فر يمنيون من العاصمة صنعاء يوم الاربعاء هربا من معارك بالاسلحة النارية بين موالين ومعارضين للرئيس علي عبد الله صالح الذي قال انه لن يقدم المزيد من التنازلات لمن يسعون للاطاحة به. ودوت أصوات نيران مدافع رشاشة متفرقة لليوم الثالث في الشوارع المحيطة بمنزل الزعيم القبلي الشيخ صادق الاحمر الذي أيد المحتجين الذين يسعون للاطاحة بالرئيس اليمني بعد فشل جهود الوساطة الدولية المتكرر. وتصاعد دخان اسود من مقر الاحمر في وسط الاشتباكات التي اودت بحياة ما لا يقل عن 39 شخصا منذ يوم الاثنين عندما تبادل حراسه اطلاق النار للمرة الاولى مع القوات الموالية لصالح التي اتهموها بتخزين الاسلحة في مدرسة قريبة. وقال صالح لبعض وسائل الاعلام المختارة بينها رويترز "نحن صامدون. نحن نتحمل الصدمات وما حصل من أولاد الاحمر من فوضى واعتداء على مؤسسات الدولة وعلى الصحفيين وكذلك على وزارة الصناعة والتأمينات ووزارة الداخلية هذا عمل استفزازي ويجذبنا الى حرب أهلية. كلها محصورة بأولاد الاحمر." وأضاف أنهم حتى هذه اللحظة يهاجمون وزارة الداخلية ولكنه لا يريد توسيع نطاق المواجهات. وقال انهم اختاروا هذا واتخذوا القرار الخاطيء بمواجهة الدولة بهذا النوع من العنف. واندلعت الاشتباكات يوم الاثنين بعد يوم من رفض الرئيس اليمني في اللحظة الاخيرة التوقيع على اتفاق أعد بوساطة خليجية يؤدي الى تركه الحكم. وهي اطول اشتباكات في صنعاء منذ بدأت الاحتجاجات المناهضة لحكم صالح في فبراير شباط. وتراجع صالح عن توقيع اتفاقات سابقة لكن تراجعه الاخير أثار رد فعل عنيفا لانه جاء بعد محاصرة دبلوماسيين غربيين وعرب في سفارة الامارات العربية المتحدة لساعات. وتبادل الجانبان اللوم في اعمال العنف التي قالت المعارضة انها قد تثير حربا اهلية. وقلل سفك الدماء احتمالات الوصول الى حل سياسي للانتفاضة الشعبية التي تستلهم احتجاجات اسقطت رئيسي مصر وتونس. وقال شادي حامد المحلل بمركز بروكينجز الدوحة "اعتقد ان هناك خطرا حقيقيا من تصاعد العنف ونحن نرى البلاد في طريقها لحرب اهلية محدودة."