لم أكن أتخيل ولو للحظة ولاسيما بعدما عاصرت أنا وبنو جيلى حقبة السبعينات وما تلاها من سنوات وصولاً الى زمن التسعينات ... وشهدنا على ماحدث خلال تلك الفترة من أغتيالات لشخصيات عامة وعادية سياسية ومدنية ... وأرهاب أمنين وسرقات وخطف أبرياء و عنصرية فكرية مُنفلتة وطائفية مُحتقنة ... سواء كانت ضد ضيوف دعوناهم الى أرض الكنانة مطمئنين وأمنين ومن قبلهم ضد المصريين أنفسهم بمسلميهم ومسيحيهم ... لم نكن حقاً نتصور أنة كان سيأتى علينا يوماً ولاسيما بعد ( ثورة ) تتطهر بها شعباً من سلبيات ماضية ونوى بها خيراً على الأصلاح و البناء و التعمير ... لكى نُصدم فى ثورثتنا ... فنجلس ونستمع ونشاهد عبر الفضائيات والمؤتمرات والأعلام قصراً وجبراً ... لمن أقتحم علينا فجاءة مصريتنا ولوث وردية أمانينا وهتك طموح أحلامنا فى مستقبل كنا ومازلنا نتمناه أن يكون أفضل من ماضينا ... فقد طل علينا اليوم فى بغتة من الزمن بظلمات فكرهم وضلال منهجهم وتوحش أطماعهم ... من كانوا يهددوننا من قبل ... فى معيشتنا وأمننا وسلامة أرضينا وأقلقوا منامنا طوال سنوات عديدة مريرة مضت ... ومن نفذوا يقيناً العديد مما كانوا يخططون الية من جرائم ويهددون بة من أرهاب ... وكانت أحدى مصائبهم نصيب رئيس مصر الراحل ... الرئيس السادات ... حينما أنتفضوا فى يوم مجدة وعزتة وأنتصارة وباغتوه ظلماً وأرادوه قتيلاً غدرأ وخسة وبدم خائن ... مع سبق التهديد والتربص والتخطبط ... بل ولم يروتوا بهذا فقط ... نظراً لتعطشهم الشديد لسفك الدماء فأستمروا فى منهجهم الدموى وقتلوا من قتلوا من بعض ظباط الشرطة خلال تأدية أعمالهم فى الأقسام والكمينات ... وألحقوا جرائمهم الشنعاء بباقة من السرقات و الأغتيالات لمدنين أبرياء من عامة الشعب ومنهم طفلة تدعى (( شيماء )) ... وبدم خسيس وباااارد ... أمثال هؤلاء (( كا عاصم عبد المجيد و صفوت وغيريهم من القاتلين .... أكرر القاتلين )) ... و سافكى الدماء ... وأكلى السحت من السرقات ... أخذوا فى الأطلالة علينا دعوياً و سياسياً وأعلامياً بعدما أرتدوا فى حقبتنا المتخبطة تلك ... رداء المحلل السياسيى تارة والناصحين الراشدين تارة ... و الداعين للحق تارة ... والداعمين لما يُسمى بالمشروع الأسلامى تارة أخرى ... هذا المشروع الذى أصبح كالسراب فى معالمة وجوهرة و كيفيتة و كينونتة و أبعادة ... هذا المشروع الذى بة من الأمال و الخطوط العريضة الغير مدعومة بأى منهجية محددة أو تخطيط أستراتجى أو نموزج حى على أرض واقعها ...هذا المشروع الذى هم أصلا أختلفوا حولة فيما بعد وأختلفوا فية ... هذا المشروع الذى لم يقدر على فض الأشتباك و الأشتباه بوضوح بينة وبين تحديات وضروريات الحياة الحديثة ... هذا المشروع الذى يقصى أى مشروع غيرية ولم يقدم بديلاً غير نفس الذى كان يرفضة من قبل ... هذا المشروع الذى يتشابة فى كل ألياتة و سياساتة مع أى مشروع " سياسيى " أخر و لكنة فقط مُغلف خطابياً و أنتخابياً بالدين لكى يتمتطى ظهرة طامعى المناصب والكراسى ... هذا المشروع الذى أهدر توحدهم علية بين أحزابهم ولم يظلوا على قلب رؤى سياسية واحدة لة ...!!! والأدهى أنهم بدلاً من أبداء أى توبة أو ندم أو حتى حزن على ما أقترفت أيديهم من أضلال و أفساد وظلم ... فكانت تنفعهم وتشفع لهم أمام رب الأرباب يوم الدين ... أو على أقل تبرير يقايضوننا دنياوياً بها نظير تخوفنا منهم