قضى آلاف الأشخاص ليلتهم الثانية في العراء في درجة حرارة تصل إلى التجمد تعهدت الحكومة التركية بتقديم مزيد من المساعدات إلى آلاف الأشخاص المتضررين جراء الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد الأحد الماضي. وقال مسؤولون إن أكثر من 12 ألف خيمة سترسل إلى مدن ارجيس وفان والقرى المحيطة بهما للمساعدة في إيواء المتضررين. وتعرضت حكومة أنقرة لاتهامات بأنها فشلت في تقديم العون لآلاف الأشخاص الذين قضوا ليلتهم الثانية في العراء وسط الصقيع ودون أجهزة أو أغطية للتدفئة. وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال الذي بلغت قوته 7.2 درجة بمقياس ريختر إلى 432 قتيلا و1352 جريحا. وقالت إدارة الكوارث والطواريء التركية الثلاثاء إن أكثر من ألفي مبنى انهار جراء الزلزال الذي ضرب منطقة فان شرقي البلاد. في غضون ذلك واصلت فرقالبحث والانقاذ عملياتها خلال ساعات الليلللبحث عن ناجينتحت انقاضمئات البنايات المنهارة. واستخدمت فرق الانقاذ الكلاب المدربة والرافعات والمعدات الثقيلة لرفع الألواح الخرسانية وتوافد عدد كبير من السكان للمساعدة في جهود الانقاذ. تضاؤل الآمال ولكن مراسل بي بي سي في ارجيس تيم ويلكوكس يقول إن آمال العثور على ناجين تتضاءل ولم يتم العثور على أي شخص على قيد الحياة خلال ال7 ساعات الماضية. وأضاف المراسل إن هناك مخاوف من أن حوالي 50 شخصا دفنوا تحت أنقاض بناية واحدة. وتوقع المسؤولون التركيون ارتفاع حصيلة القتلى خلال الساعات المقبلة. من جانبه قال نائب رئيس الوزراء التركي بصير عطالي المسؤول عن تنسيق جهود الإغاثة مساء الاثنين إن " لن يكون هناك نقص في الإمدادات التي يحتاجها متضررو الزلزال. وقامت فرق الانقاذ بإنشاء مستشفيات ميدانية وتقديم الطعام والمياه لمتضرري الزلزال المشردين أو من تركه منزله خوفا من الهزات الارتدادية. وكانت مدينة ارجيس التي يقطنها نحو 750 نسمة الاكثر تضررا بالزلزال حيث انهار نحو 80 من العمارات السكنية فيها. وتهدم نحو ألف من المباني في تلك البلدة والبلدات الأخرى القريبة منها، من بينها 970 مبنى سويت بالارض. ويقول مراسل بي بي سي في ارجيس ان معظم تلك البنايات المدمرة كانت مجمعات شقق سكنية وقد فقد العشرات من الناس في انهيارها. ويضيف إن واحدا من بين كل خمسة مبان في المنطقة قد انهار بالكامل وإلى درجة أن المباني التي كان يبلغ ارتفاعها سبعة طوابق أصبحت الآن كومة من الأنقاض بارتفاع طابق واحد. تخفيف الكارثة وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد زار المنطقة المنكوبة بطائرة مروحية، وقال إن أكثر المناطق تضررا هي القرى القريبة من بلدة فان حيث أن معظم المنازل في تلك القرى مبنية بالطين الهش. وأكد أن تركيا قادرة وحدها على إدارة الأزمة مشيرا إلى أن حكومته وضعت كل إمكانات الإنقاذ والإغاثة في البلاد لتخفيف الكارثة، بما في ذلك الإستعانة بالجيش إذا دعت الضرورة إلى ذلك. وتعد تركيا واحدة من الدول الأكثر عرضة للزلازل في المنطقة لوقوعها على نقطة تقاطع خطوط الفوالق الجيولوجية بين صفائح القشرة الأرضية. وتسبب زلزالان كبيران وقعا عام 1999 وبلغت شدتهما 7 درجات على مقياس ريختر في مقتل نحو 20 ألف شخص في مناطق تركيا الشمالية الغربية الكثيفة السكان.