لن أقول إنه ثبتت براءة المرشح الرئاسى حازم صلاح أبو إسماعيل؛ لأنه لم يكن متهمًا بشىء. هو لم يكذب، بل كان صادقًا، إنما المتهم الحقيقى هم مَن كذبوا عليه بصفاقة، وعلى المرحومة والدته، وعلى المِصريين جميعًا، وقالوا إن والدته كانت حاصلة على الجنسية الأمريكية فلا يحق له الترشح، الكاذبون يجب محاسبتهم الآن. قلت قبل عدة أيام إن حازم لا يكذب، إنه ابن الشيخ المجاهد المناضل صلاح أبو إسماعيل، وستكون كبيرة لو كان الذى جاء من صلب هذا الرجل العظيم يكذب، ثم إنه لا يليق بمرشح رئاسى كبير وصاحب شعبية جارفة مثل حازم أن يكذب، فهو ليس البلكيمى الذى جاء من المجهول، ولا تُعرف له ثقافة، ولا علم، ولا دعوة، ولا تاريخٌ، ولا أى شىء. الحازم والبلكيمى لا يستويان، هما مسلمان - والله أعلم بالنيات - لكن الفروق بينهما كبيرة. هناك مَن كان ينتظر أن يكون حازم كاذبًا؛ ليمارس الشماتة فى الإسلاميين، بل فى الإسلام ذاته، لكن الله رد كيدهم وشماتتهم إلى نحورهم. ظهر الحق، وزهق الباطل الذى حاول المبطلون ترويجه لإقناع الناس به لثلاثة أهداف الأول: إزاحة حازم عن الترشح للرئاسة، وخدمة وطنه ومواطنيه، والثانى: إلصاق تهمة الكذب بثوبه النقى الطاهر للقضاء عليه نفسيًا وأدبيًا وسياسيًا وأخلاقيًا، والقضاء على مشروعه الإسلامى، وعلى كل صاحب مشروع مماثل سواء اختلفنا أو اتفقنا معه بشأنه، والثالث: دمغ الإسلاميين بالكذابين المراوغين بعد البلكيمى، ثم نكوص فريق منهم عن قراراته - الإخوان تراجعوا عن قرار عدم الترشح للرئاسة - لتكون الطامة كبرى على الإسلاميين، وتسوء صورتهم فى الشارع عند البسطاء والعامة، وتتزعزع الثقة بهم، ويخفت الأمل فى اختبار أفكارهم فى النهوض بالأمة. سعدت كثيرًا بأن الداخلية والخارجية واللجنة العليا للانتخابات وكل الأجهزة المعنية لم تثبت أن والدة حازم حازت الجنسية الأمريكية، وهذا يعنى أن أمريكا لم تعثر على ما يؤكد منحها الجنسية. إنها كانت مؤامرة على حازم فعلاً، إذ كيف منذ أيام قليلة تعلن لجنة الانتخابات أن بحوزتها أوراقًا رسمية تؤكد حصول والدته على الجنسية، ثم لا يظهر أثر لهذه الأوراق أمام المحكمة، بل إن محامى الحكومة فجَّر المفاجأة عندما أكد أن والدة حازم لم تحصل على الجنسية، إنما كان معها وثيقة سفر فقط. قال حازم مرات كثيرة إن والدته ليس معها جنسية أمريكية، لكنّ المشككين كانوا كُثرًا، وهم لا يريدون أن يصدقوا حتى لو كان يقول الحقيقة، افترضوا فيه الكذب مع أن حسن النية يجب أن يكون مقدمًا على سوء النية، أو يكون الصمت هنا أفضل من الكلام انتظارًا لجهة محايدة نزيهة تفصل فى الأمر كما فعل القضاء. ما دور المجلس العسكرى فى تلك الحملة المشبوهة؟. وما دور الأجهزة الأمنية فى التخطيط لها؟. هناك أكثر من جهاز أمنى معنِىّ بمراقبة المصريين، وإعداد ملفات لهم، والاحتفاظ بها، وواضح أن تلك الأجهزة لم تتوقف بعد الثورة عن هذه العادة السيئة، فهل واحد منها سرب معلومات وأوراقًا عن حكاية الجنسية؟، وهل كانت أوراقه ومعلوماته كاذبة ومضروبة وفاشلة؟، وهل يحاسب هذا الجهاز أو تلك الأجهزة الآن مرتين، الأولى على الخداع والكذب، والثانية على فشلها فى معلوماتها وأوراقها وعدم إتقان عملها؟. مَن يقف وراء هذا الكذب والتدليس والخداع وإثارة البلبلة ومحاولة تشويه هذا المرشح وإجهاض حلمه وتحطيمه وإهانته وإهانة اسم والدته وأسرته وكل محبّيه؟ . هل حازم صلاح مزعج للمجلس العسكرى ولا يريده أن يكون منافسًا على منصب الرئيس فسعى للتخلص منه بمسألة جنسية والدته؟، أم أن الأمريكان لا يريدونه، فلفقوا القصة والأوراق عبر رجالهم فى مصر، وورطوا معهم الأجهزة الرسمية؟. هذا الموضوع الذى تفجر فجأة لم يكن صدفة، إنما غالبًا وراءه جهات أو أشخاص يريدون إزاحة حازم خصوصًا بعد شعبيته الكبيرة، وبعد خطابه القوى، ووضوحه، وثوريته الصلبة التى لا مثيل لها لدى كثير من الثوريين والسياسيين والمرشحين للرئاسة. لا بد من فك لغز الحملة على حازم حيث أرادوا من ورائها تحطيمه، لكن حصل العكس، فتزايدت شعبيته وارتفع اسمه لأعلى عِلّيّين. على بركة الله يا شيخ حازم، ومبروك عليك محبة أنصارك لك، وتضحياتهم من أجلك، وهى محبة خالصة لوجه الله. [email protected]