وأوجاعنا على فقدان من أغتالوه غدراً منا وحسرتنا على دموية زماننا ... ولكنهم و للأسف و للبجاحة أخذوا فى النبش على تبريرات فقهية وسياسية بأسة و واهية علها تقدر على تبيض سواد جرائهم ... بل أعترفوا بأنهم كانوا ومازلوا غير نادمين على مجمل أفعالهم حيث أنها كانت مُبررة و مغلفة ُ بحسن النوايا و عظيم الفتوى البشرية الفقهية ... وتمادوا وتقيئوا فى وجوهنا تبريراً سياسياً ما أنزل بة أهل الساسة من قبل من حجة ... بأن تلك الحقبة الأرهابية القريبة وليست بعيدة ... كانت بالأصل هى حقبة عنوانها هو حمل السلاح ضد المختلف أو المخالف لرأيهم !!!! ... لأنة يصبح بحسب مفهومهم غصباً عنة من الأعداء لأنة فقط تجراء وأختلف عنهم فى أستقراؤة لدينة ... وكأنهم يحدثوننا عن ماضى سحيق وليس عن سنوات قليلة مضت فى القرن العشرين ... وهو القرن الذى أستسلم فية العالم أجمع فى نصفة الأخير بعدما خاض محن حروبة العالمية ... الى قيم و معانى الأمن والسلام وتعلم لغة الأنفتاح العالمى والتضامن والتعايش الأممى ... القرن الذى تنازل ية ملك مصر السابق عن عرشة و أبى أن يسمح بأطلاق رصاصة واحدة حفاظا على دماء وأمن و وحدة شعبة ... !! بل وأخذتهم العزة بالجرم و الأثم و العدوان و التجنى ... فكان الأمر ... وهو أدعائهم بأن كافة جرائمهم كانت نصرة للأسلام بأمتهانهم لمهنة القاتل والتحلى بخصال الخيانة والغدر والأرهاب ... !!! وفى النهاية كان المطلوب منا أن كمتابعين وكرهائن ثورة محكوم علينا بحكم ثورى بتقبل هؤلاء بين صفوفنا مرة أخرى بل والمطلوب منا أن ننحنى لهم تشريفاً ونصفق لهم تفاخر وتسلمياً وتعظيماً ...!!! هؤلاء قتلونا بأسم الأسلام وأرهبونا بأسم الأسلام وكفروا مجتمعنا وتشفوا فينا بأسم الأسلام ... ويمنحون الأشارة الخضراء والغطاء الفقهى لغيريهم بالقتل والتفجير والأذية وهدم مجتمعات الأبرياء أيضا بأسم الأسلام ... ثم تراجعوا نظرياً وتكتكياً وليس عمليا و لا واقعيا ولا فكرياً و أيضاً بأسم الأسلام ... ثم أخيرا أعتلوا الثورة وأخذوا يحثوا على التظاهر ومحاصرة منازل القضاة وهدم مؤسسة القضاء ومن قبلها الدستورية و من بعدها أقتحام الأزهر والأعلام وكل هذا كان و مازال فى نظرهم و فكرهم و عقلهم بأسم الأسلام ... و الأنكد لم يبدوا بأى ندم ولوهلة لا سابقاً ولا لاحقاً ولا حاضراً .... وبأسم الأسلام ... !! والأن يتصدروا المشهد سياسياً وفضائياً ومجتمعياً وبأسم الأسلام ... والأسلام لو قدر لة أن ينطق سنسمع أنينة و أهاتة و بكاءة كمداً وقهرا وحكراً وحزنناً وألماً منهم وبسبب أفعالهم و بسبب أمتطائهم لظهرة عنوة و أحتكاراً ... وبسبب متاجرتهم بة ومزاديتهم علية ... فهو أصبح بهم أهم و أولى ضحاياهم وأصيب على أيديهم فى سمعتة وعالميتة و مرونة و وسطية منهجة ... وهو منهم براء براء براء ... ولا أمتلك غير حسبى الله و نعم الوكيل .. !! ولا ننسى وأعلم مسبقاً وللأسف ... أن أفاتنا المصرية هى النسيان ... لقد جاء اليوم الذى شاهدنا فية وبعد مرور تلك السنوات ... أحتفالية من قتل السادات فى جمعة ما يُسمى بنبذ العنف ... وعلناً ... فأطلقوا على خالد الأسلامبولى وهو القاتل الذى قتل السادات بلقب ..." البطل المغوار " ... وكأن الأحتفال بقاتل الأبرياء ليس من العنف فى شىء !!! .. وهذا كلة قد تم علناً وبرضى من رئيسنا (( المنتخب )) ... وأمام الشعب والعالم كلة بدون أدنى شعور بأن