عامان ِ يا صغيرة...! قولي لي , كيفَ كبرتِ...؟ ومتى بلغتِ سنَّ النّضج...؟ من سبقني إلى حرَمِك المقدّس...؟ وهل للزّمن أن يعود...؟ عامانِ يا صغيرة... أرى شفاهكِ قد زهَّرت... من علَّمك فنَّ القُبَل...؟ من أشعلَ أنوثتَكِ في غيابي...؟ عامانِ يا صغيرة... يموتُ قلبي حيرة... متى أتقنتِ اللمسَ والمسّ...؟ وهل تعرَّيْتِ أمامَ غيري...؟ تركتُك والشّفاهُ باردة... تركتُك , وأراكِ صامدة... عامانِ يا صغيرة... أ فلا يحقُّ لي الغيرة...؟ عامانِ , يا دُرَّتي... يا مُهجتي , يا زَهرتي... كيف أتقنتِ كلّ هذا الصمت...؟ وكيف الصمتُ يزيدُك إغراء...؟ من عرَّاكِ , من اعتراك...؟ من جعلَ لك الأرضَ سماء...؟ عامان يا صغيرة...؟ كيف أصبحتِ كبيرة...؟ قولي , أجيبي...! بدّدي أوهامي... اهمسي لي , بوحي... علَّ الشكّ يذهب... أريحي قلبي المتعب... عامان يا صغيرة... أ فلا يحقُّ لي الغيرة...؟ عامان , يا شهرزاد... ظننتُ أن الشوق زاد... لكنَّ البُعد زادَك إصرارا... زادَ قلبي حيرةً ومرارة... عامان , يا عنيدة... قولي لي , أجيبي... كيف كبرتِ , كيف...؟ كيف مذاقُكِ صارَ شهيّاً حدَّ السيف...؟ تعمَّدتُ الرحيل , علّي أستعبدُك... فما كنتِ من سلالةِ العبيد يوماً... ولا أنتِ الآن لي قصيدة... عامان , يا عنيدة... كيف جعلتِ حروفَك مسموعة...؟ وكيف نجوتِ , واللُّغة موجوعة...؟ كيف صارتْ خيانتُك مشروعة...؟ عامان , يا صغيرة... أ فلا يحقُّ لي الغيرة...؟ عامان يا حوّاءْ...! وأشهدُ أنّكِ حواء...! النساءُ قبلك فارغاتٌ... وكلُّ الذي بعدَكِ , خلاءْ...! . .