم الأول للانتخاب؛ وقد أدى ذلك إلى ارتفاع حصيلة أصوات مرشح المخلوع لوضعه فى المركز الثانى، بينما كان دخوله الانتخابات مخالفة قانونية سافرة وتحد للثورة التى خلعته مع سيده، وسيذكر التاريخ أن مرشحا للرئاسة دخل الانتخابات بالمخالفة الصريحة للقانون الذى يمنع ترشيحه أصلا وهى جريمة يتحملها المجلس العسكرى فى المحل الأول، وهو الذى فرض ذلك على اللجنة العليا للانتخابات التى تأتمر بأمره كما كانت تأتمر بأمر المخلوع وقد تم تشكيلها أصلا لتمرير انتخاب جمال مبارك! اليوم نحن فى لحظة فارقة فإما أن تتواصل الثورة وعملية التغيير والإصلاح أو نعود لنظام المخلوع بالتمام والكمال ونعلن رسميا فشل الثورة وعدم استحقاق شعب مصر للحياة والحرية. إننا فى حزب العمل نختلف مع تصورات وممارسات الإخوان المسلمين فى العمل السياسى، ولدينا اجتهادنا الخاص فى هذا المجال، كما تزايدت خلافاتنا معهم فى الآونة الأخيرة لأسباب عدة، ومع ذلك فليس من الإنصاف أن نقول إن الإخوان المسلمين يساوون الحزب الوطنى، لأن الحزب الوطنى كان يحصل على الأغلبية بالتزوير وكان مجرد مجموعة من اللصوص والمنتفعين، كذلك من الحقائق الثابتة أن الإخوان كانوا يتعرضون للاضطهاد والمطاردة فى عهد المخلوع وكانوا جزءا لا يتجزأ من ثورة 25 يناير حتى وإن التحقوا بها متأخرين يوما أو يومين. فهل بعد كل هذه الدماء والتضحيات والمليونيات نسلم البلاد مرة أخرى لشفيق الذى عينه مبارك فى أيامه الأخيرة باعتباره أقرب المقربين له. وصحيفة فساده أصبحت معروفة للجميع بل إن تصريحاته المتواصلة نفسها عبارة عن جرائم مستمرة، بالإضافة إلى أنه مرشح أمريكا وإسرائيل المفضل. إن مفارق الطرق الآن ليست بين التيار الإسلامى والتيار العلمانى وليست بين القوى المشاركة فى الثورة عموما، إن الخيار الآن بين استمرار الثورة وعملية تفكيك ما تبقى من نظام مبارك، حتى تبدأ البلاد عملية الانطلاق والبناء لاستعادة ما فاتها ووضع مصر فى المكان اللائق بها، وإنصاف شعبها المظلوم . الخيار بين ذلك وبين عودة نظام مبارك بدون أي تغيير إلا فى اسم الحاكم . ونحن لم نر مرشحا فى أى انتخابات فى الدنيا يهدد الناخبين بالويل والثبور وعظائم الأمور، ولكن شفيق فعل !! إننا ندعو الشعب المصرى العظيم الذى حطم أغلاله بيديه فى ثورة الخامس والعشرين من يناير إلى الخروج فى انتفاضة كبرى يوم التصويت لإسقاط شفيق وانتخاب مرسى . على أن نبدأ بعد ذلك عملية ترتيب النظام الجديد بشكل جبهوى جماعى لا يسمح للإخوان المسلمين - إن أرادوا - أو غيرهم بالاستئثاربالسلطة. وفى كل الأحوال نحن نعلم أن شفيق لم ولن ينجح إلا بالتزوير. ونقول للمجلس العسكرى لا تحرق البلاد .. ولا تتصور أن العباسية بروفة يمكن تكرارها، ولا تدمر سمعة القوات المسلحة ، ولا توقع بين الجيش والشعب فهذا المخطط لن يمر إلا على أجساد المصريين . لا لشفيق الرمز الكريه للنظام الفاسد والعميل نعم لمرسى .. لاستمرار الثورة والاصلاح والتغيير حزب العمل الجديد 29 مايو 2012 الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة