انتابتنى حالة من الغثيان و ( القرف ) مما سمعت عن تلك الفتاة التى قررت نشر صورها عارية تماماً (ملط ) على موقع التواصل الاجتماعى ( الفيسبوك ) معتقدة تمام الاعتقاد أ ن هذا من حقها ومن صميم حقوقها الشخصية . والسؤال الذى يطرح نفسه ؟ هل قامت مصر شبابها ،وشيبها جاهلها ومتعلمها غنيها وفقيرها مسلمها ومسيحيها بثورة 25 يناير من أجل العدل والمساواة وحرية التعبير؟ أم قمنا بها من أجل أن تطل علينا تلك الفتاة بصورتها عارية ؟ وهل سقط الشهدا ء من أجل ذلك ؟ هناك من يفهم الحرية على أنها مطلقة بلا قيد وشرط فى حين أن الحرية أسمى وأعظم مما فعلته تلك الفتاه .
ولو كانت تلك هى الحرية التى ينادى بها البعض فلعنة الله على تلك الحرية وبئس الحرية تلك. لقد قمنا بتلك الثورة ليس لكى تظهر بناتنا عرايا وتستباح أعراضهن ولكن قمنا بها من أجل العدالة الاجتماعية ومن أجل لقمة عيش عزيزة غير ذليلة ،ومن أجل حرية الكلمة الصادقة الهادفة التى تبنى ولا تهدم تصلح لا تفسد قمنا بتلك الثورة الغراء من أجل أن نطهر أنفسنا من الأخلاق الفاسدة ،والعقول المفسدة.
لا ليست تلك هى الحرية التى تمنيناها وسا لت الدماء من أ جلها وراح زهرة شباب الوطن قرباناً لها ليست تلك هى الحرية التى من أجلها خرجت الميلايين إلى كل ميدان تزأر مطالبة بها .
إن من ينادى بتلك الحرية حرية ( الملط ) لا يعرف معنى الحرية وكيف تكون لا يعرف أنه بهذا يهدم أمة ويفسد عقولاً. ويحط من قدر أمته.
إن من ينادى بذلك ليس أميناً على على نفسه وأهله . والأدهى والأمر أن تصبح تلك الفتاة قدوة يقتدى بها غيرها فعلى كل رب أسرة وأم وعلى كل إعلامى صادق أمين وكل صاحب كلمة أن يحذر من ذلك ويرفضه.
وأتمنى ألا يخرج علينا من يدافع فى استماتة ويتشدق بأ لفاظ وكلمات من مصطلحات حلوة العنوان كريهة المضمون. ولله الأمر من قبل ومن بعد ولا حول ولا قوة إلا بالله