مازلت زوجة السادات وأولادة وأحفادة ومحبية ... مازالوا جميعهم هم ومن عاصروا وشهدوا على تلك المجزرة ... مازالوا على قيد الحياة ... ويال حكم الزمن ويال غدر الأيام !!! دعوكم منا ومن حكمنا عليهم نحن بنو بشر فحسابهم على رب الأرباب ... ودعوكم عن صمت المصريين عنهم وعليهم وكيف سُمح لهم بأن يتصدروا مشهد الحياة السياسية و الدعوية المصرية وكأن شىء لم يكن وتناسوا ما أقترفوه من أثم وعدوان وهدم للأمن والأمان وأغتيال أبرياء و سرقة أموال .... ولكنى والله مستغرب جداً ... فكيف لهؤلاء بأن يأتيهم النوم فى لياليهم ... والأهم حقاً لا أعلم ولا أستطيع حتى أن أدرك من أين سيأتوا أمثال هؤلاء بالحجج والبراهين ... يواجهون بها رب العالمين حينما تكون كافة أعمالنا حاضرة .... لكى يدافعوا ويبرروا لأنفسهم على مجمل تلك الأفعال الشنيعة الشنعاء التى لا توصف الا بالأفعال الدنيئة .... والغير أنسانية .. والغير خُلقية ؟؟!! ياا مصريين .... لعلكم تروا ... أنة بعد التنابذ بالتصريحات مع ((( الجيش ))) ومحاولات تطويعة ... جاء التحرش (((بالأزهر ))) ومحاولات مسخة وتهجينة ... والأن وبعد أقتراب ظهور حقائق فى محاكمات غير مرغوب في أطلاقها و أستمرارها ... ( مثل قضية فتح السجون و شبهة الجماعات المسلحة الغير مصرية والعابرة للأنفاق وتهريب المساجين والهجوم على أقسام الشرطة و أتهام المخابرات بالبلطجة وتزوير قوائم الأنتخابات .... ألخ) ... الأن يتم أستغلال ... " محاكمة مبارك " بخبث و دهاء ...." كحصان طروادة " ... لتمرير باقة من الهجمات لتدمير ... ((( القضاء ))) وتركيعة ... وذلك سياسياً بالمزايدة على حق الشهداء و بالتظاهر وحصار مؤساسات الدولة مع الأصرار على تفويت قوانين ... " تمكينية " ... عبر مجلس الشورى الملاكى وكذلك شعبياً بالدعوة الى عودة الجلسات العرفية فى فض المنازعات أهلياً فى بورسيعد ... وأشغالنا بعدد جلدات شاربى بعض كؤوس البيرة فى المنيا !!! وكل ما سبق يصاحبة منهج سياسيى غريب مُتبع هو صناعات الأزمات بشكل دورى ومتتابع ثم أما نجد من يترك الأزمة لكى تتأزم و تتفحل ... فتشتعل وتشتعل حتى يكاد يشعر المتأزم بأنة لا مفر من أقتراب ميعاد أختناقة منها وبها فيرصد ردة فعلة .... ثم فجاءة تنقشع الأزمة وكأنها لم تكن بعدما تثير حولها الكثير من المنازعات والتظاهرات والاعتراضات والأقتتال و الأعتقالات ... و أما تمضى الأزمة عنواناً وتبقى أثارها موضوعاً .... فلا ننسى وبعد مرور حوالى تسعة أشهر وبالرغم من صدور أحكام قضائية ... لم يقف قطار أثار الأعلان الدستورى ... فالشورى باق والنائب العام باق والدستور قد مرر و قوانين الأنتخابات النيابية بقوانينها تفصل اليوم تفصيلاً ... وللأسف مازلنا نعانى من فشل وأخفاق حكومى ورئاسى وسياسيى وأدارى ... فى معظم أولويات مصر الأقتصادية وأحتياجات ومتطلبات الشعب الأساسية المعيشية ... وفى ظل مناخ مجتمعى محتقن ومفتت ومزرى من الأنقسامات والتناحر والأقتتال فى الشوراع مع فقدان الثقة والتربص و الفتن والتخوين و الغضب الخانق .... برعاية أنفلات أمنى وبلطجى بأمتياز ... وهكذا ... أكاد أجزم أن الأخوان تريد أعادة هيكلة " مصر " بأكملها .... !!!!!! .. بأطلاق صراع ظاهرة صراع سياسى وباطنة أستقواء فكرى ودستورى ورئاسى ومجالس نيابية وتطويع لكل أجهزة الدولة ... !! والأن السؤال ... ماذا بعد ؟؟ .... ماذا بعد ؟؟؟