يبدو أن المقارنة بين انتخابات 2010، و2011 أمر صعب للغاية، فما كان محظورا أصبح مجبورا، لكن ما يجوز فى هذه الحالة هو التشابه فى إدارة العملية الانتخابية بين أنصار التيارات الإسلامية فى الانتخابات الحالية وأنصار الحزب الوطنى المنحل فى الانتخابات السابقة، وهو التشابه الذى خرجت به تقارير منظمات المجتمع المدنى، فكلاهما يلعب السياسة على طريقة «اللى تغلب به العب به». هذه المرة لم يدر الانتخابات «أحمد عز» من أجل عيون «الوطنى» بل أدارتها «الاخوانيات» من أجل عيون «رجالة الجماعة»، فقد حملت التقارير الحقوقية رصدا لسلوكيات الإخوانيات المثيرة من استخدام آلات حادة وتأثير على أصوات الناخبين وارتداء ملابس تمثل دعاية لحزب الحرية والعدالة مخالفين بذلك قوانين مباشرة الحقوق السياسية وقوانين الانتخابات والمواثيق الدولية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة. بل ووصفها بعض التقارير بأنها سلوكيات مخالفة لحقوق الإنسان.
وأكدت تقارير «الائتلاف المستقل لمراقبة الانتخابات» التى حملت عنوان « شراء أصوات، بلطجة نسائية، الخوف من الغرامة المالية» أن نساء متنقبات من مناصرات التيار السلفي، يشجعن غيرهن من النساء الأميات على التصويت لصالح التيار السلفى «حزب النور» فى لجنة الوحدة الطبية البيطرية فى خورشيد، دائرة المنتزه بمحافظة الإسكندرية، كما أن هناك حشدًا من نساء سلفيات بوسائل نقل جماعية «الميكروباصات» أمام نفس اللجنة، ووجود عدد من متاجرى الأصوات الانتخابية داخل المناطق العشوائية عن طريق الرشاوى الانتخابية التى تراوحت ما بين 50 جنيهًا إلى 1500 جنيه للصوت الواحد، على أن يتم إعطاء نصف المبلغ قبل التصويت ونصفه الآخر بعد عملية التصويت.
وأكدت التقارير أن التجاوزات التى حدثت من قبل أنصار حزبى الحرية والعدالة، والنور تفوق تجاوزات الحزب الوطنى فى الانتخابات، وهو ما ظهر بوضوح من خلال العنف النسائى لمناصرات للتيارات الإسلامية، حيث تعرضت إحدى الناخبات للضرب بآلة حادة «سيخ حديدي» من قبل إحدى مناصرات حزب الحرية والعدالة بعدما رفضت الإدلاء بصوتها لصالح الحزب وذلك بدائرة الزيتون بمدرسة أنصاف سري، بالإضافة إلى وجود نساء بلطجيات أمام لجنة الإدارة الزراعية بدائرة كفر الزيات بالغربية يلقين الحجارة على الناخبين، وفى المقابل تم حشد النساء عن طريق محترفات الانتخابات للإدلاء بأصواتهن لصالح حزب الحرية والعدالة بدائرة الخليفة.
وأضافت التقارير أن هناك بعض نساء قمن بالتصويت بالنيابة عن النساء الأميات بعد أن قمن بتوزيع قوائم الحرية والعدالة على هؤلاء النسوة على أبواب لجان (484 و485) بدائرة مركز قلين بمحافظة كفر الشيخ.. وفى مدرسة حلوان الثانوية بنات بحلون، قامت مندوبات حزب النور السلفى بالتأثير على الناخبات خلف الستارة لاختيار أعضاء الحزب.
على جانب آخر رصد التحالف المصرى لمراقبة الانتخابات الذى يضم 127 منظمة حقوقية، بعض الانتهاكات التى حدث اثناء المرحلة الأولى للانتخابات التشريعية لمجلس الشعب، وورد فى تقاريره قيام عدد من السيدات بعمل كردون حول مندوبة التحالف واحتجازها بمدرسة السيدة سكينة بالخليفة بالدائرة الثامنة، أثناء قيامها بتصوير بعض مجريات العملية الانتخابية وإهانتها وسبها واحتجازها ومصادرة الهاتف المحمول الخاص بها.
ومن جانبها قالت مؤسسة العربية لدعم المجتمع المدنى فى بيان لها: إن حزب الحرية والعدالة وغيره من الأحزاب والمرشحين قاموا بتعليق وتوزيع لافتات الدعاية الانتخابية خارج وداخل اللجان.. وذلك فى مدرسة القديس جرجس «سيدات»، وقيام بعض أنصار التيار السلفى بالتواجد داخل وخارج اللجان مرتدين قميصًا أصفر اللون يحمل اسم «الرابطة الإسلامية بالشرابية» واستغلال ذلك فى الدعاية لقائمة حزب النور بالدائرة. كما رصدت المؤسسة تواجد ما يسمى بالرابطة الإسلامية داخل اللجان كأنصار حزب الحرية والعدالة وحزب النور، وحزب الإصلاح والتنمية، وذكرت أن نساء منقبات قمن بتوزيع الدعاية أمام اللجان الانتخابية لحزب النور كما بعض الشباب الملتحى يقوم بتوزيع الدعاية لحزب الحرية والعدالة ويتم ايضا استغلال الاطفال دون العاشرة والاثنى عشر عاما لتوزيع الدعاية الانتخابية لبعض المرشحين وهو ما يخالف القوانين الانتخابية.
وعلى جانب آخر أكدت تقارير مركز سيزا نبراوى للقانون وحقوق المرأة أن نساء حزب الحرية والعدالة قاموا بتوزيع أكياس لحمة يتراوح وزنها ما بين نصف كيلو إلى كيلو لحمة من منطلق استعطاف أبناء حى روض الفرج واستغلال احتياجهم