أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الاعتداء على المتظاهرين سلميا فى سوريا وانتهاك حرمة المساجد، وأكد على وجوب احترام الحقوق المدنية للشعب السوري، ودعا الرئيس السوري بشار الأسد لرفع المظالم وإجراء إصلاحات شاملة جاء ذلك فى بيان صدر عن الإتحاد اليوم جاء فيه : يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقلق شديد ما يقع في سوريا من اعتداءات متتالية على المتظاهرين سلميا في العديد من المدن والمحافظات، والاعتداءات على المصلين المعتصمين في المسجد العمري في درعا، والمسجد الأموي في دمشق وحلب، وما نتج عنه من انتهاك لحرمة المسجد ومن قتلى وجرحى واعتقالات في صفوف المطالبين سلميا بحقهم في الحرية . أضاف البيان الذى وقعه رئيس الإتحاد الدكتور يوسف القرضاوى: في ظل تزايد تعسف الأمن السوري في تعامله مع المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المشروعة، ومع تزايد القتلى والجرحى والمعتقلين، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وانطلاقا من واجبه الشرعي تجاه قضايا الأمة يستنكر بشدة انتهاك حرمة المساجد وحرمة المصلين، ويدين قتل الأبرياء واعتقال المتظاهرين سلميا، محذرا من خطورة إراقة الدماء وآثارها في الدنيا والآخرة " {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}[النساء:93]، ومذكرا بعاقبة الطغاة: {الَّذِينَ طَغَوْا فِيالْبِلَاد * فَأَكْثَرُوا فِيهَاالْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْرَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ* إِنَّ رَبَّكَلَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر:9-12]، كما يقدم التعازي، ويواسي الشعب السوري وذوي الشهداء والجرحى والمعتقلين في جميع مدن ومحافظات وقرى سوريه. ودعا الاتحاد الحكومة السورية إلى التوقف عن القتل وإراقة الدماء، وسحب الجيش من المدن التي يحاصرها، والبدء الفوري والفعلي في تحقيق مطالب الشعب السوري المشروعة، من حريات عامة، وحقوق الإنسان، وتوفير العدالة والكرامة وغيرها والتي يكفلها لهم الإسلام وجميع القوانين الإنسانية الدولية، داعيا إلى الاستفادة والاتعاظ من الغير، "فالعاقل من يتعظ بغيره"..مطالبا الحكومة السورية أن تكفل للشعب السوري الحق في التظاهر والتجمع السلمي والتعبير عن الرأي بكل حرية، وذلك احتراما لتعهداتها الدولية في هذا المجال، وأن تحمي المتظاهرين من أي اعتداء وإلى إنهاء حالة الطوارئ المعلنةمنذ عشرات السنين، وما يرتبط بها من أحكام عُرفية ومحاكم استثنائية، وإنهاء ملف المهجرين بعودتهم إلى بلادهم وكفالة جميع حقوقهم، وإعادة الحقوق المدنية والسياسية التي سلبت منهم، أو حرموا منها طول العهود السابقة.. مؤكدا على الطابع الشعبي والسلميّللتظاهرات والتجمعات، وعلى مشروعية الحقوق المدنية للشعب السوري التي تكفلها له جميع المواثيق والمعاهدات الدولية،داعيا المتظاهرين إلى الحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة وعدم الاعتداء عليها. دعا الاتحاد علماء المسلمين للوقوف مع الحق وعدم الانجرار وراء الدفاع عن الظلم مهما كان الثمن، لأنهم ورثة الأنبياء، وقد فرض الله عليهم أن يبينوا الحق ولا يكتموه، كما يدعو علماء وشعوب الدول الإسلامية والعربية عموما للوقوف مع إخوانهم بالدعاء والتأييد.