موسكو (رويترز) - قالت روسيا يوم الثلاثاء انها غير مستعدة لاحالة سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية ووصفت الانتقاد الغربي لسلوكها في مجلس الامن التابع للامم المتحدة بأنه "غير أخلاقي". جاءت هذه التصريحات وهي أحدث تعبير عن المعارضة الروسية لنداءات الغرب بزيادة الضغوط على الحكومة السورية بعد ان وجهت مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان دعوة جديدة لمجلس الامن لاحالة الوضع الى المحكمة.
ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية للانباء عن نائب وزير الخارجية جينادي جاتيلوف قوله "الوضع الذي نتحرك منه هو أن مجلس الامن التابع للامم المتحدة هو وحده الذي يمكنه التفويض باحالة الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية."
وأضاف "لا نرى أسبابا لهذا في الوقت الراهن."
وأبلغت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة مجلس الامن الدولي ان عدد قتلى الاحتجاجات التي بدأت قبل نحو تسعة أشهر في سوريا تجاوز 5000. ويتضمن الرقم مدنيين وجنودا منشقين عن الجيش ومن تم اعدامهم لرفضهم اطلاق النار على المدنيين لكنه لا يشمل اعضاء من الجيش واجهزة الامن الاخرى قتلوا بأيدي قوى المعارضة.
وتقول الحكومة السورية ان أكثر من 1100 من أفراد الجيش والشرطة وأجهزة الامن قتلوا.
وقال جاتيلوف ان روسيا تشترك مع الدول الاخرى الاعضاء في مجلس الامن في القلق بشأن أعمال العنف المستمرة "لكننا لا نتفق مع التقييمات التي تلقي المسؤولية عن اعمال العنف ... على السلطات السورية فقط".
واستخدمت روسيا حجة مماثلة في اكتوبر تشرين الاول عندما انضمت الى الصين في استخدام حق النقض (الفيتو) لعرقلة صدور قرار صاغه الغرب كان سيندد بحكومة سوريا بسبب الحملة ضد المحتجين.
وعبرت دول اعضاء في مجلس الامن من بينها الولاياتالمتحدة وفرنسا عن خيبة أملها ازاء معارضة روسيا والصين للعقوبات وضغوط أخرى على سوريا.
وقال السفير الفرنسي لدى الاممالمتحدة جيرار ارود يوم الاثنين انه "لامر فاضح أن المجلس لم يتمكن من التحرك لممارسة ضغط على السلطات السورية بسبب معارضة من بعض الاعضاء وعدم اكتراث من جانب اخرين."
ورد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بقوله ان الدول الغربية يجب أن تفرض ضغوطا أيضا على مسلحين قال انهم يتحملون جزءا من اللوم بشأن العنف.
وقال "اذا كان من يرفضون الضغط على الجانب المتطرف المسلح من المعارضة يتهموننا في نفس الوقت بعرقلة عمل مجلس الامن فانني سأصف ذلك الموقف في التحليل النهائي بأنه غير اخلاقي."
وقال لافروف الذي تحدث بعد اجتماع مع نظيره الجزائري ان روسيا تطالب سوريا بالسماح لمراقبين عرب بدخول البلاد بموجب خطة سلام الجامعة العربية.
وقال لافروف "نصيحتنا التي وجهناها لدمشق والتي نؤكد عليها يوميا هي توقيع هذا البروتوكول وقبول المراقبين في أقرب وقت ممكن."
وأكد أن دول مجموعة بريكس التي تضم روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا مستعدة أيضا لارسال مراقبين اذا طلب منها ذلك.