اسطنبول (رويترز) - ضاعفت الثلوج التي انهمرت بكثافة يوم السبت من مأساة الالاف من الناجين من الزلزال الذي ضرب شرق تركيا في الوقت الذي زار فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المنطقة المنكوبة وسط غضب متصاعد بين العائلات التي فقدت المأوى لبطء جهود الاغاثة. وسحب عمال الاغاثة الذين يعملون في مدينة فان تحت وطأة الثلوج الكثيفة جثة رجل من تحت انقاض فندق بيرم ذي الطوابق الخمسة وهو ما يرفع عدد القتلى بسبب الزلزال الذي اصاب المدينة مؤخرا الى 33 قتيلا.
وعثر عمال الانقاذ حتى الان على نحو 30 شخصا على قيد الحياة بعد زلزال الاربعاء الذي بلغت قوته 5.7 درجة. وكانت بنايتان فقط من بين 22 بناية انهارت مأهولتين -- وهما فندقان -- بعد ان ترك معظم السكان منازلهم بعد زلزال اشد قوة ضرب المدينة في 23 اكتوبر تشرين الاول.
ومن بين الضحايا الذين عثر عليهم منذ مساء يوم الجمعة صحفيان من وكالة دوجان للانباء كانا يقطنان في فندق بيرم لتغطية الاحداث بعد الزلزال الذي ضرب منطقة فان بقوة 7.2 درجة قبل اقل من ثلاثة اسابيع.
وقتل هذا الزلزال اكثر من 600 شخص وشرد عشرات الالاف من العائلات واخاف السكان من العودة الى ديارهم التي تشققت جدرانها وسقوفها بينما تواصلت توابعه.
وعاد اردوغان يوم السبت الى ارجيس وهي بلدة تقع الى الشمال من فان وكانت اكثر المدن تأثرا بالزلزال الاول وكان رئيس الوزراء التركي قد زارها بعد ساعات من الكارثة.
وقوبل اردوغان الذي القى خطابا امام حشد تجمع في المدينة المدمرة التي كان يسكنها نحو 100 الف شخص بموجة مختلطة من الترحيب والاستهجان حيث دعا الى الوحدة بين السكان والسلطات التي تعمل على تقديم المساعدات.
وسمع هتاف يقول "نريد خياما" عندما بدأ اردوغان خطابه لكن صيحات التشجيع تعالت عندما تحدث عن تقديم مساعدات مالية.
ووعد اردوغان بتوفير مساكن دائمة لاغلبية المحتاجين الى مساكن جديدة بحلول اغسطس اب من العام القادم قبل ان يدعوهم الي دخول مخيم انشئ لاستضافة المنكوبين خلال فترة الشتاء.
واطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق احتجاج في مدينة فان يوم الخميس نظمه 200 رجل من الغاضبين بسبب الطريقة التي وزعت بها الخيام ودعوا الى اقالة الحاكم الاقليمي.
وانتقد اردوغان في تصريحاته مساء الجمعة المحتجين مستخدما لهجة لاذعة.
وقال "لم يساهم اي من هؤلاء في محاولات ازالة اثار الزلزال.
"اقولها واضحة جلية. هؤلاء الناس ليسوا من ضحايا الزلزال. انهم مجرد اشخاص مستفزين يحاولون تخريب العملية هنا. انهم ليسوا من ضحايا الزلزال."
وتتعامل الحكومة التركية مع الانتقادات بحساسية خاصة وان فان منطقة تقطنها اغلبية كردية. وتخوض تركيا حربا طويلة ضد تمرد انفصالي كردي لكن اردوغان سعى الى التواصل مع الاكراد العاديين والى زيادة حقوقهم.