رحب حزب المصريين الأحرار بأول انتخابات رئاسية حقيقية تشهدها مصر, إلا أنه يرى أن ثورة 25 يناير لم تقدم كل هذه التضحيات لكى يخير المصريون فى النهاية بين حكم جماعة أو عودة النظام القديم. جاء ذلك فى بيان للحزب اليوم الثلاثاء تعليقا على نتائج الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة, التى أسفرت عن فوز مرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسى والمرشح المستقل الفريق أحمد شفيق وخوضهما جولة الإعادة. وأكد الحزب أن هذه النتيجة لا تلبى أحلامه وتطلعات المصريين فى بناء الدولة المدنية الحديثة, محذرا من أن هذه النتيجة تحمل فى طياتها مخاطر تهدد بإقصاء قوى الثورة, وبعودة ممارسات الاستعباد والاستبعاد القديمة. وأعلن الحزب تمسكه بمبادئه من أجل إرساء نظام مدنى ديمقراطى يقوم على سيادة القانون والمواطنة ويعمل على تحقيق أهداف الثورة, وفى مقدمتها العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وعدم المساس بحقوق المرأة وبالحريات الخاصة والعامة ومنها حريات العقيدة والعبادة والتعبير والمساواة الكاملة بين المواطنين فى تولى جميع مناصب الدولة. وشدد على التزامه المطلق بمواصلة النضال ضد الفساد السياسى وما سماه ب"الإرهاب الفكرى والدينى" وكل محاولات فرض السلطة باسم الحكم الإلهى أو باستغلال حاجة الناس للأمن والاستقرار, على حد وصفه. وأعرب الحزب - فى بيانه - عن مخاوفه وقلقه العميق من خطر احتكار تيار أو جماعة لكل السلطات بما يحمله ذلك من مخاطر تحويل مصر لدولة دينية, كما أنه يحذر فى الوقت نفسه من محاولات إعادة إنتاج النظام القديم بكل ممارساته القمعية والأمنية. وتعهد حزب المصريين الأحرار بمواصلة النضال بالتنسيق مع كافة القوى المدنية لاستكمال أهداف ثورة 25 يناير والحفاظ على المكتسبات الديمقراطية للشعب المصرى والتعددية والانتخابات الحرة الخالية من ممارسات تزوير الإرادة وشراء الأصوات وتوفير الضمانات لإدلاء المصريين بالخارج بأصواتهم, وتحديث وتطوير قاعدة بيانات الناخبين. ودعا كافة القوى والأحزاب المدنية إلى الانتباه لما سماه بالمؤامرة التى تحاك ضد دستور مصر القادم, مشددا على أن الدستور هو القضية الأهم والأكبر من الرئيس والرئاسة, ويجب أن تقوم على كتابته جمعية يتم تشكيلها بمعايير وطنية توافقية تضمن التمثيل العادل لكل عناصر المجتمع. وحث الحزب جميع المصريين على الإدلاء بأصواتهم فى جولة الاعادة لأفضل الخيارين للحفاظ على مصر وتمكينها من استكمال مسيرتها نحو التقدم واللحاق بدول العالم الأول لتتبوء المكانة التى تستحقها.