عقد الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم اجتماعاً مساء أمس ما من 29 مدرس من المحافظات يمثلون كافة أنواع المدارس العامة والفنية والتجريبية والخاصة بمراحلها الابتدائية والإعدادية والثانوية لسماع آرائهم ومقترحاتهم في كل ما يخص العملية التعليمية باعتبار أن المعلم هو العصب الرئيسي لهذه العملية، وقد تناول الاجتماع موضوعين رئيسيين هما: نظام التقويم الشامل وكادر المعلم . وفيما يتعلق بنظام التقويم الشامل أكد الجميع أن هذا النظام يهدف الى التواؤم مع روح العصر وأنه لم تعد هناك دولة ناهضة في العالم تأخذ بالنظام القديم في التعليم، وأوضح الوزير أن تكوين المهارات وزيادة القدرات وتشجيع المبادرات الطلابية وتحفيز الإبداع الذاتي هي الأهداف الحالية للنظم التعليمية في كل دول العالم المتقدم ومصر لا يمكنها أن تتخلف عن هذا الركب وتتبنى نظاما يقوم على الاستذكار وترديد المعلومات واستيعابها والاختبار فيها وحدها. وأكد المعلمون إن نظام التقويم الشامل يمثل عبئاً ثقيلاً عليه في التحضير والتقويم الشفوي ورصد الدرجات،وفي بعض الأحيان لا يؤمن المعلم أصلاً بما يقوم به من نشاط أو لا يفهم النشاط الذي يكلف به الطالب، هذا فضلاً عن صعوبة سؤال الطالب في ملف الإنجاز في ظل ارتفاع كثافة الفصول ومن ثم صعوبة التحقق مما إذا كان هو الذي قام به أم لا. ويرى البعض عدم قيام الموجهين بدورهم في تدريب المدرسين على هذا النظام وإفادتهم وأنهم في بعض الأحيان يكونون غير قادرين على استيعاب المفهوم الحديث للتقويم،وأضاف المعلمين إن التقويم الشامل لم يستوعب الأنشطة المدرسية كما كان يفترض عند تصميمه وبدء تطبيقه في عام 2005 لأنه أخذ جزءاً كبيراً من وقتها، هذا فضلاً عن أن المناهج الدراسية الحالية لا توجد بها أنشطة ملائمة للتقويم يمكن للطالب تنفيذها. وتطرق الحوار الى كادر المعلم حيث أكد الوزير أن فلسفة الكادر تقوم على فكرة أساسية وهي أن التعليم مهنة وليس وظيفة وأن هناك فرق كبير بين الموظف الإداري والمدرس الذي يقوم بتربية النشء وتعليم الأجيال،لذلك فإن وجود نظام خاص (كادر) للمعلمين يحقق لهم ثلاثة أشياء: مكانة اجتماعية متميزة، تدريب وتأهيل مستمر، دخل مادي ملائم،لكن لابد لإصلاح تطبيق نظام الكادر من تفعيل دور الأكاديمية المهنية للمعلمين في الفترة القادمة. وقد أظهر الحوار بين المعلمين والمسئولين في الوزارة أن درجات الكادر هي درجات وظيفية وأدبية ومالية في نفس الوقت، وأنه لن يكون هناك تطبيق لنظام الدرجات الموجودة في القانون 47 لمن تم تسكينه على درجات كادر المعلمين، مثلما هو نفس الأمر بالنسبة لأساتذة الجامعات وغيرهم من أصحاب الكوادر الخاصة. وأوضح الحوار أن جميع ما يحصل عليه المعلم في إطار الكادر يدخل في حساب معاشه وليس صحيحا ما يقوله البعض عن عدم حساب البدل في المعاش، كذلك فإن العلاوات التي يحصل عليها موظفو الدولة تضاف في نفس الوقت لدخول المعلمين في إطار الكادر. وقد وعد الوزير المعلمين بالعمل من الآن فصاعدا على تطوير أكاديمية المعلمين لتقوم بمهمتها في تدريبهم ليرتقوا بيسر في درجات الكادر بدلا من الاكتفاء بعقد امتحانات لا تقيس الكفاءة المهنية الحقيقية للمعلم وقد تسيء إليه معنويا.