إن أحد أكثر التحديات صعوبة في علاقات الحب لدينا ، هو التعامل مع الخلافات و الاختلافات، إذ تتحول المناقشات في الغالب بين الشريكين كلما اختلفوا، إلى مجادلات سرعان ما تتحول إلى معارك... فيبدأ كل من الطرفين في تجريح الآخر، بكلمات جارحة و سيئة تظل راسخة عند كلا الطرفين، فتكتر مساءلاتهم و مشاكلهم وكذلك الشك بينهم. لكن ما يجهله كل من آدم و حواء، هو أن هذا الجدال قد يتسبب في تهديد الاستمرارية بينهما. لهذا يعتبر الاتصال من أهم العناصر في العلاقة بين كلا الطرفين، إلا أن الجدال يعتبر بمثابة الرصاصة التي تنطلق من فم كل من آدم و حواء لتثبت في القلب أو العقل وتضل راسخة و ثابتة، لا تزول مهما دارت الأيام ، وحتى إن زالت تظل آثارها ظاهرة. لهذا على آدم و حواء اجتناب الجدال، قدر المستطاع، فحين يكون الشخصان غير مرتبطان من السهل أن يأخذ كل منهما الجدال على محمل الجد مما قد يسبب في انفصالهما. لذا على كل من حواء و آدم، أن يستبدلا الجدال بالحوار البناء، عن طريق مناقشة الحجج المؤيدة و الحجج المناقضة، وبشكل تفاوضي، متفاديين التجريح و الكلمات السيئة، التي توحي بمشاعر سلبية. هناك من يتجادلان طوال الوقت، مما يؤدي إلى إعدام حبهما تدريجيا، وهناك بعض الحالات التي يضطر فيها أحد الطرفين إلى كبت مشاعر الغضب لديه، خوفا منه من فقد الحبيب، مما يؤدي بهذه المشاعر إلى التراكم، ومما يجعلهما يفقدان الصلة بالمشاعر الودية والجميلة. و أخيرا، على كل من حواء و آدم، أن يجدا التوازن المطلوب بينهما، حتى يتمكنا ن تطوير مهارات التواصل بينهما، هذه المهارات التي يجب أن تكون مبنية على الحب و الود و الاحترام، فكلما حاول آدم تجاهل احترام حواء، فلن يؤديها في مشاعرها فحسب، بل سيبدل صفتا الحنان و الانصياع لديها، إلى كره و حقد و أنانية . كما هو الشأن بالنسبة لحواء، التي لا تدرك ما يمكن أن تسببه من ألم لآدم، فهي عند الشجار تصبح عنيدة ومتحجرة، مما يجرح مشاعر آدم خاصة إن كان يحبها بشدة. تبدأ حواء بالمجادلة وتقوم بتكبيرالمشاكل و تضخيمها، أولا عن طريق التعبير عن مشاعرها السلبية، تجاه سلوك آدم، فتقوم بتقديم النصح دون أن يطلب آدم ذلك منها، فتهمل حواء التخفيف من مشاعرها السلبية لإبراز وجودها و حضورها، فيستجيب آدم سلبيا لهذا السلوك، فيتركها هو الآخر في حيرة من أمرها متأكدا من عدم ثقتها به. نقلا عن موقع:يا ساتر