ذكرت صحيفة جارديان في مقال لها ان بعد سيطرة الاسلاميين في الانتخابات البرلمانية ، يسعي شباب الجماعات العلمانية والليبرالية الذين كانوا القوة الدافعة وراء انتفاضة مصر جاهدين لضمان عدم ضياع أصواتهم ووضع دستور جديد و تشكيل الحكومة. فقد فازت الكتلتين الاسلاميتين الذين ظهروا حديثا بعد عقود من القمع في ظل نظام مبارك العلماني بما يقرب من 70 % من المقاعد في الاقتراع الأولي في 28-29 نوفمبر ، في حين حصلت الأحزاب الثورية علي أقل من 15 % حتى الان ، وفقا للنتائج الرسمية التي اطلعت عليها أسوشيتد برس فقد أدى الصراع على السلطة بين الفصائل الناشئة الدينية والعسكرية الحاكمة ، الي تهميش دور الليبراليين . ومن غير المتوقع ان تتغير النتيجة في الجولة الثانية من التصويت يوم الاربعاء والخميس والمرحلة الأخيرة في يناير ، وحتى جماعات الإسلاميين قد تعزز مكاسبها.
دون شك ، فإن وجود الشباب الليبراليين وراء الانتفاضة التي أطاحت بحسني مبارك سيكون ضئيل في البرلمان وسيكون للاسلاميين السيطرة الكاملة. ولكن أعلن وائل خليل ، وهو عضو في أحد التحالفات التي نشات بعد الانتفاضة "الثورة مستمرة" أنه سيتم الكفاح من أجل مستقبل مصر حتي خارج المؤسسات الرسمية.
واضاف " ستلعب وسائل الإعلام ، في الساحات الثورية و الإعلام الجديد دورا مهما في توجيه والتأثير على المناقشات (بعيدا عن الصراع و) تجاه القضايا الاساسية".
و الاهتمام الاكثر اهمية للثوار الان هو صياغة دستور جديد للبلاد فإن البرلمان الجديد سيكون مسؤولا عن اختيار الجمعية التأسيسية المكونة من 100 عضوا لوضع مشروع الدستور في المستقبل لاكبر دول العالم العربي و يخشى كثيرون ان البرلمان الذي يهيمن عليه الاسلاميون سيؤدي إلى وثيقة تسترشد بالمبادئ الاسلامية الصارمة.
وقد اشار حكام مصر العسكري لمخاوف الليبراليين بشكل واضح فبعد وقت قصير من تصاعد الإسلاميين في الجولة الأولى ، طرح المجلس العسكري فكرة جديدة تهدف إلى منع البرلمان الذي يهيمن عليه الاسلاميون من احتكار صياغة الدستور. وقال عضو المجلس العسكري الحاكم ان البرلمان لا "يمثل" جميع طوائف البلاد ، وأن العسكرية الموازية ستعمل علي تعيين مجلس استشاري ، جنبا إلى جنب مع الحكومة المنتخبة حديثا لاختيار الذينن سيقوموا بصياغة الدستور .
بينما ادار الاسلاميون حملة علي درجة عالية من التنظيم والانضباط ، كانت الجماعات الليبرالية مختلفة حيث لم تستطع عشرات الأحزاب العلمانية الاتحاد بسبب خلافات حول الاستراتيجيات في الوقت الذي كان يقدم فيه الاخوان المسلمون ، العديد من الخدمات الاجتماعية ، ومزايا متعددة في انحاء البلاد فشلت الحكومة في تقديمها.
و حصلت الكتلة المصرية ، وهي مجموعة من الأحزاب الليبرالية والاشتراكية ،علي 9 % فقط من المقاعد في الجولة الأولى من الانتخابات و حصل على تحالف الثورة مستمرة، التي تتألف من الشباب الاسلامية الاشتراكية والليبرالية والمعتدلة ،علي نحو 3 % من الاصوات.
يدعي بعض الليبراليين ان الأحزاب الإسلامية أثرت بشكل غير صحيح علي بعض الناخبين الذين لم يحسموا اختيارهم بعض خارج مراكز الاقتراع في الجولة الأولى ، وكانت تراقب الانتخابات يوم الاربعاء لتجنب التكرار لكن آخرين يقولون ان الاحزاب العلمانية ببساطة لا تبذل الجهد الكافي للاتصال بغالبية الناخبين المصريين.
في حين أن البعض لعب علي عامل الخوف من الجماعات الإسلامية أو نغمة الخلافات في تفسير الإسلام فيما بينها ، فقد حاول ليبراليون أخرون على توضيح صورتهم بوسائل أخرى كما صورت بعض الأحزاب مرشحيها في ضوء أكثر إسلامية ، والتي تبين بعضهم يصلي ، و بعضهم يشجع النساء المحجبات في القوائم.