حاولت جاهداً الاستماع لنصيحة الأصدقاء المقربين، والأقرباء المصدقين، والزملاء غير الطامعين، والناصحين الأمينين، بأن أكتب اليوم فى أى موضوع آخر.. لكننى فشلت فشلا ذريعًا.. وعدت للكتابة عن انتخابات الرئاسة، والسادة المترشحين. حالة «الفزع» التى أحدثها «هبوط» سيادة «الولاء» عمر سليمان – جعل الله كلامنا خفيفا عليه.. لطيفا على أصدقائه – على رؤوس المرشحين، أثارت ردود فعل متباينة، وأسفرت عن تفصيل قانون خاص لسيادة «الولاء» وسيادة «الشفيق» فريق، ومن كان على دربهما من «خلصاء» المخلوع. وفى اعتقادى أنه لولا الخوف من المادة (28) سيئة الذكر التى «تحصن» الكلمة التى سينطقها من يعلن اسم رئيس مصر القادم من الطعن والتقاضى، لما حدث هذا الذعر، لأن الخوف كل الخوف من وقوع تزوير «مبتكر» يؤدى للنطق باسم «شخص ما» ليصبح رئيسا لمصر دون أى فرصة للتصحيح.. أما كون بقية المرشحين خائفين من المنافسة الشريفة لسيادة «الولاء» وسيادة الشفيق فلا أعتقد أنه وارد، ولولا الخوف من التزوير لكنت مع المعارضين «لقانون سليمان»، ولطالبت بنزوله ساحة الترشح، وترك الأمر للشعب «الواعى»، ليحدد من يختار. المهم – أنه بمجرد الحديث عن فتح غطاء «الصندوق الأسود» على اتساعه، والذى هدد به سيادة «الولاء» فى تصريحه الشهير، خرجت عدة مقالات و«مقولات» لمؤسسات عريقة ولإعلاميين لا معين أترك للقارئ الفطن «استخلاص» ما وراءها.. – جريدة «الأهرام» كتبت قصة مطولة نقلها محررها الزميل الأستاذ طه جبريل بعنوان «مصدر مسئول يكشف للأهرام أسرار محاولة اغتيال عمر سليمان» فى إشارة إلى حادث وقع إبان كونه نائباً للرئيس، وتقول الأهرام: «فى أسرار وتفاصيل جديدة تنشر لأول مرة علمت الأهرام من مصادر أمنية رفيعة المستوى أن السيارة التى قطعت طريق موكب عمر سليمان فى شارع الخليفة المأمون هى سيارة ميكروباص بها 4 أشخاص مسلحين كان هدفهم تصفيته حيث فتحوا النيران باتجاه سيارة الحراسة ظنًا منهم أنه بداخلها، إلا أن حراسة سليمان تعاملت مع الموقف وراح ضحية الحادث حارس من طاقم حراسة نائب الرئيس السابق وأصيب السائق، وجميع المعتدين قتلوا فى موقع الحادث، ولم يكن معهم أى أوراق تثبت هويتهم. وأكدت المصادر ل«الأهرام» أن محاولة اغتيال سليمان استغرقت أقل من 10 دقائق، وذلك بسبب تدخل وحدة تأمين تابعة للحرس الجمهورى كانت على مقربة من مكان الحادث للتأمين، وعندما سمعت طلقات النيران تقدمت نحو الصوت، وجاءت من خلف المعتدين على الموكب، حيث فوجئ المعتدون بقدوم وحدة من الجيش من خلفهم فأصابهم الارتباك، وتمكن الحرس الشخصى لعمر سليمان من إجهاض محاولة الاغتيال وقتل الجناة، رغم أن قوات الحرس الجمهورى لم تطلق رصاصة واحدة صوب الجناة». انتهى ما ذكرته «الأهرام» بالحرف الواحد. طيب.. الأستاذ النائب المستقل.. والصحفى «الأكثر استقلالاً» مصطفى بكرى، ذكر نفس الواقعة، وأضاف عليها أن الرئيس السابق أمر بالتحقيق فى محاولة الاغتيال، وأن المعلومات الخطيرة عن شخص بعينه هى ما أدت إلى إغلاق الملف نهائيا. وأضاف بكرى: «المستفيد بالأساس فى اختفاء عمر سليمان هم الرافضون لتوليه منصب نائب الرئيس». طيب.. كذلك سارع مصطفى بكرى لإجراء حوار مع عمر سليمان نشر فى «اليوم السابع» بتاريخ 9 أبريل، لا يجوز تلخيصه، لكنه قال خلاله كل ما أراد، وفيه أكد تهديد «الإخوان» له بالاغتيال! أما الأستاذ عادل حمودة.. فكان له السبق كالعادة فى كشف «الصراع النفسى الشديد» الذى تعرض له سيادة «الولاء» قبل اتخاذه قرار الترشح، وقال سليمان لحمودة فى أول حوار «أنا مش درويش لكن تجميع 49 ألف توكيل فى 24 ساعة معجزة وتسهيل ربانى»!.. ثم كشف فى جريدة «الفجر» التى يرأس تحريرها عن تعرض سليمان لثلاث محاولات اغتيال.. وليس واحدة! .. طيب.. الأستاذ إبراهيم عيسى ماذا قال؟.. أقول لكم: فى مقالة بعنوان «إخوان عمر سليمان» قال عيسى: «طيب.. زعلانين ليه؟ ما نحتكم مع عمر سليمان لصناديق الانتخابات، ليقول الشعب كلمته». ..طيب الخلاصة حتى لا يتوه منى القارئ العزيز: 1- سيادة «الولاء» عمر سليمان حاول المحيطون بمبارك اغتياله لأنه مختلف معهم، و«مش منهم خالص»، والحرس الجمهورى «لم يطلق رصاصة واحدة لإنقاذه»! (شوف إزاى)!! 2- جاهد «سيادته» نفسه كثيرا قبل اتخاذ قرار الترشح ولم يراجع أحدًا لأنه «مش مرشح المجلس العسكرى خالص». 3- سيادة «الولاء».. «فيه شىء لله» وهناك معجزة إلهية جعلته يجمع 49 ألف توكيل فى يوم واحد.. بسم الله ما شاء الله.. دون أى تدخل من «العمدة أو شيخ الخفر»! 4-«الإخوان المسلمون» - الوحشين - عايزين يقتلوا الرجل الطاهر.. والحمل البرىء! شوفوا طالما الحكاية كده.. أنا بفكر أسمع كلام الأصدقاء والأقرباء والزملاء وأعلن «الولاء» لسيادة «الولاء» أحسن ما «صندوقه الأسود» ينفجر فى وشنا.. ولاّ حاجة! وربنا يكفيكوا شر «رعب» الصناديق بكل ألوانها.. ويحفظ مصر وشعبها من كل سوء، ويلهم أبناءها حسن اختيار الرئيس القادم. [email protected]